جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الشرح (177)

زمان مطالعه: 4 دقیقه

«العداء بن خالد» عداء بدون الألف ومعها کعطاء وقد مر الکتاب له(1) فی الاقطاعات وقلنا: إن فی القاموس عداء بفتح العین وتشدید الدال المهملة، ومر الکتاب لابنه سعید بن العداء.

أسلم هو وأبوه وعمه حرملة بن هوذة بعد حنین، وأعطاهم رسول الله (صلی الله علیه وآله) من غنائم حنین.

قال ابن هشام 4: 143 وفی ط: 138 فیمن أعطاه رسول الله (صلی الله علیه وآله): ومن بنی عامر بن ربیعة خالد بن هوذة بن ربیعة بن عمرو بن عامر بن ربیعة بن عامر بن صعصعة وحرملة بن هوذة بن ربیعة بن عمرو.

وکتب (صلی الله علیه وآله) إلی خزاعة (بدیل وبسر وسروات بنی عمرو) إسلام علقمة بن علاثة وابنی هوذة، والظاهر أن المراد هو خالد بن هوذة وحرملة بن هوذة، ولکن قال ابن سعد: ابنا هوذة العداء وعمرو ابنا خالد بن هوذة (راجع الفصل الثانی عشر فی شرح کتابه (صلی الله علیه وآله) لخزاعة).

کان العداء عداده فی أعراب البصرة، وعن أحمد أنه عمر إلی زمن یزید بن المهلب (راجع الاصابة 2: 466 والاستیعاب هامش الاصابة 3: 161 و 162 وأسد الغابة 3: 389).

«هذا ما اشتری العداء…» قال أبو عمر: من حدیثه أنه اشتری من رسول الله (صلی الله علیه وآله) غلاما وکتب علیه عهده وهی عند أهل الحدیث محفوظة رواها عباد بن لیث البصری عن عبد المجید بن أبی وهب عن العداء بن خالد عن النبی (صلی الله علیه وآله) أنه ابتاع منه عبدا أو أمة فکتب له کتابا.

أقول: هذا ما نقله أکثر المصادر کما تقدم وفی البخاری وجمع آخر: «هذا ما اشتری محمد رسول الله (صلی الله علیه وآله) من العداء بن خالد…» وقال ابن حجر: هکذا وقع هذا التعلیق، وقد وصل الحدیث الترمذی والنسائی وابن ماجة وابن الجارود وابن مندة کلهم من طریق عبد المجید بن أبی یزید عن العداء بن خالد فاتفقوا علی أن البائع النبی (صلی الله علیه وآله) والمشتری العداء عکس ما هنا، فقیل: إن الذی وقع هنا مقلوب، وقیل: هو الصواب، وهو من الروایة بالمعنی، لأن اشتری وباع بمعنی واحد، ولزم من ذلک تقدیم اسم رسول الله (صلی الله علیه وآله) علی اسم العداء، وشرحه ابن العربی علی ما وقع فی الترمذی فقال: فیه البدأة باسم المفضول فی الشروط إذا کان هو المشتری.

واحتمل فی الوثائق السیاسیة أن یکون ما نقله البخاری کتابا آخر فراجع، ونسب هذا الاحتمال فی التراتیب إلی الدمامینی. (وراجع التراتیب الاداریة وعمدة القاری أیضا).

«عبدا أو أمة» تردید من الراوی فی تعیین المبیع قال أبو عمر بعد قوله «عبدا أو أمة» شک عثمان- عثمان الشحام- راوی الحدیث الذی نقله عنه الأصمعی وقال الطحاوی: شک عبد المجید.

«مبایعة المسلم» أو «بیع المسلم المسلم» تردید من الراوی فی نقل أبی عمر، وأما غیره فإنه نقل «بیع المسلم المسلم» بلا تردید وفی بعض النسخ «بیع المسلم للمسلم» ولم یصرح أبو عمر باسم الشاک.

«لاداء» یعنی أنه لیس فی المبیع عیب باطن فلو ظهر فعلی البائع کذا فسره ابن حجر وغیره، وکأنه تفسیر لقوله: «بیع المسلم المسلم» أی: لیس فیه داء یکتمه لأنه خلاف بیع المسلم، فلو کان فیه داء بینه البائع لم یخرج عن بیع المسلم، ولیس المراد نفی مطلق العیوب، ویکون المراد من الداء العیب الباطن کما فی النهایة.

