و قال ابن حجر فی الصواعق:
فصل فی الآیات الواردة فی فضائل أهل البیت. الآیة الأولى: إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ الآیة، قال أکثر المفسرین على أنّها نزلت فی علی (ع) و فاطمة و الحسن و الحسین لتذکیر ضمیر عنکم و ما بعده. عن أبی سعید الخدری قال: إنّها نزلت فی خمسة: النبی (ص) و علی و فاطمة و الحسن و الحسین. أخرجه ابن جریر مرفوعا نزلت هذه الآیة فی خمسة فی وفی علی و حسن و حسین و فاطمة. و أخرجه مرفوعا الطبرانی أیضا لمسلم أنّه (ص) أدخل أولئک تحت کسائه و قرأ هذه الآیة. و صحّ أنّه (ص) جعل على هؤلاء کساءه و قال: اللهمّ هؤلاء أهل بیتی و خاصّتی اذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهیرا، فقالت امّ سلمة: و أنا معهم یا رسول الله (ص)؟ قال: إنّک على خیر. و فی روایة أنّه (ص) قال بعد طهّرهم تطهیرا: أنا حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم و عدوّ لما عاداهم. و فی أخرى: ألقى کساء و وضع یده علیها و قال: اللهمّ انّ هؤلاء آل محمد اجعل صلواتک و برکاتک على آل محمد إنّک حمید مجید. و فی روایة: انّ الآیة نزلت ببیت امّ سلمة فأرسل رسول الله إلیهم فجاءوا و جلّلهم بکساء ثم قال (ص): نحو ما مرّ. و فی أخرى: أنّهم لما جاءوا و اجتمعوا فنزلت، فإن صحّت حمل على نزولها مرّتین. و فی أخرى أنّه قال: اللهمّ هؤلاء أهل بیتی أذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهیرا، ثلاثا، و انّ امّ سلمة قالت له: ألست من أهلک؟ قال: بلى، و أنّه أدخلها تحت الکساء بعد ما قضى دعائه لهم. و فی أخرى أنّه لمّا جمعهم و دعا لهم بأطول ممّا مرّ. و فی روایة صحیحة قال واثلة بن الأسقع: و أنا من أهلک یا رسول الله؟ قال: و أنت من أهلی، قال واثلة: إنّها أرجى ما أرجو. قال البیهقی جعله فی حکم الأهل تشبیها لا تحقیقا. و أشار المحبّ الطبری انّ هذا الفعل تکرّر منه (ص) فی بیت امّ سلمة مرّة، و فی بیت فاطمة مرّة. و ورد عن الحسن من طرق بعضها سنده حسن، قال: أنا من أهل البیت الذین أذهب الله عنهم الرّجس و طهّرهم تطهیرا. و فی روایة أنّه (ص) أدرج
معهم جبرئیل و میکائیل إشارة إلى علوّ قدرهم. و فی روایة قال بعد قوله أنا حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم: ألا من آذى قرابتی فقد آذانی و من آذانی فقد آذى الله. و فی أخرى: و الذی نفسی بیده لا یؤمن عبد بی حتّى یحبّنی، و لا یحبّنی، و لا یحبّنی حتّى یحبّ ذوی قربی أو ذوی قرابتى. فأقام ذا قرابته مقام نفسه و من ثمّة صحّ انّه قال: إنّی تارک فیکم ما ان تمسّکتم به لن تضلّوا، کتاب الله و عترتی.
و فی آیة «قُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ» فقد غدا (ص) محتضنا الحسین و أخذ بید الحسن و فاطمة تمشی خلفه و علی (ع) خلفها و هؤلاء هم أهل الکساء فهم المراد فی آیة المباهلة و هم المراد فی آیة «إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ» الآیة.
ثم قال الآیة الثانیة: «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَى النَّبِیِّ» الآیة. إلى ان قال: و فیه دلیل ظاهر على انّ الأمر بالصّلوة علیه الصّلوة على آله أیضا مراد من هذه الآیة و أنّه (ص) جعل نفسه منهم، و من ثمة قال فی دعائه لأهل الکساء: اللهمّ إنّهم منّی و أنا منهم فاجعل صلواتک و برکاتک و رحمتک و مغفرتک و رضوانک علی و علیهم.
ثم قال الآیة الثالثة «سَلامٌ عَلى إِلْیاسِینَ» فقد ذکر جماعة من المفسرین عن ابن عباس: انّ المراد بذلک سلام على آل محمد. و ذکر فخر الدین الرّازی انّ أهل بیته (ص) یساوونه فی خمسة أشیاء؛ فی السّلام قال: السّلام علیک أیّها النبی و قال: سلام على إل یاسین، و فی الصّلوة علیه و علیهم فی التشهّد، و فی الطّهارة قال الله تعالى طه یا طاهر و قال و یطهّرکم تطهیرا، و فی تحریم الصّدقة، و فی المحبّة قال الله تعالى «قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ» و قال «قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى» إلى ان قال.
الآیة التاسعة: «فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ» الآیة. قال فی الکشّاف: لا دلیل أقوى من هذا على فضل أصحاب الکساء و هم؛ علی (ع) و فاطمة و الحسنان (ع) لأنّها لمّا نزلت دعاهم (ص) فاحتضن الحسین و أخذ بید الحسن و مشت فاطمة و علی (ع)، فعلم أنّهم المراد بالآیة، و علم انّ أولاد فاطمة و ذریّتها یسمّون أبناءه (ص) و ینسبون إلیه نسبة صحیحة نافعة فی الدّنیا و الآخرة. و صحّ عنه (ص) أنّه قال على المنبر: ما بال أقوام یقولون انّ
رحم رسول الله (ص) لا ینفع قومه یوم القیامة! بلى و الله انّ رحمی موصولة فی الدّنیا و الآخرة إلى ان قال: و أخرج الدّارقطنی انّ علیّا (ع) یوم الشّورى احتجّ على أهلها فقال: أنشدکم بالله هل فیکم أقرب الى رسول الله (ص) فی الرّحم منّی و من جعله نفسه و أبنائه أبنائه و نساءه نسائه غیری؟ قالوا: اللهمّ نعم. و أخرج الطبرانی: انّ الله عزّ و جلّ جعل ذریّة کلّ نبی فی صلبه و انّ الله تعالى جعل ذریّتی فی صلب علی بن أبی طالب (ع). إلى ان قال.
الآیة الرابعة عشر «قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى» الآیة. أخرج أحمد و الطبرانی و ابن أبی حاتم و الحاکم عن ابن عباس: انّ هذه الآیة لمّا نزلت قالوا یا رسول الله من قرابتک الذین وجبت علینا مودتهم؟ قال (ص): علی و فاطمة و ابناهما. و روى أبو الشیخ و غیره عن علی (ع) قال: فینا آل حم آیة لا یحفظ مودّتنا التی فیها إلّا کل مؤمن، ثم قرأ «قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً» الآیة. و أخرج البزّار و الطبرانی عن الحسن بن الحسن السبط من طرق بعضها حسان أنّه خطب خطبة من جملتها: انّه تلا مِلَّةَ آبائِی إِبْراهِیمَ وَ إِسْحاقَ الآیة. ثم قال: أنا ابن البشیر، أنا ابن النذیر، أنا ابن السّراج المنیر، و أنا من أهل البیت الذین افترض الله عزّ و جلّ مودّتهم و موالاتهم، و قال «قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً» الآیة، و اقتراف الحسنة مودّتنا أهل البیت.
و أخرج الطبرانی انّ زین العابدین (ع) لمّا جیء أسیرا بعد قتل الحسین (ع) و أقیم على درج دمشق قال بعض جفاة أهل الشام: الحمد للّه الذی قتلکم و قطع قرن الفتنة، فقال (ع) أما قرأت «قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً» الآیة؟ قال: و أنتم هم؟ قال (ع): نعم. و أخرج الثعلبی عن ابن عباس فی تفسیر «وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً» قال: الحسنة المودّة لآل محمد (ص). و نقل الثعلبی و البغوی عن ابن عباس: أنّه لمّا نزلت «قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً» الآیة، قال قوم: ما یرید إلّا ان یحثّنا على ودّ قرابته من بعده، فأخبر جبرئیل أنّهم اتّهموا النبی (ص) فأنزل الله «أَمْ یَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ» الآیة … الخ. انتهى ما نقله ابن حجر فی الصواعق.
و قال سلیمان بن ابراهیم الحنفی: الباب الثانی و الثلاثون فی تفسیر قوله تعالى «قُلْ لا
أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً» الآیة أخرج أحمد فی مسنده بسنده عن سعید بن جبیر عن ابن عباس قال: لمّا نزلت «قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً» الآیة. قالوا: یا رسول الله من هؤلاء الذین وجبت مودّتهم؟ قال: علی و فاطمة و الحسن و الحسین. أیضا أخرج هذا الحدیث الطبرانی فی معجمه الکبیر، و ابن أبی حاتم فی تفسیره، و الحاکم فی المناقب، و الواحدی فی الوسیط، و أبو نعیم الحافظ فی حلیة الأولیاء، و الثعلبی فی تفسیره، و الحموینی فی فرائد السّمطین. و فی صحیحی البخاری و مسلم: سئل عن ابن عباس عن هذه الآیة فقال سعید بن جبیر هی قربى آل محمد. و قال فی موضع آخر أخرج أبو نعیم الحافظ و ابن المغازلی بسندیهما عن سعید بن جبیر عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآیة فی الخمسة أهل العباء انتهى.
و قال أحمد بن عبد الله الطبری(1): ذکر أنّهم المشار إلیهم فی قوله تعالى «قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً» الآیة. عن ابن عباس قال: لمّا نزلت «قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى» قالوا: یا رسول الله من قرابتک هؤلاء الذین وجبت علینا مودّتهم؟ قال: علی (ع) و فاطمة و ابناهما. أخرجه أحمد فی المناقب. و روى أنّه (ص) قال: انّ الله تعالى جعل أجری علیکم المودّة فی أهل بیتی و إنّی سائلکم غدا عنهم. أخرجه الملّا فی سیرته. انتهى ما نقله أحمد بن عبد الله الطبری فی ذخائر العقبى.
أقول: و یدل أیضا على ان هؤلاء الخمسة (ع) هم أهل البیت دون غیرهم الأخبار المستفیضة فی أبواب متفرقة، منها ما رواه محمد بن یوسف الگنجی(2) باسناده عن زید بن أرقم انّ رسول الله (ص) قال لعلی (ع) و فاطمة و الحسن (ع) و الحسین (ع): أنا حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم. ثم قال قلت هکذا رواه التّرمذی فی جامعه کما أخرجناه سواء. و روی أیضا باسناده عن زید بن أرقم انّ النبی (ص) قال لفاطمة و علی و حسن و حسین (ع): أنا حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم. ثم قال قلت: حدیث حسن أخرجه الطبرانی فی معجم شیوخه فی هذه التّرجمة وقع إلینا بحمد الله من هذا الطّریق. ثم روى باسناده أیضا عن
أبی حازم عن أبی هریرة قال نظر النبی (ص) إلى علی و فاطمة و الحسن و الحسین (ع)، فقال (ص): أنا حرب لمن حاربکم و سلم لمن سالمکم. ثم قال قلت هذا حدیث حسن صحیح أخرجه شیخ أهل الحدیث أحمد بن حنبل فی مسنده. انتهى ما نقله فی کفایة الطالب.
و رواه أحمد بن عبد الله الطبری(3) عن زید بن أرقم انّه قال انّ رسول الله (ص) قال لعلی (ع) و فاطمة و الحسن و الحسین: أنّا حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم. ثم قال: أخرجه الترمذی و قال حدیث غریب. و أخرجه أبو حاتم و قال: أنا حرب لمن حاربکم و سلم لمن سالمکم. انتهى.
و منها ما رواه أیضا أحمد بن عبد الله الطبری عن علی (ع): إنّ النبی (ص) قال لفاطمة: إنّی و ایّاک و هذین یعنی حسنا و حسینا و هذا الرّاقد- یعنی علیّا- فی مکان واحد یوم القیامة. ثم قال أخرجه أحمد. انتهى.
