جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

أولاد رسول الله

زمان مطالعه: 6 دقیقه

قال ابن کثیر: فصل فی أولاده. ثم قال: لا خلاف انّ جمیع أولاده من خدیجة بنت خویلد سوى ابراهیم. ثم روى عن محمد بن سعد بإسناده عن ابن عباس قال: کان أکبر أولاد رسول الله (ص) القاسم، ثم زینب، ثمّ عبد الله، ثم امّ کلثوم، ثم فاطمة، ثم رقیة، فمات القاسم و هو أوّل میّت من ولده بمکة، ثم مات عبد الله. فقال العاص بن وائل السّهمی قد انقطع نسله فهو أبتر، فأنزل الله عزّ و جلّ «إِنَّا أَعْطَیْناکَ الْکَوْثَرَ» السورة. قال: ثم ولدت له ماریة بالمدینة ابراهیم فی ذی الحجة سنة ثمان من الهجرة فمات ابن ثمانیة عشر شهرا. ثم قال: و قال أبو الفرج المعافی بن زکریّا الجریری، ثم روى عنه بإسناده، عن میمون بن مهران، عن ابن عباس قال: ولدت خدیجة من النبی (ص) عبد الله ثم أبطأ علیه الولد من بعده، فبینا رسول الله یکلّم رجلا و العاص بن وائل ینظر إلیه، إذ قال له رجل من هذا؟ قال له: هذا أبتر، و کانت قریش إذا ولد للرجل ثم أبطاء علیه الولد من بعده قالوا هذا أبتر، فأنزل الله إِنَّ شانِئَکَ هُوَ الْأَبْتَرُ أی مبغضک هو الأبتر من کل خیر. قال- یعنی ابن عباس-: ثم ولدت له زینب، ثم ولدت له رقیّة، ثم ولدت له القاسم، ثم ولدت له الطّاهر، ثم ولدت المطهّر، ثم ولدت الطّیب، ثم ولدت المطّیب، ثم ولدت امّ کلثوم، ثم ولدت فاطمة، و کانت أصغرهم و کانت خدیجة إذا ولدت ولدا دفعته الى من یرضعه فلمّا ولدت فاطمة لم یرضعها غیرها.

ثم قال: و قال محمد بن عائذ، ثم روى عنه بإسناده عن سعید بن عبد العزیز: انّ خدیجة ولدت القاسم، و الطّیب، و الطّاهر و مطهّر، و زینب، و رقیة، و فاطمة، و امّ کلثوم. ثم قال و حدّثنی محمد بن فضالة عن بعض من أدرک من المشیخة قال: ولدت خدیجة القاسم و عبد الله، فأمّا القاسم فعاش حتّى مشى، و أمّا عبد الله فمات و هو صغیر.

ثم قال: و قال الزّبیر بن بکار: کانت خدیجة تذکر فی الجاهلیة، الطّاهرة بنت خویلد و قد ولدت لرسول الله (ص) القاسم و هو أکبر ولده و به یکنّى، ثم زینب، ثم عبد الله و کان یقال له‏

الطّیب و یقال له الطّاهر ولد بعد النبوّة و مات صغیرا، ثم ابنته امّ کلثوم، ثم فاطمة، ثم رقیّة. و هکذا الأوّل فالأوّل ثم مات القاسم بمکة و هو أوّل میّت من ولده ثم مات عبد الله … الخ.

ثم قال ابن کثیر: و قال أبو بکر بن الرّقی یقال: انّ الطّاهر هو الطّیب و هو عبد الله، و یقال انّ الطّیب و المطّیب ولدا فی بطن، و الطّاهر و المطهّر ولدا فی بطن.

ثم قال: و قال المفضّل بن غسان عن أحمد بن حنبل، ثم روى عنه بإسناده عن مجاهد قال: مکث القاسم ابن النبی (ص) سبع لیال ثم مات. و قال المفضّل: هذا خطأ و الصّواب أنّه عاش سبعة عشر شهرا.

