جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الاسراء و المعراج (2)

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

و فی هذه الفترة کانت حادثة الإسراء و المعراج تثبیتا للرسول (صلّى الله علیه و اله) على طریق المقاومة الطویل، و تکریما له فی أعقاب سنین طویلة من العمل و الصمود، و تتویجا لهذه المصاعب و الآلام المریرة مع قوى الشرک و الضلالة، رفعه الله الى قلب السموات، لیریه جوانب من عظمة ملکه الباهرة فی الکون الشاسع و لیطلعه على أسرار الخلیقة و مصیر الإنسان الصالح و الطالح.

و فی الوقت نفسه کانت بمثابة امتحان لقدرات اصحابه على تصور المدى الذی یکافحون فیه مع رسولهم و قائدهم من أجل إبلاغ الرسالة و بناء الإنسان الصالح، و إبتلاءا صعبا لأصحاب النفوس الضعیفة.

و لم تستطع قریش المشرکة أن تدرک المعانی السامیة فی أمر الإسراء فما حدّثهم رسول الله (صلّى الله علیه و اله) عن ذلک حتى راحوا یسألون عن الصورة المادیة من أمر الإسراء و إمکانیة تحققها و الأدلة على ذلک- فقال بعضهم: و الله إن العیر لتطّرد شهرا من مکة الى الشام مدبرة و شهرا مقبلة، أیذهب محمد ذلک فی لیلة واحدة

و یرجع؟! و وصف لهم رسول الله (صلّى الله علیه و اله) المسجد الأقصى وصفا دقیقا، و ذکر لهم أنّه مرّ بقافلة و هم یطلبون بعیرا قد ضلّ لهم، و فی رحلهم قعب ماء کان مکشوفا و قد غطّاه کما کان.

و سألوه عن قافلة اخرى فقال: مررت بها بالتنعیم، و بیّن لهم أحمالها و هیئاتها و قال: یقدمها بعیر بصفة کذا و سیطلع علیکم عند طلوع الشمس. فجاء کل ما قاله صحیحا کما أخبر به(1)


1) السیر النبویة: 1/ 396.