و منها ما رواه محمد بن یوسف الگنجی(4) باسناده عن عبد الله بن قیس قال قال رسول الله (ص): أنا و علی و فاطمة و الحسن و الحسین یوم القیامة فی قبّة تحت العرش. ثم قال قلت ما کتبناه إلّا من هذا الوجه و هو حدیث حسن عال. انتهى.
و منها ما رواه سلیمان بن ابراهیم الحنفی عن ابن عباس قال: سئل من النبی (ص) عن الکلمات التی تلقّى آدم من ربّه فتاب علیه، قال (ص): سئله بحق محمد و علی و فاطمة و حسن و حسین. رواه ابن المغازلی.
و منها ما رواه عن ابن ریاح مولى امّ سلمة رفعه: لو علم الله تعالى انّ فی الأرض عبادا أکرم من علی و فاطمة و الحسن و الحسین لأمرنی ان اباهل بهم و لکن أمرنی بالمباهلة مع هؤلاء و هم أفضل الخلق فغلبت بهم النّصارى.
و قال الشبلنجی(5): و روى أحمد و التّرمذی عن علی (ع) قال قال رسول الله (ص): من
أحبّنی و أحبّ هذین و أباهما و أمّهما کان معی فی درجتی یوم القیامة. و روى ابن مسعود: حبّ آل محمد یوما خیر من عبادة سنة و من مات علیه دخل الجنة. انتهى.
و منها ما رواه علی بن محمد الشّهیر بابن الصّباغ المالکی(6) عن أنس بن مالک فی قوله تعالى «مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ» قال: علی و فاطمة «یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ» قال: الحسن و الحسین. رواه صاحب کتاب الدّرر. إلى ان قال: و روى السّدی عن أبی مالک عن ابن عباس فی قوله تعالى «وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً» قال: المودّة لآل محمد (ص) فهؤلاء هم أهل البیت المرتقون بتطهیرهم الى ذروة أوج الکمال، المستحقون لتوقیرهم مراتب الإعظام و الإجلال. و للّه درّ القائل اذ قال:
هم العروة الوثقى لمعتصم بها
مناقبهم جاءت بوحی و إنزال
مناقب فی شورى و سورة هل أتى
و فی سورة الأحزاب یعرفها التالی
و هم آل بیت المصطفى فودادهم
على الناس مفروض بحکم و إسجال
انتهى.
و قال السبط بن الجوزی(7): و ذکر الثعلبی فی تأویل قوله تعالى «مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ» عن سفیان الثوری و سعید بن جبیر انّ البحرین علی (ع) و فاطمة، و البرزخ محمّد رسول الله (ص) یخرج منهما اللؤلؤ و المرجان الحسن و الحسین. انتهى.
أقول و بما قدمناه من الآیات و الأخبار و کلمات الأعلام ظهر بما لا مزید علیه انّ هؤلاء الخمسة أهل البیت الذین هم أهل المباهلة و أصحاب الکساء و هم الذین فرض الله مودّتهم على الأنام و أذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهیرا. و انّما أوردنا ما تقدم من الدّلائل و أطلنا البحث لأصحاب اللّجاج و العناد و أهل التشکیک فی الواضحات و إلّا فبعض الوقائع من المسلّمات عند علماء الإسلام کأهل المباهلة و أصحاب الکساء، لکن أصحاب التشکیک و أهل اللّجاج و العناد قد أهملوا ذکر مجیء النبی (ص) مع خاصّة أهل بیته للمباهلة و لا حجّة لهم فی
ذلک إلّا عدم ذکر بعض أرباب السّیر کابن إسحاق و ابن هشام و ابن سعد، مع انّ عدم ذکرهم لا یکون دلیلا لعدم الوقوع، لأنّ ابن إسحاق الذی کان کتابه أصلا للأصول عندهم کان فی زمن التقیّة لأجل المنصور المعاند لبنی فاطمة و الغاصب لخلافة ابن عمّ رسول (ص) و أولاده (ع)، و هو الذی أمر محمد بن إسحاق بأن یکتب کتاب السّیرة و معلوم انّ ذکره للواقعة کان منافیا لغرض المنصور الذی کان دأبه إخفاء فضائل أهل البیت و إظهار فضائل بنی العباس، و هکذا ابن هشام الذی أخذ أصله من أصله و مشی مشیه و کذا غیرهما ممّن یحذو حذوه.
و قد أشار الى هذا إمام أهل التاریخ و التفسیر أبو جعفر محمد بن جریر الطبری فی تفسیره، حیث أنّه أورد طرقا کثیرة فی واقعة المباهلة قد اهمل فی بعضها ذکر الواقعة رأسا و فی الطریقین منها أهمل فیها ذکر علی (ع) و فی ثلاثة منها ذکر فیها الواقعة مع ذکر علی (ع) معهم (ع) ثم اعتذر عن بعض الطرق التی لم یذکر فیها علی (ع) مع أهل البیت بأن قال: حدّثنا ابن حمید ثنا جریر قال فقلت للمغیرة: إنّ الناس یروون فی حدیث نجران انّ علیّا (ع) کان معهم، فقال: أمّا الشعبی فلم یذکره فلا أدری لسوء رأی بنی امیّة فی علی (ع) أو لم یکن فی الحدیث. انتهى.
و بالجملة فعدم ذکر بعض أرباب السّیر و التواریخ لا یکون دلیلا على العدم، کیف و قد ذکر جلّ أرباب التفاسیر و الفضائل و التواریخ و السّیر کما تقدّمت الاشارة إلیها آنفا و أیضا نقلها مسلم فی صحیحه و التّرمذی فی سننه و الامام أحمد فی مسنده و مناقبه فراجع. هذا بالنسبة إلى أهل المباهلة.
و أمّا أصحاب الکساء فهم هؤلاء الخمسة باتفاق أهل القبلة سوى شر ذمة قلیلة من أهل الأهواء و الآراء حیث یفسّر بعضهم الآیة برأیه بقرینة السّیاق فیقول: المراد منها أزواج النبی (ص) من دون ذکر لأهل البیت (ع)، و بعضهم یفسّر الآیة فیقول الآیة شاملة لأزواج النبی (ص) أیضا. و کلاهما ساقطان عن درجة الإعتبار فی مقابل النصّ المتواتر عن النبی (ص) کما تقدّم سابقا. مع انّ قرینة السّیاق معارضة بقرینة تذکیر الضمیر فی عَنْکُمُ و یُطَهِّرَکُمْ کما صرّح بذلک بعض أعلام القوم و قد تقدّم قبلا. و مع الإغماض عن ذلک کلّه
و المماشاة مع الخصم بأنّ الأحادیث التی ذکرت آحاد لا تبلغ مبلغ التواتر لفظا سلّمنا، فلم لا تبلغ مبلغ التواتر معنى؟ فالمنصف المتتبّع یحکم بأنّ الأحادیث الصادرة عن النبی (ص) فی الموارد المختلفة فوق حدّ التواتر قطعا و انّ المقصود من جمیعها اختصاص أهل البیت بهؤلاء الخمسة فراجع ما ذکرناه قبلا ممّا وصلت إلینا من الأحادیث الصّادرة عن النبی (ص) فی ذلک الّتی ذکرها أعلام القوم فی فضائل أهل البیت (ع).
الأمر الثانی: من الأمور الّتی سبق التنبیه على بعضها: هو انّ المقصود من أبناءنا فی الآیة هو الحسن و الحسین (ع) کما صرّح بذلک کلّ من ذکر الواقعة کما لا یخفى على من راجع ما أسلفناه و غیره.
الأمر الثالث: و هو نساءنا و هی فاطمة (ع) وحدها باتّفاق الکلّ، و لم تکن معها إحدى امّهات المؤمنین و لا إحدى أخواتها، و هکذا لم تکن معها إحدى المؤمنات من سائر النّسوة، و هذا أیضا ممّا لا ریب فیه کما تقدّم.
الأمر الرابع: هو أنفسنا و هو علی بن أبی طالب (ع) بالاتّفاق سوى من أعرض عن ذکره تبعا لمن أسقط اسمه الشریف لبعض الأغراض و هو ما رواه المغیرة عن عامر، و ما رواه معمر عن قتادة، على ما نقله الطبری فی التفسیر، و لا یخفى على المنصف انّ آیة أنفسنا من أقوى الأدلة على أفضلیّة علی بن أبی طالب (ع) من سائر الصحابة. و ممّا یدلّ على أنّه (ع) بمنزلة النبی (ص) مع قطع النظر عن الآیة، الأحادیث المتواترة معنى فی موارد شتّى حیث تدلّ بجملتها على أنّه کنفس النبی (ص).
فمنها ما رواه أحمد بن عبد الله الطبری(8) عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال قال (ص) لوفد ثقیف حین جاؤه: لتسلمنّ أو لأبعثنّ علیکم رجلا منّی أو قال: مثل نفسی لیضربن أعناقکم و لیسبینّ ذراریکم و لیأخذنّ أموالکم. قال عمر: ما تمنّیت الإمارة إلّا یومئذ فجعلت أنصب صدری رجاء ان یقول هو هذا. قال فالتفت إلى علی (ع) فأخذه بیده و قال هو هذا. أخرجه عبد الرّزاق فی جامعه و أبو عمر النمری و ابن السّمان. ثم قال و عن أنس بن مالک قال
رسول الله (ص): ما من نبی إلّا و له نظیر فی امّته و علی نظیری. أخرجه أبو الحسن الخلعی.
و منها ما رواه محمد بن یوسف الگنجی الشافعی(9) فی الباب الحادی و السبعون بعد قوله: فدلّ على ان نفس علی (ع) نفس النبی (ص) بعد ذکره آیة المباهلة قال: و یدلّ على صحّة هذه التّرجمة ما رواه إمام أهل الجرح و التعدیل الحافظ أبو عبد الرّحمن النسائی فی خصائص علی (ع) … الى ان قال: عن أبی ذر: لینتهینّ بنو ولیعة أو لأبعثنّ إلیهم رجلا کنفسی ینفذ فیهم أمری فیقتل المقاتلة و یسبی الذریّة. فما راعنی إلّا و کفّ عمر فی حجزتی من خلفی قال: من تعنی؟ قلت: ما ایّاک أعنی و لا صاحبک أعنی، قال: فمن تعنی؟ قال (ص) خاصف النعل. قال: و علی یخصف نعل رسول الله (ص). انتهى.
و قال سلیمان بن ابراهیم الحنفی أخرج أحمد فی المسند و المناقب انّ رسول الله (ص) قال: لتنتهینّ یا بنی ولیعة أو لأبعثنّ إلیکم رجلا کنفسی یمضی فیکم أمری یقتل المقاتلة و یسبی الذریّة، فالتفت إلى علی (ع) فأخذ بیده و قال: هو هذا، مرتین. ثم قال: أیضا أخرجه موفّق ابن أحمد الخوارزمی المکّی بلفظه ثم قال: أخرج أحمد فی المسند عن عبد الله بن حنطب قال: قال رسول الله (ص) لوفد ثقیف حین جاؤه: لتسلمنّ أو لأبعثنّ إلیکم رجلا کنفسی لیضربن أعناقکم و لیسبینّ ذراریکم و لیأخذنّ أموالکم، فالتفت إلى علی (ع) و أخذ بیده فقال: هو هذا، مرتین. انتهى.
و قال ابن حجر و أخرج ابن أبی شیبة عن عبد الرحمن بن عوف قال: لمّا فتح رسول الله مکة انصرف إلى الطائف فحصرها سبع عشرة أو تسع عشرة لیلة، ثم قام خطیبا فحمد الله و أثنى علیه، ثم قال: أوصیکم بعترتی خیرا و انّ موعدکم الحوض و الذی نفسی بیده لتقیمنّ الصّلوة و لتؤتنّ الزکوة أو لأبعثنّ رجلا منّی أو کنفسی یضرب أعناقکم، ثم أخذ بید علی (ع) ثم قال (ص): هو هذا … الخ.