ثم قال: و قال الزّهری: و هو ابن سنتین. و قال قتادة: عاش حتّى مشى. الى ان قال: فأمّا زینب، فقال عبد الرزّاق عن ابن جریح قال لی غیر واحد کانت زینب أکبر بنات رسول الله (ص)، و کانت فاطمة أصغرهنّ و أحبّهنّ الى رسول الله (ص)، و تزوّج زینب أبو العاص بن الرّبیع فولدت منه علیّا و أمامة و هی التی کان رسول الله (ص) یحملها فی الصّلاة فاذا سجد وضعها و إذا قام حملها. ثم قال ابن کثیر: و لعلّ ذلک کان بعد موت أمّها سنة ثمان من الهجرة، على ما ذکره الواقدی و قتادة و عبد الله بن أبی بکر بن حزم و غیرهم، و کأنّها کانت طفلة صغیرة. فالله أعلم. و قد تزوّجها علی بن أبی طالب (ع) بعد موت فاطمة (ع).

الى ان قال: و ذکر حمّاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبیه أنّها لمّا هاجرت دفعها رجل فوقعت على صخرة فأسقطت حملها، ثم لم تزل وجعة حتّى ماتت فکانوا یرونها ماتت شهیدة. و أمّا رقیّة فکان قد تزوّجها أوّلا ابن عمها عتبة بن أبی لهب کما تزوّج أختها ام کلثوم أخوه عتیبة بن أبی لهب ثم طلقاهما قبل الدّخول بهما بغضا فی رسول الله (ص) حین أنزل الله تَبَّتْ یَدا أَبِی لَهَبٍ السورة، فتزوّج عثمان ابن عفان رقیّة و هاجرت معه الى أرض الحبشة. و یقال أنّه أوّل من هاجر إلیها ثم رجعا الى مکة کمّا قدّمنا و هاجرا الى المدینة، و ولدت له ابنه عبد الله فبلغ ستّ سنین فنقره دیک فی عینیه فمات و به کان یکنّى أوّلا ثم اکتنى بابنه عمرو و توفّیت و قد انتصر رسول الله (ص) ببدر یوم الفرقان یوم التقى الجمعان و لمّا ان جاء البشیر بالنصر الى المدینة و هو زید بن حارثة وجدهم قد ساووا على قبرها التّراب و کان عثمان قد أقام علیها

یمرضها بأمر رسول الله (ص) و ضرب له بسهمه و أجره و لمّا رجع (ص) زوّجه بأختها امّ کلثوم أیضا. و لهذا کان یقال له: ذو النورین، ثم ماتت عنده فی شعبان سنة تسع و لم تلد له شیئا … الخ.

ثم قال أمّا فاطمة فتزوّجها ابن عمّها علی بن أبی طالب (ع) فی صفر سنة اثنتین فولدت له الحسن و الحسین و یقال: و محسن، و ولدت له امّ کلثوم و زینب. الى ان قال: و توفّیت فاطمة (ع) بعد رسول الله (ص) بستّة أشهر على أشهر الأقوال، و هذا الثابت عن عائشة فی الصّحیح و قاله الزّهری أیضا و أبو جعفر الباقر (ع). و عن الزّهری بثلاثة أشهر. و قال أبو الزّبیر بشهرین. و قال أبو بریدة: عاشت بعده سبعین من بین یوم و لیلة. و قال عمرو بن دینار مکثت بعده ثمانیة أشهر، و کذا قال عبد الله بن الحارث. و فی روایة عن عمرو بن دینار بأربعة أشهر.

