یقصد بالضعفاء والمستضعفین فی مکة عادة العبید والمستعبدون، او حتی الأحرار الذین کانت لهم سابقة رقیة فهم من المستضعفین ایضا، لأنهم ما زالوا یرتبطون بنوع من العلاقة مع أسیادهم السابقین، وما زالوا یطلق علیهم الموالی. وهناک طائفة اخری من الضعفاء ایضا، وهم اولئک الذین انفصلوا عن قبائلهم لأسباب مختلفة وألجأتهم الظروف الی مکة، فهؤلاء کانوا یلجأون الی احدی القبائل الموجودة فی مکة ویضعون أنفسهم فی خدمتها مقابل حمایتها لأموالهم وأرواحهم من الاعتداء. ورغم تحالف هؤلاء مع أشراف مکة وأثریائها إلا انهم کانوا لا یعتبرون من المستوی الاجتماعی نفسه، وإنما یصنفون ضمن الطبقات الدنیا داخل المجتمع المکی. ومراجعة سریعة لقائمة المسلمین الاوائل تثبت انتماء غالبیتهم الساحقة الی
تلک الطبقات المستضعفة، وکانت قریش نفسها قد أطلقت مصطلح المستضعفین علی هذه الجماعة من الناس. وقد نقل ابن سعد فی طبقاته روایة عن یزید بن رومان تقول: «کان عمار بن یاسر من المستضعفین الذین یعذبون بمکة… والمستضعفون قوم لا عشائر لهم بمکة، ولیست لهم منعة ولاقوة». (1)
وروی البلاذری، (2) عن عمر، قال: «إنما ولیت عمارا لقول اللّه عز وجل: (ونرید أن نمن علی الذین استضعفوا فی الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثین) «القصص: 5».
1) الطبقات: ص 123 الی 177.
2) انساب الاشراف: ص 163.