و روى السبط بن الجوزی(10) عن الامام أحمد باسناده عن أنس قال قال رسول الله:
لینتهینّ بنو ولیعة أو لأبعثنّ رجلا کنفسی یمضی فیهم أمری یقتل المقاتلة و یسبی الذریّة. قال أبو ذر: فما راعنی إلّا برد کفّ عمر من خلفی، فقال: من تراه یعنی؟ قال فقلت: ما یعنیک و إنّما یعنی خاصف النّعل علی بن أبی طالب (ع). ثم قال: و بنو ولیعة قوم من العرب. و فی روایة فقال عمر: و الله ما اشتهیت الإمارة إلّا یومئذ جعلت أنصب له صدری رجاء ان یقول هذا، فالتفت إلى علی (ع) فأخذ بیده و قال: هذا هو، هذا هو، مرّتین … الخ.
و منها ما رواه أحمد بن عبد الله الطبری(11) عن البراء بن عازب قال رسول الله (ص): علی منّی بمنزلة رأسی من جسدی. أخرجه الملّا فی سیرته. و قال ابن حجر أخرج الخطیب عن براء بن عازب، و الدیلمی عن ابن عباس، انّ النبی (ص) قال: علیّ منّی بمنزلة رأسی من بدنی.
و قال الشبلنجی(12) و أخرج الدیلمی عن ابن عباس انّ النبی (ص) قال: علیّ منّی بمنزلة رأسی من بدنی.
و منها ما رواه محمد بن یوسف الگنجی الشافعی(13) فی الباب السّابع و الثمانون، باسناده عن عکرمة عن ابن عباس قال قال النبی (ص): خلق الله قضیبا من نور قبل ان یخلق الدّنیا بأربعین ألف عام فجعله أمام العرش حتّى کان أول مبعثی فشقّ منه نصفا فخلق منه نبیّکم، و النصف الآخر علی بن أبی طالب (ع). ثم قال قلت هکذا أخرجه إمام أهل الشّام عن إمام أهل العراق، کما سقناه و هو فی کتابیهما. ثم روى أیضا باسناده عن سلمان قال سمعت رسول الله (ص) یقول: کنت أنا و علی نورا بین یدی الله یسبّح ذلک النّور و یقدّسه قبل ان یخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم رکز ذلک النور فی صلبه فلم یزل فی شیء واحد حتّى افترقا فی صلب عبد المطّلب فجزء أنا و جزء علی (ع). ثم قال قلت هکذا أخرجه محدّث الشّام فی تاریخه فی الجزء الخمسین بعد الثلاثمائة قبل نصفه و لم یطعن فی سنده و لم یتکلّم علیه و هذا یدلّ على ثبوته.
ثم روى أیضا باسناده عن أبی سعید قال: سأل أبو عقال النبی (ص) ثم ذکر ما سأله عن النبی (ص) و کان فیما سأله عنه (ص) قال فقلت: أیّهم أحبّ إلیک؟ قال: علی بن أبی طالب (ع). فقلت و لم ذلک؟ فقال (ص): لأنّی خلقت أنا و علی بن أبی طالب (ع) من نور واحد. إلى ان قال: یا أبا عقال فضل علی على سائر النّاس کفضل جبرئیل على سائر الملائکة. ثم قال هذا حدیث حسن عال … الخ.
ثم روى أیضا باسناده عن أبی أمامة الباهلی قال قال رسول الله (ص): انّ الله خلق الأنبیاء من أشجار شتّى و خلقنی و علیّا من شجرة واحدة، فأنا أصلها و علی فرعها و فاطمة لقاحها و الحسن و الحسین ثمرها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا و من زاغ عنها هوى، و لو انّ عبدا عبد الله بین الصّفا و المروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف ثم لم یدرک صحبتنا أکبّه الله على منخریه فی النّار، ثم تلا «قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى» ثم قال هذا حدیث حسن عال. رواه الطبری فی معجمه کما أخرجناه سواء.
و رواه محدّث الشّام فی کتابه بطرق شتّى فمن ذلک ثم ذکر السّند إلى ان قال عن أبی الزّبیر قال: سمعت جابر بن عبد الله یقول کان رسول الله (ص) بعرفات و علی (ع) تجاهه فأومأ إلیّ و إلى علی (ع) فأتینا النبی (ص) و هو یقول: أدن منّی فدنا منه علی (ع)، فقال: ضع خمسک فی خمسی- یعنی کفّک فی کفّی- یا علی خلقت أنا و أنت من شجرة أنا أصلها و أنت فرعها، و الحسن و الحسین أغصانها، فمن تعلّق بغصن منها دخل الجنّة، یا علی لو انّ امّتی قاموا حتّى یکونوا کالحنایا، و صلّوا حتّى یکونوا کالأوتار، ثم أبغضوک لأکبّهم الله فی النّار. ثم قال قلت هکذا رواه فی ترجمة علی (ع) من کتابه.
ثم روى أیضا باسناده عن موسى بن جعفر بن محمد عن أبیه عن جدّه (ع) قال قال رسول الله (ص): خلقت أنا و هارون بن عمران و یحیى بن زکریا و علی بن أبی طالب (ع) من طینة واحدة. ثم قال قلت هذا حدیث حسن. هکذا رواه حافظ العراق فی کتابه و تابعه محدّث الشّام کما أخرجناه سواء. انتهى.
و منها ما رواه(14) فی الباب السادس و الثمانون باسناده عن سعید بن زید، قال: خرج علینا رسول الله (ص) من بیت زینب حتّى دخل بیت امّ سلمة. إلى ان قال: فلم یلبث ان جاء علی … ثم ذکر الحدیث إلى ان قال: فقال رسول الله (ص): یا امّ سلمة أتعرفینه؟ قلت: نعم هذا علی بن أبی طالب (ع)، قال: صدقت سجیّته سجیّتی و دمه دمی و هو عیبة علمی فاسمعی و اشهدی، لو انّ عبدا من عباد الله عزّ و جلّ عبد الله ألف عام و ألف عام بعد ألف عام بین الرکن و المقام ثم لقى الله عزّ و جلّ مبغضا لعلی بن أبی طالب و عترتی أکبّه الله تعالى على منخره یوم القیامة فی نار جهنم. ثم قال قلت هذا حدیث سنده مشهور عند أهل النقل و فیه موعظ و وعد شدید لمبغضی علی (ع) و أهل البیت … الخ.
و روى سلیمان بن ابراهیم الحنفی عن عبد الله بن مسعود أنّه قال: قال رسول الله (ص): أنا و علی من شجرة واحدة و النّاس من شجرة أو أشجار شتّى. رواه صاحب الفردوس. و روى أیضا عن علی عن النبی (ص) أنّه قال: یا علی خلقت من شجرة و خلقت منها و أنا أصلها و أنت فرعها و الحسن و الحسین أغصانها، و محبّونا أوراقها فمن تعلّق بشیء منها أدخله الله الجنة. انتهى.
و منها ما رواه عن ابن المغازلی عن سالم بن أبی الجعد عن أبی ذر قال سمعت رسول الله (ص) یقول: کنت و علی (ع) نورا عن یمین العرش بین یدی الله عزّ و جلّ یسبّح الله ذلک النّور و یقدسه قبل ان یخلق الله آدم بأربعة عشرة ألف عام فلم یزل أنا و علی شیء واحد حتّى افترقنا فی صلب عبد المطّلب فجزء أنا و جزء علی. انتهى.
و قال ابن حجر أخرج الطبرانی فی الأوسط عن جابر بن عبد الله، قال قال رسول الله (ص): النّاس من شجرة شتّى و أنا و علی من شجرة واحدة. انتهى.
و روى سبط بن الجوزی(15) عن الامام أحمد بن حنبل باسناده عن سلمان قال: قال رسول الله (ص): کنت أنا و علی بن أبی طالب (ع) نورا بین یدی الله تعالى قبل ان یخلق آدم بأربعة
آلاف عام فلمّا خلق آدم قسّم ذلک النّور جزئین فجزء أنا و جزء علی. و فی روایة: خلقت أنا و علی من نور واحد.
فإن قیل: فقد ضعّفوا هذا الحدیث؟ فالجواب: انّ الحدیث الذی ضعّفوه غیر هذه الألفاظ و غیر الإسناد، أمّا اللفظ: خلقت أنا و هارون بن عمران و یحیى بن زکریّا و علی بن أبی طالب (ع) من طینة واحدة، و فی روایة خلقت أنا و علی من نور و کنّا عن یمین العرش قبل ان یخلق آدم بألفی عام فجعلنا نتقلّب فی أصلاب الرّجال إلى عبد المطّلب. و أمّا الإسناد: فقالوا فی إسناده محمد بن خلف المروزی و کان مغفلا و فیه أیضا جعفر بن أحمد بن بیان و کان شیعیّا. و الحدیث الذی رویناه یخالف هذا اللفظ و الإسناد و رجاله ثقاة. فإن قیل فعبد الرّزاق کان یتشیّع؟ قلنا: هو أکبر شیوخ أحمد بن حنبل، و مشى إلى صنعاء من بغداد حتّى سمع منه، و قال: ما رأیت مثل عبد الرّزاق و لو کان فیه بدعة لما روی عنه، و ما زال الى ان مات یروی عنه، و معظم الأحادیث الّتی فی المسند رواها من طریقه. انتهى.
و روى علی بن شهاب الهمدانی عن عثمان عن النبی (ص) قال: خلقت أنا و علی من نور واحد قبل ان یخلق الله آدم بأربعة آلاف عام، فلمّا خلق الله آدم رکب ذلک النّور فی صلبه فلم یزل شیء واحد حتّى افترقنا فی صلب عبد المطّلب، ففیّ النبوّة و فی علی الوصیّة. ثم روى عن ابن عباس عن النبی (ص) قال: خلقت أنا و علی من شجرة واحدة و الناس من أشجار شتّى و فی روایة عنه (ص) خلق الأنبیاء من أشجار شتّى، و خلقنی و علیّا من شجرة واحدة فأنا أصلها و علی فرعها و الحسن و الحسین أثمارها و أشیاعنا أوراقها، فمن تعلّق بها نجى و من زاغ عنها هوى. ثم روى عن علی عن النبی (ص) قال: خلقت أنا و علی من نور واحد. و روى أیضا عن علی (ع) قال قال رسول الله (ص): یا علی خلقنی الله و خلقک من نوره فلمّا خلق آدم (ع)، أودع ذلک النّور فی صلبه، فلم نزل أنا و أنت شیء واحد ثم افترقنا فی صلب عبد المطّلب ففیّ النّبوة و الرّسالة و فیک الوصیّة و الإمامة. الخ حکاه عنه سلیمان بن إبراهیم الحنفی.
و روى علی بن محمد الشهیر بابن الصبّاغ المالکی(16) عن ابن عباس قال: سمعت رسول (ص) یقول بأذنی و إلّا صمّتا: أنا شجرة و فاطمة حملها و علی لقاحها و الحسن و الحسین ثمارها و محبّونا أهل البیت ورقها و کلّنا فی الجنة حقا حقا. انتهى.
و منها ما رواه سلیمان بن ابراهیم الحنفی، عن موفق بن أحمد الخوارزمی، عن یحیى و مجاهد، هما عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص): یا امّ سلمة هذا علی لحمه لحمی و دمه دمی و هو منّی بمنزلة هرون من موسى إلّا أنّه لا نبی بعدی الخ.
و أیضا روی عن الحموینی، عن ابراهیم النخعی، عن علقمة، عن ابن مسعود قال: خرج رسول الله (ص) من بیت زینب بنت جحش و أتى بیت أمّ سلمة و کان یومها، فجاء علی (ع) قال (ص): یا أمّ سلمة هذا علی أحبّیه لحمه من لحمی و دمه من دمی و هو عیبة علمی … الخ.