و أمّا ابراهیم فمن ماریة القبطیّة کما قدّمنا و کان میلاده فی ذی الحجة سنة ثمان. الى ان قال: و قال أبو عبید الله بن مندة، ثم روى عنه بإسناده قال توفّی ابراهیم بن النبی (ص) و هو ابن ستّة عشر شهرا، فقال رسول الله (ص): ادفنوه فی البقیع فإنّ له مرضعا یتمّ رضاعه فی الجنّة. و روى أیضا بإسناده عن البراء قال: توفّى ابراهیم ابن رسول الله (ص) و هو ابن ستّة عشر شهرا، فقال (ص): ادفنوه فی البقیع فإنّ له مرضعا فی الجنّة. ثم قال: و رواه أحمد من حدیث جابر عن عامر عن البراء. و هکذا رواه سفیان الثوری، عن فراس، عن الشّعبی، عن البراء بن عازب بمثله. و کذا رواه الثوری عن أبی إسحاق عن البراء و أورد له ابن عساکر من طریق عتاب بن محمد بن شوذب عن عبد الله بن أبی أوفى قال: توفّى ابراهیم، فقال رسول الله (ص): یرضع بقیّة رضاعه فی الجنّة. ثم روى عن ابن عساکر بإسناده عن أبی حمزة الثمالی عن أبی جعفر محمد بن علی عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (ص): لو عاش ابراهیم لکان نبیّا. و روى ابن عساکر من حدیث محمد بن اسماعیل، ثم روى عنه بإسناده عن أبی شیبة عن أنس قال: لمّا مات ابراهیم قال رسول الله (ص) لا تدرجوه فی أکفانه حتّى أنظر إلیه، فجاء فانکبّ علیه و بکى (ص) حتّى اضطرب لحیاه و جنباه (ص). ثم قال قلت: أبو شیبة هذا لا

یتعامل بروایته. ثم روى أیضا عن ابن عساکر بإسناده عن أسماء بنت یزید بن السّکن قالت: لمّا توفّی ابراهیم بکى رسول الله (ص) فقال أبو بکر و عمر: أنت أحقّ من علم للّه حقّه، فقال (ص): تدمع العین و یحزن القلب و لا نقول ما یسخط الربّ، لو لا أنّه وعد صادق و موعود جامع و انّ الآخر منّا یتبع الأوّل لوجدنا علیک یا ابراهیم وجدا أشدّ ممّا وجدنا و إنّا بک یا ابراهیم لمحزونون.

ثم قال: و قال الإمام أحمد، ثم روى عنه بإسناده عن الشّعبی عن البراء قال: صلّى رسول الله (ص) على ابنه ابراهیم و مات و هو ابن ستّة عشر شهرا، و قال: انّ له فی الجنّة من یتمّ رضاعه و هو صدّیق. ثم روى عنه أیضا بإسناده عن ابن أوفى قال: صلّى رسول الله (ص) على ابنه و صلّیت خلفه و کبّر علیه أربعا. و قد روى یونس بن بکیر عن محمد بن إسحاق قال حدّثنی محمد بن طلحة بن یزید بن رکانة قال: مات ابراهیم ابن رسول الله (ص) و هو ابن ثمانیة عشر شهرا فلم یصلّ علیه. ثم روى عن ابن عساکر بإسناده عن علی (ع) قال: لمّا توفّی ابراهیم ابن رسول الله (ص) بعث علی بن أبی طالب (ع) الى أمّه ماریة القبطیّة و هی فی مشربة فحمله علی (ع) فی سفط و جعله بین یدیه على الفرس ثم جاء به الى رسول الله (ص) فغسّله و کفّنه و خرج به و خرج النّاس معه فدفنه فی الزّقاق الذی یلی دار محمد بن زید، فدخل علی (ع) فی قبره حتّى سوّى علیه و دفنه، ثم خرج و رشّ على قبره و أدخل رسول الله (ص) یده فی قبره فقال: اما و الله أنّه لنبیّ ابن نبی، و بکى رسول الله (ص) و بکى المسلمون حتّى ارتفع الصوت ثم قال رسول الله (ص): تدمع العین و یحزن القلب.

و قال الواقدی: مات ابراهیم بن رسول الله (ص) یوم الثلاثاء لعشر لیال خلون من ربیع الأوّل سنة عشر و هو ابن ثمانیة عشر شهرا، فی بنی مازن بن النّجار فی دار ام بررة بنت المنذر و دفن بالبقیع ثم قال قلت: و قد قدّمنا انّ الشّمس کسفت یوم موته، فقال النّاس: کسفت لموت ابراهیم، فخطب رسول الله (ص) فقال فی خطبته: انّ الشّمس و القمر آیتان من آیات الله عزّ و جلّ لا ینکسفان لموت أحد و لا لحیاته. قاله الحافظ الکبیر أبو القاسم ابن عساکر. انتهى.