جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

النظام القبلی

زمان مطالعه: 2 دقیقه

القبیلة: وحدة اجتماعیة یدعی أفرادها انحدارهم من أب واحد حتی لو کان هذا الأب بعیدا جدا – ویعیشون حیاة اجتماعیة‏ واقتصادیة مشترکة. والحیاة الاقتصادیة المشترکة، هی عبارة‏ عن امتلاک مرعی ومرتع مشترک، والاشتراک فی سوق القبائل ‏المتنقل، وکذلک الانتقال، من مرعی إلی مرعی ومن واحة إلی ‏اخری بصورة جماعیة، اما الاشتراک فی الحیاة الاجتماعیة‏ فیتحقق من خلال طاعة رئیس القبیلة أو شیخ العشیرة کما یطلق علیه فی شبه جزیرة العرب، ومشارکة أفراد القبیلة ‏جمیعا فی الحروب والغزو والدفاع عنها، و أخذ القصاص‏ وتسلم الدیات؛ دیات قتلی القبیلة من قبیلة القاتل، وکذلک دفع ‏دیة المقتول الی قبیلته، واتخاذ قرار التحالف مع القبائل‏ الأخری، أو بالعکس، أی الخروج من التحالف وفک عری‏ الاتحاد، وغیر ذلک من امور یشترک افراد القبیلة الواحدة ‏فیها. ویتضح من هذا أن النظام القبلی من شؤون اهل البادیة وسکان‏ الصحراء ،

ولهذا فهو نمط من الحیاة متقدم زمنیا علی نمط حیاة‏ المدن، ویعتبر هذا الاخیر أعلی مرتبة منه، واکثر تعقیدا من ‏ناحیة التطور الاجتماعی. وتعتبر المسؤولیة المشترکة لأفراد القبیلة، فی الدفاع عن‏ مصالحها الاقتصادیة والاجتماعیة، من أهم خصائص النظام ‏القبلی، وفیما اذا جفت الصحراء وعجزت مواردها عن تلبیة‏ حاجة القبیلة وتوفیر مستلزماتها الغذائیة والمعیشیة فسیکون ‏ابناء القبیلة جمیعا امام مسؤولیة مشترکة لغزو القبائل، بل القری ‏والمدن المجاورة، لتأمین الحیاة الاقتصادیة لجمیع افراد القبیلة، وقد اورثت هذه المسؤولیة المشترکة لافراد القبیلة، فی‏الحروب الدفاعیة والهجومیة، حالة من الشجاعة والاقدام ‏والجلد عند افراد القبائل لا یملکها اهل المدن بصورة عامة. فالحیاة الاجتماعیة المتطورة تستدعی تقسیم الاعمال بحیث‏ تکون جماعة معینة مسؤولة عن توفیر مستلزمات العیش، بینما تتحمل جماعة اخری قضایا الدفاع وحمایة مصالح المجتمع. وکان هذا الاحساس المشترک بالدفاع عن المصالح الحیویة هوالمسؤول عن بروز سمة التعصب فی المجتمع الجاهلی، وهی‏ حالة من التضامن الوثیق بین افراد القبیلة الواحدة فی الأمور الاقتصادیة والمعیشیة، ما لبثت أن تحولت الی أمر معنوی‏ روحی کالشعور بالاعتزاز والفخر والشرف بالانتماء الی‏ القبیلة، ولولا هذه المشاعر والأحاسیس، ما کان الانسان القبلی‏ مؤهلا للتحرک والحضور الی ساحة الدفاع متی ما دعت‏ الحاجة. ومن هنا صارت الشجاعة والتعصب والشرف ووالتفاخر بالوحدة القبلیة، التی کانت تتشکل غالبا من المحافظة علی ‏الأنساب وعلی سمعة الآباء والاجداد من أن یمسها شی‏ء، صفاتا مشترکة لافراد القبائل البدویة بشکل عام، ولا تشاهد مثل هذه الصفات بین سکان المدن بصورة عامة، سیما ما یخص الأنساب والمحافظة علی أسماء الآباء والاجداد التی‏ کانت غائبة فی المدن الا عند الأشراف والأعیان، ولم یتقن‏ اهل المدن فن معرفة القبائل والأحلاف التی تجمعهاوالتفرعات والأفخاذ التی تنشأ منها.