و روى أیضا عن الحموینی عن سعید بن جبیر عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص): یا علی أنا مدینة الحکمة و أنت بابها. الى ان قال: لحمک من لحمی و دمک من دمی و روحک من روحی و سریرتک من سریرتی و علانیتک من علانیتی و أنت إمام امّتی و وصیّی، سعد من أطاعک و شقی من عصاک، و ربح من تولّاک و خسر من عاداک و هلک من فارقک، و مثلک و مثل الأئمة من ولدک سفینة نوح من رکبها نجى و من تخلّف عنها غرق، و مثلکم مثل النجوم کلّما غاب نجم طلع نجم الى یوم القیامة.
ثم روى عن موفّق بن أحمد الخوارزمی باسناده عن علی (ع)، قال قال لی رسول الله (ص) یوم فتحت خیبر بقدرة الله: لو لا ان تقول فیک طوائف من أمتی ما قالت النصارى فی عیسى بن مریم لقلت فیک مقالا لا تمرّ على ملأ من المسلمین إلّا أخذوا من تراب رجلیک و فضل طهورک یستشفون به. الى ان قال: و أنت باب علمی و انّ ولدک ولدی و لحمک لحمی و دمک دمی … الخ.
و روى أحمد بن عبد الله الطبری عن أنس بن مالک، أنّه قال صعد رسول الله (ص) المنبر فذکر قولا کثیرا ثم قال: أین علی بن أبی طالب (ع)؟ فوثب إلیه فقال: ها أنا ذا یا رسول الله،
فضمّه الى صدره و قبّل بین عینیه و قال بأعلى صوته: معاشر المسلمین هذا أخی و ابن عمی و ختنی، هذا لحمی و دمی و شعری، هذا أبو السبطین الحسن و الحسین سیّدی شباب أهل الجنة، هذا مفرّج الکروب عنّی، هذا أسد الله و سیفه فی أرضه على أعدائه، و على مبغضیه لعنة الله و لعنة اللاعنین، و الله منه بریء و أنا منه بریء … الخ.
أقول: و منها الحدیث المتواتر لفظا عن النبی (ص) و هو قوله (ص): علی منّی و أنا من علی. لأنّه (ص) قال فى حقّه فی مواطن کثیرة. و رواه عنه (ص) جماعة من فضلاء الصحابة.
منها ما رواه علی بن شهاب الهمدانی عن أبی ذر، أنّه قال قال رسول الله (ص): انّ الله تبارک و تعالى أیّد هذا الدّین بعلی و إنّه منّی و أنا منه، و فیه انزل أَ فَمَنْ کانَ عَلى بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ الآیة.
و منها ما رواه أیضا عن عکرمة عن ابن عباس، قال قال رسول الله (ص) لعبد الرحمن ابن عوف: یا عبد الرحمن أنّکم أصحابی و علی بن أبی طالب (ع) أخی و منّی و أنا من علی (ع) فهو باب علمی و وصیّی و هو و فاطمة و الحسن و الحسین هم خیر الأرض عنصرا و شرفا و کرما. انتهى ما حکاه سلیمان بن ابراهیم عن علی بن شهاب.
و منها ما رواه أحمد بن عبد الله الطبری(17) عن اسامة بن زید، عن أبیه، عن النبی (ص) أنّه قال: یا جعفر فأشبه خلقک خلقی و أشبه خلقی خلقک و أنت منّی و من شجرتی، و أمّا أنت یا علی فختنی و أبو ولدی و أنا منک و أنت منّی … الخ.
و منها ما رواه السّیوطی فی الجامع الصّغیر(18) عن الحاکم، عن امّ سلمة، عن النبی (ص) قال: علی منّی و أنا من علی و لا یؤدی عنّی إلّا أنا أو علی. حکاه عنه سلیمان بن ابراهیم.
و منها ما رواه ابن حجر، عن بریدة قال فقال رسول الله (ص): ما بال أقوام یبغضون علیّا! من أبغض علیّا فقد أبغضنی، و من فارق علیّا فقد فارقنی، انّ علیّا منّی و أنا منه، خلق من طینتی و خلقت من طینة ابراهیم و أنا أفضل من ابراهیم … الخ.
و منها ما رواه السبط بن الجوزی(19) عن الإمام أحمد باسناده عن حبیش بن جنادة، قال- و کان قد شهد حجة الوداع-: سمعت رسول الله یقول فی ذلک الیوم: علی منّی و أنا منه و لا یقضی دینی سواه. و قیل قاله یوم نزل علیه «وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ» انتهى.
و منها ما رواه محمد بن یوسف الگنجی الشافعی(20) باسناده عن علی (ع) قال قال رسول الله یوم فتحت خیبر: لو لا ان یقول فیک طوائف من أمّتی. الحدیث. الى ان قال: و لکن حسبک ان تکون منّی و أنا منک، ترثنی و أرثک، و أنت منّی بمنزلة هرون من موسى إلّا أنّه لا نبی بعدی، أنت تؤدّی دینی و تقاتل على سنّتی و أنت فی الآخرة أقرب النّاس منّی … الخ.
و منها ما رواه محمد بن یوسف الگنجی الشافعی(21) فی وقعة احد بطرق شتّى عن جماعة من الصحابة، الأوّل: ما رواه باسناده عن أبی رافع قال: لمّا کان یوم أحد نظر النبی (ص) الى نفر من قریش، فقال: إحمل علیهم. الى ان قال: فقال له جبرئیل هذه المواساة، فقال النبی (ص): إنّه منّی و أنا منه. فقال جبرئیل أنا منکم یا رسول الله. ثم قال: هذا سیاق ابن عساکر فی کتابه و طرقه.
ثم قال و رواه أیضا عن جابر بن عبد الله عن النبی (ص) غیر انّ فی حدیث جابر قال: جاء علیّ (ع) النبی (ص) یوم احد، ثم قال: فقال جبرئیل (ع): هذه و الله هی المواساة، یا محمد، فقال رسول الله (ص): یا جبرئیل أنّه منّی و أنا منه، فقال جبرئیل: و أنا منکما. ثم قال قلت ذکره الحافظ الخطیب البغدادی فیما خرّجه من الفوائد للشریف النسیب.
أقول و هذا هو الطریق الثانی.
و الثالث ما رواه باسناده عن أبی بردة عن أبیه عن النبی (ص) قال: علی منّی و أنا من علی. ثم قال: قلت هذا حدیث حسن رواه ابن السّماک فی الجزء الرابع من مسنده، و أخرجه الطبرانی فی معجمه الکبیر فی ترجمة حبیش بن جنادة السلولی بطرق شتّى الخ و هذا هو
الطریق الرابع.
و منها ما رواه(22) أیضا فی الباب الثانی و الثمانون، فی ذکر طعام عرس علی (ع) بفاطمة باسناده عن ابن عباس، ثم ذکر الواقعة بطولها، الى ان قال: ثم قال (ص): اللهمّ إنّهما منّی و أنا منهما- یعنی علیّا و فاطمة- اللهم کما أذهبت عنّی الرّجس و طهّرتنی تطهیرا فأذهب عنهما الرّجس و طهّرهما تطهیرا … الخ.
و منها ما رواه فی الباب الثانی و السّتون(23) فی تخصیصه (ع) بتبلیغ سورة البرائة الى أهل مکة، بعد بعثها مع أبی بکر الى مکة و ذهابه ثلاثا، رواه باسناده عن أبی بکر. الى ان قال: ثم قال (ص) لعلی (ع): الحقه فردّ علیّ أبا بکر و بلّغها أنت، قال ففعل، فلمّا قدم أبو بکر على النبی (ص) بکى و قال: یا رسول الله: حدث فیّ شیء؟ قال (ص): ما حدث فیک إلّا خیرا و لکن أمرت ان لا یبلّغها إلّا أنا أو رجل منّی. ثم قال قلت هکذا رواه الإمام أحمد فی مسنده، و رواه أبو نعیم الحافظ، و أخرجه الحافظ الدمشقی فی مسنده، و عن أبی نعیم من حلیته و طرّقه فی کتابه بطرق شتّى، ثم روى باسناده عن علی (ع) قال: لمّا نزلت عشر آیات من براءة على النبی (ص) دعا النبی (ص) أبا بکر فبعثه بها لیقرأها على أهل مکة، ثم دعانی النبی (ص) فقال: أدرک أبا بکر فحیث ما لحقته فخذ الکتاب منه فاذهب به الى أهل مکة فاقرأه علیهم، فلحقته بالجحفة فأخذت منه الکتاب و رجع أبو بکر الى النبی (ص)، فقال: یا رسول الله نزل فیّ شیء؟ قال: لا و لکن جبرئیل جائنی فقال: لن یؤدّی عنک إلّا أنت أو رجل منک … الخ.
و قال ابن صبّاغ المالکی(24): و روى الترمذی أنّه (ص) بعث ببراءة- أو قال سورة براءة- مع أبی بکر، ثم دعاه فقال: لا ینبغی لأحد ان یبلّغ عنّی إلّا رجل هو من أهل بیتی، أو قال یذهب بها إلّا رجل هو منّی و أنا منه، فدعا علیّا (ع) فأعطاه إیّاه.
و ما رواه فی الباب الثانی و السّتون(25) باسناده عن ابن عباس أنّه قال: ثم بعث فلانا بسورة
التوبة فبعث علیّا خلفه فأخذها منه و قال (ص): لا یذهب بها إلّا أنا أو رجل منّی و أنا منه … الخ. انتهى.
و رواه النسائی(26) باسناده عن عبد الله بن أرقم قال: بعث رسول الله (ص) أبا بکر ببراءة حتّى إذا کان ببعض الطریق أرسل علیّا (ع) فأخذها منه، ثم سار بها فوجد أبو بکر فی نفسه، فقال رسول الله (ص): لا یؤدّی عنّی إلّا أنا أو رجل منّی. و ما رواه أیضا باسناده عن ابن عباس قال و بعث أبا بکر بسورة التوبة و بعث علیّا خلفه فأخذها منه فقال (ص) لا یذهب بها إلّا رجل منّی و أنا منه … الخ.
أقول: و قراءة علی (ع) سورة البرائة على أهل مکة بعد انتزاعها من ید أبی بکر هو المتّفق علیه بین علماء الإسلام، و ان اختلفوا فی کیفیّة نقلها و ما قاله رسول الله (ص) فی جواب أبی بکر.
و منها ما رواه سلیمان بن ابراهیم الحنفی عن الحموینی فی فرائد السّمطین بسنده عن علی (ع) قال: أهدی لرسول الله (ص) قنو موزة یقشر الموز بیده (ص) و یجعلها فی فمی، فقال قائل: یا رسول الله إنّک تحبّ علیّا؟ قال (ص): أو ما علمت انّ علیّا منّی و أنا من علی.
و منها ما رواه عن الحسن بن علی فی خطبة قال: قال رسول الله (ص) حین قضى بینه و بین أخیه جعفر و مولاه زید فی ابنة عمّه حمزة: أمّا أنت یا علی فمنّی و أنا منک و أنت ولیّ کلّ مؤمن بعدی … الخ.
و منها ما رواه عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، باسناده عن ابن عباس، قال قال رسول الله (ص) لأمّ سلمة: یا امّ سلمة علی منّی و أنا من علی.
و منها ما رواه عن المناقب باسناده عن مخدوج بن یزید الذهلی قال لمّا نزلت آیة «أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ»(27) فقلنا: یا رسول الله من أصحاب الجنّة؟ قال (ص): من أطاعنی و والى علیّا من بعدی. و أخذ رسول الله (ص) بکفّ علی (ع) فقال: انّ علیّا منّی و أنا
منه فمن حادّه فقد حادّنی و من حادّنی أسخطه الله عزّ و جلّ … الخ.
و منها ما رواه أیضا عن المناقب، عن جابر بن عبد الله قال: لقد سمعت رسول الله (ص) یقول فی علی خصالا لو کانت واحدة منها فی رجل اکتفى بها فضلا و شرفا، الى ان قال: و قوله (ص) علی منّی و أنا منه، و قوله (ص) علی منّی کنفسی طاعته طاعتی و معصیته معصیتی … الخ.