«ولا غائلة» قال فی النهایة: وفی حدیث عهدة الممالیک: «لا داء ولا غائلة» الغائلة فیه أن یکون مسروقا، فإذا ظهر واستحقه مالکه غال مال مشتریه الذی أداه فی ثمنه أی: أتلفه وأهلکه. وفی الفتح: لا غائلة بالمعجمة أی: ولا فجور وقیل المراد: الاباق قال ابن بطال هو من قولهم: اغتالنی فلان إذا احتال بحیلة یتلف بها مالی.

«ولا خبثة» بالخاء المعجمة ثم الباء الموحدة ثم الثاء المثلثة قال أبو عمر وابن الأثیر: قال الأصمعی سألت سعید بن أبی عروبة عن الغائلة فقال: الإباق والسرقة والزنا، وسألته عن الخبثة فقال: بیع أهل عهد المسلمین. وقال ابن الأثیر: وفیه أنه کتب للعداء بن خالد اشتری منه عبدا أو أمة «لا داء ولا خبثة ولا غائلة» أراد بالخبثة الحرام کما عبر عن الحلال بالطیب، والخبثة نوع من أنواع الخبیث أراد أنه عبد رقیق لا أنه من قوم لا یحل سبیهم کمن أعطی عهدا أو أمانا، أو من هو حر بالأصل (وراجع فتح الباری وعمدة القاری).

قال العینی: ولا خبثة بکسر الخاء المعجمة وسکون الباء الموحدة وفتح الثاء المثلثة، وقال ابن التین: ضبطناه فی أکثر الکتب بضم الخاء وکذلک سمعناه وضبط فی بعضها بالکسر.

وفی بعض النسخ «خبتة» وفی بعضها «خبة» والظاهر أنهما تصحیف أی: لو خرج المبیع معیبا بعیب باطن أو فیه غیلة أو خبثة فعلی البائع. قال الطحاوی بعد نقل الکتاب: فتأملنا هذا الحدیث فوجدنا الأدواء معقولة أنها الأمراض، ووجدنا الغوائل أنها غوائل المبیع من الأخلاق المذمومة تکون فیه من الاباق ومن السرقات وسائر الأحوال المذمومة التی یغتال بها من سواه- إلی أن قال- ووجدنا الخبثة قد قال الناس فیها قولین: فأحدهما أنه السبی المذموم وهو سبی ذوی العهود الذین لا یحل استرقاقهم ولا یقع الاملاک بذلک علیهم هکذا کان ابن أبی عمران یذکره لنا… وأما غیره من أهل العلم بهذا النوع فکانوا یقولون إن الخبثة هی الأشیاء الخبیثة….

لا داء ولا غائلة ولا خبثة بیان لقوله: مبایعة المسلم أو بیع المسلم المسلم ولذلک لم یفصل بحرف العطف أی: کما أن المسلم لا یبیع مع العیب الخفی، ولا مسروقا، ولا ما فیه خبثة، فهذا البیع کذلک.

هذا الکتاب یوضح لنا حقیقة الاسلام وما یلزم أن یکون علیه المسلم من الصدق والأمانة وترک الغش والخداع للمسلمین، وأن المسلم لا یبیع معیوبا یخفی عیبه، فلا یبینه ولا مسروقا ولا حراما.

کتب رسول الله (صلی الله علیه وآله) ذلک للعداء بن خالد، وهو ممن یؤمن عهده ولا یجوز علیه أبدا نقضه لتعلیم الامة، لأنه إذا کان هو یفعله فکیف غیره، وذلک مستحب للتأسی به (صلی الله علیه وآله)، فالمسلم لا یبیع معیبا ولا ما فیه داء أو غائلة أو خبثة ویجوز أن یشترط علیه المشتری ذلک.

ولکن من المؤسف ما علیه المسلمون من الخداع والکذب والغش کأنک لا تری إلا غاشا بأنواع الحیل وخادعا بأنواع الخدع إلا قلیلا ممن عصمه الله تعالی.


1) مر الکلام فی ضبطه فراجع / 9.