جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

التمهید للتقلید

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

وقد لاحظنا: أنهم، وهم یحکمون علی من مارس الاجتهاد، ولم یقلد من یحبون، أو من استشعر من نفسه أنه یصلح لاستنباط الأحکام، بالمروق من الدین، وخلع ربقة الإسلام من عنقه، حسبما تقدم عن التهانوی. قد مهدوا لسد باب الاجتهاد، ولکن بذکاء حینما ناقشوا أولاً مسألة خلو العصر من المجتهد. فلما جوزوه، انتقلوا إلی القول بأن الخلق کالمتفقین علی أنه لا مجتهد الیوم. فقد حکی الزرکشی فی البحر عن الأکثرین: أنه یجوز خلو العصر من المجتهد. وبه جزم صاحب المحصول. قال الرافعی: الخلق کالمتفقین علی أنه لا مجتهد الیوم. قال الزرکشی: ولعله أخذه من کلام الإمام الرازی، أو من قول الغزالی فی الوسیط: قد خلا العصر من المجتهد المستقل(1)

وقد ناقشهم الشوکانی، وأبطل هذا الزعم منهم، فراجع کلامه(2)

ویقول نص آخر: قد استدل بما صرح به الإمام حجة الإسلام

قدس سره، والرافعی، والقفال بأنه وقع فی زماننا هذا الخلو (أی من المجتهد) إلی أن قال: من الناس من حکم بوجوب الخلو من بعد العلامة النسفی، واختتم الاجتهاد به. وعنوا الاجتهاد فی المذهب. أما الاجتهاد المطلق، فقالوا: اختتم بالأئمة الأربعة، حتی أوجبوا تقلید واحد من هؤلاء علی الأمة(3)

ومهما یکن من أمر، فإن سد باب الاجتهاد إنما هو لدی فریق معین غیر الشیعة، أما شیعة الأئمة الاثنی عشر علیهم السلام، وأتباعهم، فهم فی غنی عن کل هذا، فهم یفتحون باب الاجتهاد علی مصراعیه، ویمارسونه بصورة مطردة علی مر التاریخ، وإلی یومنا هذا. وهذه نعمة کبری، هی نعمة العلم والفهم حباهم الله بها، وحرم الآخرون أنفسهم منها، وقدیما قیل: علی نفسها جنت براقش.


1) إرشاد الفحول ص 253.

2) إرشاد الفحول ص 253 و 254.

3) فواتح الرحموت ج 2 ص 399 والاجتهاد فی الإسلام ص 219.