و منها ما رواه عن أبی هریرة قال: کان رسول الله (ص) بعث بعثین و بعث على أحدهما علیّا و على الآخر خالد بن الولید و قال: إذا التقیتم فعلی على الناس إمام، و إذا افترقتم فکلّ على جنده. فلقینا بنی زبید فاقتتلنا و ظفرنا علیهم و سبیناهم فاصطفى علی من السبّی واحدا لنفسه، فبعثنی خالد الى النبی (ص) حتّى أخبره ذلک، فلمّا أتیت و أخبرته فقلت یا رسول الله بلّغت ما أرسلت به، فقال (ص): لا تقعوا فی علی فإنّه منّی و أنا منه و هو ولیّی و وصیّی من بعدی. ثم قال رواه الإمام أحمد فی مسنده.
و رواه أیضا فی موضع أخر هکذا: بعث رسول الله (ص) خالد بن الولید فی سریّة و بعث علیّا فی سریّة أخرى و کلاهما الى الیمن، و قال (ص) ان اجتمعتما فصلّى علی بالناس و ان افترقتما فکلّ واحد منکما على جنده. فاجتمعا و أخذ علی (ع) جاریة، فقال خالد لأربعة من المسلمین منهم بریدة الأسلمی اسبقوا الى رسول الله (ص) فاذکروا له کذا و کذا فجاء أحد منهم فقال انّ علیّا فعل کذا، و أعرض (ص) عنه. فجاء الآخر فقال انّ علیّا فعل کذا فأعرض (ص) عنه، فجاء الآخر فقال مثل قولهما فأعرض (ص) عنه، فجاء بریدة الأسلمی فقال: یا رسول الله (ص) انّ علیّا أخذ جاریة لنفسه فغضب (ص) حتّى احمرّ وجهه و قال: دعوا لی علیّا- یکرّرها- انّ علیّا منّی و أنا من علی و انّ حظه فی الخمس أکثر مما أخذ و هو ولیّ کلّ مؤمن بعدی. ثم قال: رواه أبو عبد الله أحمد فی المسند غیر مرة، و رواه أیضا فی کتاب فضائل علی (ع). و رواه أکثر المحدّثین. انتهى.
و روى النسائی ما رواه أحمد بن حنبل إلّا أنّه قال: و کتب بذلک خالد بن الولید الى النبی (ص) و أمرنی ان أنال منه، فدفعت الکتاب إلیه و نلت من علی (ع)، فتغیّر وجه رسول
الله (ص) و قال: لا تبغضنّ یا بریدة لی علیّا منّی و أنا منه و هو ولیّکم بعدی.
و رواه محمد بن یوسف الگنجی الشافعی باسناد عن عمران بن حصین قال: بعث رسول الله (ص) جیشا و استعمل علیهم علیّا (ع) فمضى فی السریّة فأصاب جاریة فأنکروا علیه و تعاقدوا أربعة من أصحاب رسول الله (ص) فقالوا: إذا لقینا رسول الله نخبره بما صنع علی (ع). الى ان قال: فأقبل علیهم رسول الله (ص) و الغضب یعرف فی وجهه ثم قال (ص): ما تریدون من علی!؟ ما تریدون من علی!؟، ما تریدون من علی!؟ انّ علیّا منّی و أنا منه و هو ولیّ کلّ مؤمن من بعدی فلا تخالفوه فی حکمه. ثم قال رواه أبو عیسى الحافظ کما أخرجناه. ثم قال: و أخرجه الإمام أحمد بن حنبل فی مناقب علی (ع)، عن عبد الرزّاق و عفان، عن جعفر بن سلیمان، غیر انّ فی حدیث عبد الرزّاق: فأقبل رسول الله (ص) على الرّابع و قد تغیّر وجهه، فقال (ص): دعوا علیّا، دعوا علیّا، دعوا علیّا، انّ علیّا منّی و أنا منه و هو ولیّ کلّ مؤمن من بعدی. و الباقی سواء انتهى.
و رواه النسائی فی خصائصه نحو ما مرّ من روایة عمران بن حصین إلّا أنّه قال: فأقبل علیهم رسول الله (ص) و الغضب یبصر فی وجهه فقال (ص): ما تریدون من علی؟! انّ علیّا منّی و أنا منه و هو ولیّ کلّ مؤمن بعدی. انتهى.
و قال ابن کثیر: و قال الإمام أحمد، حدّثنا یحیى بن آدم و ابن أبی بکر قالا، ثنا اسرائیل عن أبی إسحاق عن حبش بن جنادة، قال یحیى بن آدم و کان قد شهد حجة الوداع قال قال رسول الله (ص): علی منّی و أنا من علی. الحدیث.
أقول و إنّما أطلنا البحث بإیراد الأحادیث من أبواب متفرقة لإثبات ما هو المقصود من آیة أنفسنا و إنّه لو لم تکن هذه الآیة لاکتفینا بتلک الأحادیث فی انّ علیّا (ع) کنفس النبی (ص) لأنّ ما تلوناه على القارىء قد بلغ فوق حدّ التواتر معنى و ان لم یبعد ادّعائه لفظا بالنسبة الى ما رووه عن النبی (ص) فی مواطن کثیرة لعلّها تبلغ عشرین موطنا أو قریبا منها کما انّ الرّاوی عن النبی (ص) لعلّه یبلغ عشرین رجلا و إمرأة فی ذلک و أنّه (ص) فی هذه المواطن قال: علیّ منّی و أنا من علی، أو أنا منه. و لا ریب انّ قوله هذا کقوله علی کنفسی، أو أنّه کرأسی من
جسدی، أو انّ لحمه لحمی و دمه دمی، أو قوله (ص) أنا و علیّ من شجرة واحدة، أو أنا و علی من نور واحد، أو قوله (ص): و علی نظیری. و معلوم انّ مراده (ص) مساواة النفسین من جمیع الجهات إلّا ما ثبت بقوله فی حدیث المنزلة المتّفق علیه عند أهل القبلة: أنت منّی بمنزلة هرون من موسى إلّا أنّه لا نبی بعدی، أو لا نبوّة بعدی.
و لنعم ما قال محمد بن یوسف الگنجی الشّافعی(28) فی ذلک و هو قوله: و من المعلوم أنّه یمتنع ان تکون نفس علی (ع) هی نفس النبی (ص) و لا بدّ ان یکون المراد هو المساواة بین النّفسین و هذا یقتضی انّ کلّ ما حصل لمحمّد (ص) من الفضائل و المناقب فقد حصل مثله لعلی (ع)، ترک العمل بهذا النصّ فی فضیلة النبوّة فوجب ان تحصل المساواة بینهما فیما وراء ذلک. ثم لا شک انّ محمدا (ص) کان أفضل الخلق بسائر الفضائل فلمّا کان علی (ع) مساویا له (ص) فی تلک الصّفات یجب ان یکون أفضل و لم أر الأصولیین أجابوا عن هذا بشیء. انتهى کلامه.
و بالجملة فالأحادیث المرویّة عن النبی (ص) فی موارد مختلفة دالة بدلالة قطعیّة على أفضلیة علی بن أبی طالب (ع) من سائر الصّحابة بحیث لا ینکرها إلّا معاند و لا یردّها إلّا منافق، فلا نحتاج فی إثبات أفضلیّته بالتمسک بالآیة کی یناقش فیها، تارة بعدم ذکر بعض أرباب السّیر لأصل الواقعة أصلا، و تارة بعدم ذکر علی (ع) معهم بعد تسلیم أصل الواقعة، و أخرى بعدم الدلالة مع کونه (ع) معهم فی تلک الواقعة کما أومأنا الى المناقشات قبلا.
و لعمر الإسلام لا ینقضی عجبی من صاحب التّحفة کیف یعاند الحق مع وضوحه و ینکرها مع ثبوته، حیث أنّه أورد على دلالة الآیة وجوها بعد تسلیمه لأصل الواقعة و کون علی (ع) معهم فقال: الأوّل: إنّا لا نسلّم انّ المراد بأنفسنا الأمیر (ع) بل المراد نفسه (ص)، و ما قال علمائهم فی إبطاله انّ الشخص لا یدعو نفسه فکلام مستهجن، إذ قد شاع و ذاع فی العرف القدیم و الجدید ان یقال دعته نفسه الى کذا. الى ان قال: الثانی: أنّه لو کان المراد مساواته فی جمیع الصّفات یلزم اشتراکه فی خصائص النبوّة و غیرها من الأحکام الخاصّة به و هو باطل بالإجماع لأنّ التابع غیر المتبوع. و أیضا لو کانت الآیة دلیلا لإمامته لزم کون الأمیر
إماما فی زمنه (ص) و هو باطل بالإتّفاق … الخ. هذا ملخّص استدلاله. و لا یخفى ما فیه: لأنّ الأوّل مردود بتصریح علمائهم بذلک کالنیسابوری و محمد بن یوسف الگنجی الشّافعی و غیرهما و قد تقدّم. و الثانی مردود بورود النصّ المتواتر و هو حدیث المنزلة لأنّ فیها جواب صاحب التّحفة لأنّه (ص) قال: إلّا أنّه لا نبیّ بعدی. و الثالث مردود أیضا بالنّصوص المتواترة کحدیث الغدیر و الثقلین و سائر الأحادیث فی أبواب متفرّقة، حیث أنّه (ص) صرّح فیها بکونه (ع) وصیّا له و خلیفة له بعده. و الاشکال: بأنّ البعدیّة لا ینافی خلافة خلفاء الرّاشدین قبله، و هذا الإشکال یستفاد من ذیل کلامه فی التّحفة فمردود أیضا بحدیث الثقلین و غیره المصرّح فیه بأنّه مع القرآن و القرآن معه و لا یفترقان حتّى یردا علیه (ص) الحوض، و هذا المعنى مستفاد عموما من مجموع طرق حدیث الثّقلین الذی أفردنا فیه رسالة لإثبات تواتره، و خصوصا کما فی بعض طرقه و هو قوله (ص) فی مرض موته: أیّها الناس یوشک ان أقبض قبضا سریعا فینطلق بی و قدّمت إلیکم القول معذرة إلیکم، ألا انّی مخلّف فیکم کتاب ربّی عزّ و جلّ و عترتی أهل بیتی، ثم أخذ بید علیّ (ع) فقال: هذا علیّ مع القرآن و القرآن مع علیّ لا یفترقان حتّى یردا علیّ الحوض فاسألوهما ما خلّفت فیهما أو فاسئلهما عمّا أخلفتم فیهما. رواه هکذا عنه (ص) ابن حجر فی الصّواعق، و سلیمان بن ابراهیم الحنفی فی ینابیع المودّة. و قد رواه صاحب العبقات عن جماعة أخرى و هم الدّار قطنی، و محمد بن جعفر البزّار، و ابن عقدة، و الشریف السّمهودی، و أحمد بن الفضل أبا کثیر المکّی، و محمود الشّیخانی، و شیخ بن عبد الله العیدروس الیمنی، و هذا الطریق مرویّ عن فاطمة الزهراء (ع) و امّ سلمة. و أیضا ما رواه ابن حجر فی الصّواعق عن الطبرانی فی الأوسط عن امّ سلمة قالت: سمعت رسول الله (ص) یقول: علیّ مع القرآن و القرآن مع علیّ (ع) لا یفترقان حتّى یردا علیّ الحوض. و هکذا رواه الشبلنجی فی نور الأبصار(12)، و رواه سلیمان بن ابراهیم الحنفی عن جمع الفوائد عن امّ سلمة، و أیضا عن الحموینی بسنده عن شهر بن حوشب قال کنت عند امّ سلمة فبإذنها دخل البیت أبو ثابت مولى علیّ فقالت: یا أبا ثابت أین طار قلبک حین طارت القلوب
مطائرها؟ قال: اتبعت علیّا، قالت: وفّقت بالحقّ، و الذی نفسی بیده لقد سمعت رسول الله (ص) یقول: علیّ مع القرآن. الحدیث. ثم رواه أیضا عن موفّق بن أحمد و الزمخشری فی کتابه ربیع الأبرار ثم قال: أخرجا هذا الحدیث بسندیهما عن امّ سلمة. انتهى.
