جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

القیاس، والرأی، والاستحسان

زمان مطالعه: 2 دقیقه

ثم ومن أجل سد النقص الناتج عن ابتعاد الناس عن حدیث رسول الله، وابتعادهم عن أئمة أهل البیت، فقد قرروا إجازة العمل بالقیاس، والرأی، والاستحسان، وما إلی ذلک. وقد کتب الخلیفة عمر بن الخطاب لأبی موسی الأشعری: فاعرف الأشباه والأمثال، ثم قس الأمور بعضها ببعض، أقربها إلی الله، وأشبهها بالحق، فاتبعه، واعمد إلیه.(1)

وقال لشریح: فإن لم تعلم کل ما قضت به الأئمة المهتدون، فاجتهد رأیک. أو قال: ولم یتبین لک فی السنة فاجتهد فیه رأیک(2)

وقد عمل بالرأی کل من أبی بکر،(3) وابن مسعود، وعثمان، وعمر(4) وغیرهم من الصحابة، فراجع. وقد کان من نتیجة ذلک أن استحالت الشریعة وصار أصحاب القیاس أصحاب شریعة جدیدة علی حد تعبیر ابن أبی الحدید المعتزلی(5)

وقد أعلن الأئمة علیهم السلام رفضهم لهذا النهج، وأدانوه بشدة وإصرار، ورفضه غیرهم أیضاً.

وقد قال الشعبی فی إشارة إلی رفض العمل بالرأی: ما حدثوک عن أصحاب محمد (ص) فخذ به، وما قالوا برأیهم، فبل علیه(6)

وقال ابن شبرمة: دخلت أنا وأبو حنیفة علی جعفر بن محمد بن علی، فقال له جعفر: اتق الله، ولا تقس الدین برأیک، فإنا نقف غدا نحن وأنت، ومن خلفنا بین یدی الله تعالی، فنقول: قال الله، قال رسول الله (ص)، وتقول أنت وأصحابک: سمعنا ورأینا، فیفعل الله بنا وبکم ما یشاء(7)


1) تاریخ عمر بن الخطاب لابن الجوزی ص 155 والکامل فی الأدب ج 1 ص 13 وأعلام الموقعین ج 1 ص 86 وسنن الدارقطنی ج 4 ص 206 و 207 وراجع: المحلی ج 1 ص 59 وعیون الأخبار لابن قتیبة ج 1 ص 66.

2) تهذیب تاریخ دمشق ج 6 ص 307.

3) الأحکام فی أصول الأحکام ج 4 ص 162. وقد تقدمت بقیة المصادر فی فقرة رقم/ 11 رأی الصحابی حیث لا نص، فراجع.

4) الأحکام فی أصول الأحکام ج 4 ص 162 والمحلی ج 1 ص 61.

5) شرح النهج ج 12 ص 84.

6) شرف أصحاب الحدیث ص 74.

7) شرف أصحاب الحدیث ص 76.