و ما رواه أیضا عن المناقب عن جابر بن عبد الله عن النبیّ (ص) أنّه قال: علیّ مع الحقّ و الحقّ مع علیّ لا یفترقان. و ما رواه أیضا عن جلال الدین السیوطی عن ابن عباس: علیّ مع القرآن. الحدیث. و ما رواه أیضا عن أحمد بن عبد الله الطبری عن الحسن بن علیّ (ع) عن النبیّ (ص) قال: إنّه- یعنی علیّا- مع القرآن. الحدیث. الى ان قال (ص): و أنّه (ع) یهدیکم الى الهدى و لا یدلّکم على الرّدى، فإنّ جبرائیل أخبرنی بالذی قلته لکم عن الله عزّ و جلّ.
و ما رواه أیضا عن محبّ الدین الطّبری الآملی، عن امّ سلمة قالت قال رسول الله (ص): القرآن مع علیّ و علیّ مع القرآن. ثم قال رواه صاحب الفردوس. انتهى.
و مع قطع النظر عمّا ذکر دلیلا یدلّ على أنّه (ع) خلیفة رسول الله (ص) و وصیّه بلا فصل الأحادیث المتواترة معنى فی أبواب متفرقة المرویة عن فضلاء الصّحابة.
منها ما رواه جماعة من أئمة أهل التاریخ و السّیر و غیرهما فمنهم الطّبری فی التاریخ(29)، و ابن الأثیر فی الکامل(30) فی باب أمر الله تعالى نبیّه (ص) بإظهار دعوته بقوله «وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ»: روى الطّبری(31) باسناده عن عبد الله بن عباس عن علیّ (ع). ثم ذکر الواقعة الى ان قال (ص): و قد أمرنی الله تعالى ان أدعوکم إلیه فأیّکم یوازرنی على هذا الأمر على ان یکون أخی و وصیّی و خلیفتی فیکم؟ فأحجم القوم عنهما جمیعا و قلت و إنّی أحدثهم سنّا: أنا یا نبیّ الله أکون وزیرک علیه، فأخذ (ص) برقبتی ثم قال (ص): انّ هذا أخی و وصیّی و خلیفتی فیکم فاسمعوا له و أطیعوا، قال (ع) فقام القوم یضحکون فیقولون لأبی طالب: قد أمرک ان تسمع لإبنک و تطیع. و هکذا رواه ابن الأثیر فی الکامل، و رواه محمد بن یوسف
الگنجی(32) باسناده عن البراء بن عازب قال لمّا نزلت «وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ الْأَقْرَبِینَ» جمع رسول الله (ص) بنی عبد المطلب و هم یومئذ أربعون رجلا. الى ان قال. قال (ص): و من یواخینی و یوازرنی و یکون ولیّی و وصیّی و خلیفتی فی أهلی و یقضی دینی؟ فأمسک القوم، فأعاد ذلک ثلاثا کلّ ذلک یسکت القوم، و یقول علی (ع): أنا، فقال (ص): أنت، فقام القوم و هو یقولون لأبی طالب: أطع ابنک فقد امّر علینا و علیک. و رواه الإمام أبو عبد الرحمن النسائی فی خصائص علیّ. انتهى.
فمن أراد الإطّلاع على أزید من ذلک فعلیه المراجعة بما کتبناه فی ذلک فی الجزء الأوّل من کتاب حیاة النبیّ (ص).
و منها ما رواه أبو نعیم الأصبهانی باسناده، عن ابن أبی لیلى، عن الحسن بن علیّ (ع)، قال قال رسول الله (ص): أدعوا إلیّ سید العرب- یعنی علی بن أبی طالب- فقالت عائشة: ألست سیّد العرب؟ فقال: أنا سید ولد آدم و علیّ سیّد العرب، فلمّا جاء علیّ أرسل إلى الأنصار فأتوه، فقال لهم: یا معشر الأنصار ألا أدلّکم على ما ان تمسّکتم به لن تضلّوا بعده أبدا؟ قالوا: بلى یا رسول الله (ص) قال: هذا علیّ فأحبّوه بحبّی و أکرموه بکرامتی فإنّ جبرئیل أمرنی بالّذی قلت لکم من الله عزّ و جلّ. ثم قال: رواه أبو بشر عن سعید بن جبیر، عن عائشة نحوه … الخ.
ثم روى باسناده عن أنس، قال قال رسول الله (ص): یا أنس اسکب لی وضوءا. ثم قام فصلّى رکعتین ثم قال (ص): یا أنس أوّل من یدخل علیک من هذا الباب أمیر المؤمنین و سیّد المسلمین و قائد الغرّ المحجّلین و خاتم الوصیین، قال أنس قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار- و کتمته- إذ جاء علی (ع) فقال: من هذا یا أنس؟ فقلت: علیّ، فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل یمسح عرق وجهه بوجهه و یمسح عرق وجه علیّ بوجهه، قال علیّ: یا رسول الله (ص) لقد رأیتک صنعت شیئا ما صنعت بی من قبل؟ قال (ص): و ما یمنعنی و أنت تؤدّی دینی و تسمعهم صوتی و تبیّن لهم ما اختلفوا فیه بعدی. ثم قال رواه جابر الجعفی عن
أبی الطفیل عن أنس نحوه.
ثم روى باسناده عن أنس بن مالک أیضا قال بعثنی النبیّ (ص) الى أبی برزة الأسلمی فقال له و أنا أسمع: یا أبا برزة انّ ربّ العالمین عهد إلیّ عهدا فی علیّ بن أبی طالب (ع)، فقال: إنّه رایة الهدى و منار الإیمان و إمام أولیائی و نور جمیع من أطاعنی، یا أبا برزة علی بن أبی طالب أمینی غدا فی القیامة على مفاتیح خزائن رحمة ربی.
و روى باسناده عن سلام الجعفی عن أبی برزة أیضا، قال قال رسول الله (ص): انّ الله تعالى عهد إلیّ عهدا فی علیّ، فقلت یا ربّ بیّنه لی، فقال: اسمع، فقلت: سمعت، فقال: انّ علیّا رایة الهدى. الى ان قال: من أحبّه أحبّنی و من أبغضه أبغضنی. الى ان قال. قال (ص): ثم أنّه رفع إلیّ أنّه سیخصّه من البلاء بشیء لم یخصّ به أحدا من أصحابی، فقلت: یا ربّ أخی و صاحبی، و قال: انّ هذا شیء سبق أنّه مبتلى و مبتلى به. أقول هذا النقل مطابق لنسخة موجودة من حلیة الأولیاء(33) لکن الذی نقله سلیمان بن ابراهیم الحنفی فی ینابیع المودة(34) هکذا: فقلت یا ربّ أخی و وصیّی … الخ.
و منها ما رواه سلیمان بن ابراهیم الحنفی عن أحمد بن حنبل بسنده عن أنس بن مالک قال قلنا لسلمان سل النبیّ (ص) عن وصیّه، فقال سلمان: یا رسول الله من وصیّک؟ فقال: یا سلمان من وصیّ موسى؟ فقال: یوشع بن نون، قال (ص) وصیّی و وارثی یقضی دینی و ینجز موعدی، علیّ بن أبی طالب. ثم روى عن موفق بن أحمد بسنده عن بریدة قال قال النبیّ (ص): لکلّ نبیّ وصیّ و وارث، و انّ علیّا وصیّی و وارثی. و رواه أیضا عن ابن المغازلی بسنده عن ابن عباس، و جابر بن عبد الله، و بریدة، و أبی أیوب الأنصاری. و روى أیضا عن موفق بن أحمد بسنده عن امّ سلمة، قالت قال رسول الله (ص): انّ الله اختار من کلّ نبیّ وصیّا و علیّ وصیّی فی عترتی و أهل بیتی و امّتی بعدی. و رواه أیضا عن الحموینی عن أبی ذر قال رسول الله (ص): أنا خاتم النبیّین و أنت یا علیّ خاتم الوصیّین الى یوم الدّین.
و منها ما رواه أیضا عن موفق بن أحمد بسنده عن أبی أیّوب الأنصاری قال: انّ فاطمة (ع) أتت فی مرض أبیها (ص) و بکت، فقال (ص): یا فاطمة انّ لکرامة الله إیّاک زوّجک من هو أقدمهم سلما و أکثرهم علما و أعظمهم حلما، انّ الله عزّ و جلّ اطّلع على أهل الأرض اطّلاعة فاختارنی منهم فبعثنی نبیّا مرسلا، ثم اطّلع اطّلاعة فاختار منهم بعلک، فأوحى الله إلیّ ان أزوّجه إیّاک و أتّخذه وصیّا. ثم قال: وزاده ابن المغازلی: یا فاطمة إنّا أهل البیت أعطینا سبع خصال لم یعطها أحد من الأولین و لا یدرکها أحد من الآخرین. منّا أفضل الأنبیاء و هو أبوک، و وصیّنا خیر الأوصیاء و هو بعلک ….
و ما رواه أیضا(35) عن المناقب، عن سعید بن جبیر، عن ابن عباس، قال قال رسول الله (ص): یا علیّ أنت صاحب حوضی، و صاحب لوائی، و حبیب قلبی، و وصیّی، و وارث علمی، و أنت مستودع مواریث الأنبیاء من قبلی، و أنت أمین الله فی أرضه، و حجة الله على بریّته، و أنت رکن الإیمان، و عمود الإسلام، و أنت مصباح الدّجى، و منار الهدى، و العلم المرفوع لأهل الدّنیا، یا علیّ من اتّبعک نجا و من تخلّف عنک هلک، و أنت الطریق الواضح و الصّراط المستقیم، و أنت قائد الغرّ المحجّلین و یعسوب المؤمنین، و أنت مولا من أنا مولاه و أنا مولا کلّ مؤمن و مؤمنة، لا یحبّک إلّا طاهر الولادة، و لا یبغضک إلّا خبیث الولادة، و ما عرّجنی ربّی عزّ و جلّ الى السّماء و کلّمنی إلّا قال: یا محمد إقرأ علیّا منّی السّلام و عرّفه أنّه إمام أولیائی و نور أهل طاعتی، و هنیئا لک هذه الکرامة. انتهى.
و ما رواه أیضا عن المناقب باسناده عن عمار بن یاسر قال سمعت أبا ذر جندب بن جنادة یقول: رأیت رسول الله (ص) آخذا بید علیّ (ع) فیقول: یا علیّ أنت أخی و صفیّی و وصیّی و وزیری و أمینی، مکانک منّی مکان هرون من موسى إلّا أنّه لا نبیّ بعدی، من مات و هو یحبّک ختم الله عزّ و جلّ له بالأمن و الأمان، و من مات و هو یبغضک لم یکن له نصیب من الإسلام. انتهى.
و ما رواه أیضا عن الدّیلمی عن النبیّ (ص) أنّه قال: أنا خاتم الأنبیاء و أنت یا علیّ خاتم
الأوصیاء.
و ما رواه أیضا عن أحمد بن عبد الله الطبری عن بریدة عن النبیّ (ص) أنّه قال: لکلّ نبیّ وصیّ و وارث و انّ علیّا وصیّی و وارثی. ثم قال أخرجه الحافظ أبو القاسم البغوی فی معجم الصّحابة. و ما رواه عنه أیضا عن أنس عن النبیّ (ص) أنّه قال: انّ وصیّی و وارثی یقضی دینی و ینجز موعدی علیّ بن أبی طالب. ثم قال: أخرجه أحمد فی المناقب. انتهى.
و ما رواه عن محبّ الدین الطبری عن أنس بن مالک قال قلنا لسلمان: سل النبیّ (ص) من وصیّه؟ فسأله، فقال (ص): یا سلمان وصیّی و وارثی و مقضی دینی و منجز وعدی علیّ بن أبی طالب. ثم قال: رواه الإمام أحمد بن حنبل فی مسنده.
و ما رواه عنه أیضا عن حذیفة، قال قال رسول الله (ص): لو یعلم النّاس متى سمّی علیّ أمیر المؤمنین لما أنکروا فضائله، سمّی بذلک و آدم بین الرّوح و الجسد و حین قال ألست بربّکم قالوا بلى، فقال الله تعالى: أنا ربّکم و محمّد نبیّکم و علیّ أمیرکم. ثم قال: رواه صاحب الفردوس.
و ما رواه عنه أیضا عن ابن عباس قال کنّا جلوسا بمکة مع طائفة من شبان قریش وفینا رسول الله (ص) اذ انقضّ نجم، فقال (ص) من انقضّ هذا النجم فی منزله فهو وصیّی من بعدی، فقاموا و نظروا و قد انقضّ فی منزل علیّ، فقالوا: قد ضللت بعلیّ (ع)، فنزلت وَ النَّجْمِ إِذا هَوى. ما ضَلَّ صاحِبُکُمْ وَ ما غَوى ثم قال: رواه ابن المغازلی. انتهى.
و رواه محمد بن یوسف الگنجی(36) باسناده عن سعید بن جبیر، عن ابن عباس، قال: کنت جالسا مع فتیة من بنی هاشم عند النبیّ (ص) اذ انقضّ کوکب، فقال رسول الله (ص): من انقضّ هذا النجم فی منزله فهو وصیّی من بعدی. الحدیث. ثم قال قلت هکذا ذکره محدّث الشّام فی ترجمة علیّ (ع) … الخ.
و منها ما رواه سلیمان بن إبراهیم الحنفی أیضا عن محبّ الدین الطبری، عن أنس بن مالک قال: رأیت رسول الله (ص) جالسا مع علیّ (ع)، فقال (ص): أنا و هذا حجّة الله على
خلقه. انتهى.
و منها ما رواه عن علیّ بن شهاب الهمدانی عن عتبة بن عامر الجهنی قال: بایعنا رسول الله (ص) على قول ان لا إله إلّا الله وحده لا شریک له و انّ محمدا نبیّه و علیّا وصیّه، فأیّ من الثلاثة ترکناه کفرنا. و قال لنا النبیّ (ص): أحبّوا هذا یعنی علیّا فإنّ الله یحبّه، و استحیوا منه فإنّ الله یستحیی منه.
و ما رواه عنه أیضا عن علیّ أنّه قال، قال رسول الله: انّ الله تعالى جعل لکلّ نبیّ وصیّا، جعل شیث وصیّ آدم، و یوشع وصیّ موسى، و شمعون وصیّ عیسى، و علیّا وصیّی، و وصیّی خیر الأوصیاء فی البداء، و أنا الدّاعی و هو المضیء.
و ما رواه عنه أیضا عن علیّ (ع) قال قال رسول الله: یا علیّ أنت تبرء ذمّتی و أنت خلیفتی على امّتی.
و ما رواه عنه أیضا عن أنس، أنّه قال قال (ص): انّ الله اصطفانی على الأنبیاء فاختارنی و اختار لی وصیّا، و خیّرت ابن عمّی وصیّی یشدّ عضدی کما یشدّ عضد موسى بأخیه هرون و هو خلیفتی و وزیری، و لو کان بعدی نبیّا لکان علیّ نبیّا و لکن لا نبوّة بعدی.
و منها ما رواه عنه أیضا عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله (ص) لمّا عقد المؤاخاة بین أصحابه قال: هذا علیّ أخی فی الدنیا و الآخرة و خلیفتی فی أهلی، و وصیّی فی أمّتی، و وارث علمی، و قاضی دینی، ما له منّی ما لی منه، نفعه نفعی، و ضرّه ضرّی، من أحبّه فقد أحبّنی، و من أبغضه فقد أبغضنی.
و منها ما رواه عنه أیضا باسناده عن ابن عمر قال: مرّ سلمان الفارسی و هو یرید ان یعود رجلا و نحن جلوس فی حلقة، الى ان قال، قال یعنی سلمان: دخلت على رسول الله (ص) فی غمرات الموت فقلت: یا رسول الله هل أوصیت؟ قال: یا سلمان أتدری من الأوصیاء؟ قلت: الله و رسوله أعلم، قال (ص): آدم و کان وصیّه شیث، و کان أفضل من ترکه بعده من ولده، و کان وصیّ نوح سام و کان أفضل من ترکه بعده، و کان وصیّ موسى یوشع و کان أفضل من ترکه بعده، و کان وصیّ عیسى شمعون و کان أفضل من ترکه بعده، و إنّی أوصیت إلى علیّ و هو
أفضل من أترکه من بعدی.
و ما رواه عنه أیضا عن أنس، قال قال رسول الله (ص): انّ أخی و وزیری و خلیفتی فی أهلی و خیر من أترک بعدی یقضی دینی و ینجز موعدی علیّ بن أبی طالب (ع).
و منها ما رواه عنه أیضا عن زید بن أسلم، عن النبیّ (ص) قال (ص): یا علی بخّ بخّ من مثلک و الملائکة تشتاق إلیک و الجنّة لک، فاذا کان یوم القیامة ینصب لی منبر من نور و لک منبر من نور و لإبراهیم منبر من نور. الى ان قال: فإذا مناد ینادی: بخّ بخّ من وصیّی بین حبیب و خلیل، ثم اوتی بمفاتیح الجنّة و النّار فأدفعها إلیک.
و منها ما رواه عنه أیضا، عن الشعبی عن عمر بن قیس، قال کنّا جلوسا فی حلقة فیها عبد الله بن مسعود فجاء أعرابی فقال: أیّکم عبد الله بن مسعود قال: أنا عبد الله بن مسعود قال: هل حدّثکم نبیّکم کم یکون بعده من الخلفاء؟ قال: نعم اثنا عشر عدد نقباء بنی اسرائیل.
و رواه عنه أیضا، عن الشعبی، عن مسروق قال: بینما نحن عند ابن مسعود نعرض مصاحفنا علیه، إذ قال له فتى: هل عهد إلیکم نبیّکم کم یکون من بعده خلیفة؟ قال: إنّک لحدیث السّن و انّ هذا شیء ما سئلنی قبلک أحد، نعم عهد إلینا نبیّنا (ص) أنّه یکون بعده اثنا عشر خلیفة بعدد نقباء بنی اسرائیل.
و ما رواه عنه أیضا عن عبایة بن ربعی عن النبیّ (ص) قال (ص): أنا سیّد النبیّین و علیّ سیّد الوصیّین انّ أوصیائی بعدی اثنا عشر، أوّلهم علیّ و آخرهم القائم المهدیّ.
و منها ما رواه عنه أیضا، عن زید بن حارثة قال: لمّا کانت اللیلة الّتی أخذ فیها رسول الله (ص) على الأنصار بیعة الأولى قال: أنا آخذ علیکم بما أخذ الله على النبیّین من قبلی ان تحفظونی و تمنعونی عن ما تمنعون أنفسکم عنه و تمنعوا علیّ بن أبی طالب (ع) عن ما تمنعون أنفسکم عنه و تحفظوه فإنّه الصدّیق الأکبر. الى ان قال: و انّ الله أعطى موسى العصا، و ابراهیم برد النار، و عیسى الکلمات یحیی بها الموتى، و أعطانی علیّا هذا، و لکلّ نبیّ آیة و هذا آیة ربّی، و الأئمة الطاهرین من ولده آیات ربّی، و لن تخلو الأرض من أهل الإیمان ما أبقى الله أحد من
ذریته … الخ.
و منها ما رواه عنه أیضا عن ابن عباس، قال قال رسول الله (ص) لعبد الرحمن بن عوف: یا عبد الرحمن إنّکم أصحابی و علیّ بن أبی طالب أخی و منّی و أنا من علیّ، فهو باب علمی و وصیّی … الخ. انتهى.
و ما رواه عنه أیضا عن خالد بن معدان، عن النبیّ (ص) قال: من أحبّ ان یمسی فی رحمة الله و یصبح فی رحمة الله فلا یدخلن قلبه شکّ بأنّ ذریّتی أفضل الذریّات و وصیّی أفضل الأوصیاء.
و ما رواه عنه أیضا، عن ابن عمر قال: کنّا نصلّی مع النبیّ (ص) فالتفت إلینا فقال (ص): أیّها الناس هذا ولیّکم بعدی فی الدنیا و الآخرة فاحفظوه- یعنی علیّا-.
و ما رواه عنه أیضا، عن جابر عن النبیّ (ص) قال: أوّل ثلمة فی الإسلام مخالفة علیّ (ع).
و ما رواه عنه أیضا، عن أنس قال: کنت مع النبیّ (ص) فأقبل علیّ فقال (ص) هذا حجّة الله على امّتی یوم القیامة.
و منها ما رواه عن ابن شیرویه الدیلمی، و عبدوس الهمدانی، و الخطیب الخوارزمی فی کتبهم بطرق متعدّدة، عن سلمان، و عمّار، و أبی ذر، و ابن مسعود، و ابن عباس و علیّ (ع)، أنّهم قالوا: لمّا فتح رسول الله (ص) مکة و تهیّأ الى غزوة هوازن قال النبیّ (ص): یا علیّ قم فانظر کرامتک على الله عزّ و جلّ و کلّم الشمس، فقام علیّ (ع) و قال: السلام علیک أیّها العبد الدّائر فی طاعة ربّه، فأجابته بقولها: و علیک السّلام یا أخا رسول الله و وصیّه و حجّة الله على خلقه. الى ان قال: ثم قال (ص): الحمد الله الذی فضّلنی على سائر الأنبیاء و أیّدنی بعلیّ سیّد الأوصیاء. ثم قرأ (ص) «وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ کَرْهاً»(37) الآیة.
و منها ما رواه محمد بن یوسف الگنجی(38) باسناده عن سعید بن جبیر، عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) لأمّ سلمة: هذا علی بن أبی طالب. الى ان قال: یا امّ سلمة هذا علیّ أمیر
المؤمنین و سیّد المسلمین و وعاء علمی و وصیّی و بابی الذی أوتی منه … الخ.
و منها ما رواه أیضا(39) عن سعید بن جبیر، عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص): یأتی على الناس یوم ما فیه راکب إلّا نحن أربعة، الى ان قال: و أخی علیّ بن أبی طالب على ناقة من نوق الجنّة، الى ان قال (ص) و بیده لواء الحمد ینادی: لا إله إلّا الله محمد رسول الله (ص) فتقول الخلائق: من هذا ملک مقرّب أنبیّ مرسل أحامل عرش؟ فینادی مناد من بطنان العرش: لیس هذا بملک مقرّب و لا نبیّ مرسل و لا حامل عرش، هذا علی بن أبی طالب وصیّ رسول ربّ العالمین و أمیر المؤمنین و قائد الغرّ المحجّلین الى جنّات النعیم … الخ.
و منها ما رواه أیضا(40) باسناده عن ابن عباس قال: ستکون فتنة فمن أدرکها فعلیه بخصلة من کتاب الله تعالى و علی بن أبی طالب فإنّی سمعت رسول الله (ص) و هو یقول: هذا أوّل من آمن بی، و أوّل من یصافحنی، و هو فاروق هذه الأمّة یفرّق بین الحق و الباطل، و هو یعسوب المؤمنین و المال یعسوب الظلمة، و الصدّیق الأکبر، و هو بابی الذی اوتی منه، و هو خلیفتی من بعدی. ثم قال قلت هکذا أخرجه محدّث الشّام فی فضائل علیّ (ع) فی الجزء التاسع و الأربعین بعد الثلاث مائة من کتابه بطرق شتّى.
و ما رواه باسناده عن أبی لیلى الغفاری قال سمعت رسول الله (ص): یقول ستکون فتنة فإذا کان ذلک فالزموا علیّ بن أبی طالب، إنّه أوّل من یرانی و أوّل من یصافحنی یوم القیامة و هو معی فی السّماء العلیا و هو الفاروق بین الحق و الباطل. ثم قال قلت هذا حدیث حسن عال رواه الحافظ فی أمالیه.
و رواه أیضا باسناده عن أبی ذر قال قال رسول الله (ص): یا علیّ من فارقنی فارق الله تعالى و من فارقک یا علیّ فارقنی. ثم قال قلت کذا رواه أبو یوسف یعقوب الفسوی فی مشیخته. أنتهى.
و منها ما رواه(41) باسناده عن أبی سعید الخدری، عن سلمان قال قلت: یا رسول الله (ص) لکلّ نبی وصیّ فمن وصیّک؟ فسکت عنّی فلمّا کان بعد رآنی، قال: یا سلمان، فأسرعت إلیه، فقلت: لبیّک، قال: تعلم من وصیّ موسى؟ قلت: نعم یوشع بن نون، قال: لم قلت؟ قلت: لأنّه کان أعلمهم یومئذ، قال (ص) فإنّ وصیّی و موضع سرّی و خیر من أترک بعدی ینجز عدتی و یقضی دینی علیّ بن أبی طالب (ع). ثم قال قلت رواه الطبرانی فی معجمه الکبیر فی ترجمة أبی سعید عن سلمان. و رواه یوسف المیانجی فی الفوائد مختصرا من حدیث أنس بن مالک، عن سلمان قال قال رسول الله (ص): صاحب سرّی علی بن أبی طالب (ع). لم یزد. انتهى.
و منها(42) ما رواه باسناده عن أبی أیوب الأنصاری انّ رسول الله (ص) قال لفاطمة: أما علمت انّ الله اطّلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباک فبعثه نبیّا، ثم اطّلع الثانیة فاختار بعلک، فأوحى إلیّ فأنکحتکه و اتّخذته وصیّا. انتهى.
و منها ما رواه سبط الجوزی(43) باسناده عن أنس، قال قلنا لسلمان الفارسی: سل رسول الله من وصیّه، فسأل سلمان رسول الله (ص) فقال (ص): من کان وصیّ موسى بن عمران؟ فقال: یوشع بن نون، قال انّ وصیّی و وارثی و منجز و عدی علی بن أبی طالب (ع). ثم قال فإن قیل فقد ضعفوا حدیث الوصیّة، فالجواب: انّ الحدیث الذی ضعّفوه فی إسناده اسماعیل بن زیاد تکلّم فیه الدّارقطنی و إنّما تکلّم فیه لأنّه روى فی الحدیث زیادة بعد قوله: و منجز وعدی و هو خیر من أترک بعدی، و الحدیث الذی ذکرناه رواه أحمد فی الفضائل، و لیس فی إسناده ابن زیاد و لا هذه الزیادة فذاک حدیث و هذا حدیث آخر. انتهى.
و منها ما رواه سلیمان بن ابراهیم الحنفی عن ابن حجر فی الإصابة عن أبی لیلى الغفاری قال: سمعت رسول الله (ص) یقول: ستکون من بعدی فتنة فاذا کان ذلک فالزموا علیّ بن أبی طالب (ع)، فإنّه أوّل من آمن بی و أوّل من یصافحنی یوم القیامة، و هو الصدّیق الأکبر،
و هو فاروق هذه الأمّة، و هو یعسوب المؤمنین، و المال یعسوب المنافقین. انتهى.
و منها ما رواه أیضا عن صاحب المناقب، عن سعید بن جبیر، عن ابن عباس قال: کنّا عند النبیّ (ص) إذ جاء أعرابیّ فقال: یا رسول الله سمعتک تقول و اعتصموا بحبل الله فما حبل الله الذی نعتصم به؟ فضرب النبیّ (ص) یده فی ید علیّ و قال (ص): تمسّکوا بهذا هو حبل الله المتین. انتهى.
و منها ما رواه أیضا عن المناقب بالإسناد عن أبی الزّبیر المکّی عن جابر بن عبد الله الأنصاری قال قال رسول الله (ص): انّ الله تبارک و تعالى اصطفانی و اختارنی و جعلنی رسولا و أنزل علیّ سیّد الکتب، فقلت الهی و سیّدی إنّک أرسلت موسى الى فرعون، فسئلک ان تجعل معه أخاه هرون وزیرا یشدّ به عضده و یصدّق به قوله، و إنّی أسئلک یا سیّدی و إلهی ان تجعل لی من أهلی وزیرا تشدّ به عضدی، فاجعل لی علیّا وزیرا و أخا و اجعل الشجاعة فی قلبه و ألبسه الهیئة على عدوّه، و هو أوّل من آمن بی و صدّقنی و أوّل من وحّد الله معی، و إنّی سئلت ذلک ربّی عزّ و جلّ فأعطانیه، فهو سیّد الأوصیاء، اللحوق به سعادة، و الموت فی طاعته شهادة، و اسمه فی التوراة مقرون الى اسمی، و زوجته الصدّیقة الکبرى بنتی، و ابناه سیّدا شباب أهل الجنة ابنای … الخ.
و منها ما رواه عن السّیوطی فی الجامع الصّغیر عن الدّیلمی عن البخاری و مسلم قال (ص): یا بریدة انّ علیّا ولیّکم من بعدی. انتهى.
و منها ما رواه عن محبّ الدین الطبری عن أبی الدّرداء قال قال رسول الله (ص): علیّ باب علمی و مبین لأمّتی ما أرسلت به من بعدی، حبّه إیمان و بغضه نفاق، و النظر إلیه رأفة، و مودته عبادة. ثم قال رواه صاحب الفردوس.
و منها ما رواه عنه أیضا، عن أبی هریرة قال قال رسول الله (ص): لمّا أسری بی فی لیلة المعراج فاجتمع علیّ الأنبیاء فی السّماء فأوحى الله تعالى إلیّ: سلهم یا محمد بماذا بعثتهم؟ فقالوا: بعثنا على شهادة ان لا إله إلّا الله وحده و على الإقرار بنبوّتک و الولایة لعلّی بن أبی طالب. ثم قال رواه الحافظ أبو نعیم.
و منها ما رواه عن المناقب بإسناده عن علیّ (ع) قال قال رسول الله (ص): انّ الله فرض علیکم طاعتی و نهاکم عن معصیتی، و فرض علیکم طاعة علیّ بعدی و نهاکم عن معصیته، و هو وصیّی و وارثی. الى ان قال (ص): حبّه إیمان و بغضه کفر محبّه محبّی و مبغضه مبغضی و هو مولا من أنا مولاه، و أنا مولا کل مؤمن و مؤمنة و مسلم و مسلمة، و أنا و هو أبوا هذه الأمّة.
و ما رواه أیضا عن المناقب عن الأعمش بإسناده عن علیّ (ع) أیضا قال قال رسول الله (ص): یا علیّ أنت أخی و وارثی و وصیّی محبّک محبّی و مبغضک مبغضی، یا علیّ أنا و أنت أبوا هذه الأمّة … الخ.
و ما رواه أیضا عن المناقب، عن أبی سعید بن عقیصا، بإسناده عن علیّ أیضا: یا علیّ أنت أخی و أنا أخوک. الى ان قال (ص): أنا و أنت أبوا هذه الأمّة، و أنت وصیّی و وارثی و أبو ولدی، أتباعک أتباعی و أولیائک أولیائی، و أعدائک أعدائی، و أنت صاحبی على الحوض، و صاحبی فی المقام المحمود، و صاحب لوائی فی الآخرة کما أنت صاحب لوائی فی الدّنیا، لقد سعد من تولّاک و شقی من عاداک، و انّ الملائکة لتتقرب الى الله بمحبّتک و ولایتک، و انّ أهل مودّتک فی السّماء أکثر من أهل الأرض، یا علیّ أنت حجّة الله على النّاس بعدی، قولک قولی، أمرک أمری، نهیک نهیی، طاعتک طاعتی، و معصیتک معصیتی، و حزبک حزبی و حزبی حزب الله. ثم قرأ «وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ»(44).
و ما رواه عن موفق الخوارزمی بثلاثة طرق، عن جابر بن عبد الله، و عن عمار بن یاسر، و عن أبی أیّوب الأنصاری قالوا: قال رسول الله (ص): حقّ علیّ على المسلمین حقّ الوالد على ولده.
و منها ما رواه عن الحموینی بسنده عن جابر بن عبد الله، قال کنت یوما مع النبیّ (ص) فی بعض حیطان المدینة، و ید علیّ فی یده (ص) فمررنا بنخل، فصاح النخل: هذا محمّد سید الأنبیاء، و هذا علیّ سیّد الأوصیاء و أبو الأئمة الطاهرین … الخ.
و منها ما رواه عن المناقب أیضا عن سماک بن حرب، عن سعید بن جبیر، قال قلت لابن
عباس: أسئلک عن اختلاف الناس فی علیّ (ع)؟ قال: یابن جبیر تسئلنی عن رجل کانت له ثلاثة آلاف منقبة فی لیلة واحدة، و هی لیلة القربة فی قلیب بدر، سلّم علیه ثلاثة آلاف من الملائکة من عند ربّهم، و تسئلنی عن وصیّ رسول الله (ص) و صاحب حوضه و صاحب لوائه فی المحشر، و الذی نفس عبد الله بن عباس بیده لو کانت بحار الدّنیا مدادا و أشجارها أقلاما و أهلها کتّابا فکتبوا مناقب علیّ بن أبی طالب (ع) و فضائله ما أحصوها. انتهى.
هذه جملة ما وقفت علیه من الأحادیث المرویّة عن النبیّ (ص) المودعة فی کتب القوم فی أبواب متفرقة الدّالة بجملتها دلالة قطعیّة على خلافة علیّ بن أبی طالب (ع) مع قطع النظر عن حدیث الثقلین و الغدیر و المنزلة الذی بلغ کلّ واحد منها مبلغ التواتر قطعا. فقد أثبتنا بما قدمناه أمورا ثلاثة: الأوّل: انّ المراد بأهل البیت فی آیة التطهیر الخمسة الطّیبة و هم النبیّ (ص) و علیّ بن أبی طالب و فاطمة و الحسن و الحسین (ع)، فیکون علیّ بن أبی طالب من أهل البیت قطعا الذین أذهب الله عنهم الرّجس و طهّرهم تطهیرا. و الثانی: انّ المراد بأنفسنا فی آیة المباهلة، هو علیّ بن أبی طالب جزما فیکون أفضل الصحابة نصّا. و الثالث: أنّه (ع) وصیّ رسول الله و وارثه و خلیفته بلا فصل بالآیات الباهرة بضمیمة التفاسیر و النصوص المتواترة أیضا و قد سبقت الإشارة الى کل ذلک.
1) ذخائر العقبى: 25.
2) کفایة الطالب: 331.
3) ذخائر العقبى: 67.
4) کفایة الطالب: 311.
5) نور الأبصار: 126.
6) الفصول المهمة: 28.
7) تذکرة الخواص: 212.
8) ذخائر العقبى: 64.
9) کفایة الطالب: 288.
10) تذکرة الخواص: 45.
11) ذخائر العقبى: 63.
12) نور الأبصار: 89.
13) کفایة الطالب: 314- 319.
14) کفایة الطالب: 312.
15) تذکرة الخواص ص 50.
16) الفصول المهمة: 27.
17) ذخائر العقبى: 215.
18) الجامع الصغیر 2/ 177.
19) تذکرة الخواص ص 44.
20) کفایة الطالب ص 264.
21) کفایة الطالب ص 274.
22) کفایة الطالب ص 306.
23) کفایة الطالب ص 254.
24) الفصول المهمة: 40.
25) کفایة الطالب ص 242.
26) الخصائص: 93.
27) سورة الحشر/ الآیة 20.
28) کفایة الطالب ص 291.
29) تاریخ الأمم و الملوک 2/ 318.
30) الکامل 2/ 60.
31) تاریخ الأمم و الملوک 2/ 319- 321.
32) کفایة الطالب: 205.
33) حلیة الأولیاء 1/ 63- 67.
34) ینابیع المودة ص 78- 81.
35) ینابیع المودة ص 133.
36) کفایة الطالب ص 261.
37) سورة آل عمران/ الآیة 83.
38) کفایة الطالب ص 168.
39) کفایة الطالب ص 184.
40) کفایة الطالب ص 187- 189.
41) کفایة الطالب ص 292.
42) کفایة الطالب ص 296.
43) تذکرة الخواص ص 48.
44) سورة المائدة/ الآیة 56.