جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

بقیة أحداث السنة التاسعة من الهجرة

زمان مطالعه: 2 دقیقه

قال ابن الأثیر(1): و فیها- أی و فی السنة التاسعة من الهجرة- قدم عروة بن مسعود الثقفی على النبی (ص) مسلما، و قیل بل أدرکه فی الطریق مرجعه من الطائف، و سأله أن یرجع الى‏

قومه بالإسلام، فقال رسول الله (ص): انّهم قاتلوک. فقال: أنا أحبّ إلیهم من أبکارهم، و رجا أن یوافقه لمنزلته فیهم، فلمّا رجع الى الطائف صعد الى علیّة له و أشرف منها علیهم و أظهر الإسلام و دعاهم إلیه، فرموه بالنبل من کل وجه، فأصابه سهم فقتله، فقیل له:ما ترى فی دمک؟ فقال: کرامة أکرمنی الله بها و شهادة ساقها إلیّ، لیس فیّ إلّا ما فی الشهداء الذین قتلوا مع رسول الله، فادفنونی معهم، فلمّا مات دفنوه معهم. و قال رسول الله (ص) فیه: انّ مثله کمثل صاحب یس فی قومه، انتهى.

قال محمد بن سعد(2): ثم سریّة خالد بن الولید الى بنی عبد المدان بنجران فی شهر ربیع الأول سنة عشر من مهاجر رسول الله، انتهى.

ثم قال محمد بن سعد: ثم سریّة علی بن أبی طالب الى الیمن، یقال مرتین إحداهما فی شهر رمضان سنة عشر من مهاجر رسول الله، قالوا: بعث رسول الله (ص) علیّا الى الیمن و عقد له لواء و عمّمه بیده و قال: امض و لا تلتفت، فإذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتّى یقاتلوک. فخرج علیه السّلام فی ثلاثمائة فارس، فکانت أول خیل دخلت الى تلک البلاد، و هی بلاد مذحج، ففرّق أصحابه، فأتوا بنهب و غنائم و نساء و أطفال و نعم و شاء و غیر ذلک، و جعل علی على الغنائم بریدة بن الحصیب الأسلمی، فجمع إلیه ما أصابوا، ثم لقی جمعهم فدعاهم الى الإسلام فأبوا و رموا بالنبل و الحجارة، فصفّ أصحابه و دفع لواءه الى مسعود بن سنان السلمی، ثم حمل علیهم علی بأصحابه فقتل منهم عشرین رجلا، فتفرّقوا و انهزموا فکفّ عن طلبهم. ثم دعاهم الى الإسلام فأسرعوا و أجابوا، و بایعه نفر من رؤسائهم على الإسلام و قال: نحن على من وراءنا من قومنا، و هذه صدقاتنا فخذ منها حق الله. و جمع علی الغنائم فجزّأها على خمسة أجزاء، فکتب فی سهم منها للّه، و أقرع علیها فخرج أول السهام سهم الخمس، و قسّم علی على أصحابه بقیّة المغنم، فوافى النبی (ص) بمکة و قد قدمها للحج سنة عشر، انتهى.

و قال الطبری(3): قال الواقدی: و فیها- أی السنة التاسعة من الهجرة- مات عبد الله بن ابّی ابن سلول مرض فی لیالی بقین من شوال و مات فی ذی القعدة، و کان مرضه عشرین لیلة.

و فیها قدم على رسول الله (ص) کتاب ملوک حمیر فی شهر رمضان مقرّین بالإسلام مع رسولهم الحارث بن عبد کلال و نعیم بن عبد کلال و النعمان، و قیل ذی رعین … الخ.

الى أن قال: و فی هذه السنة فرضت الصدقات و فرّق فیها رسول الله (ص) عمّاله على الصدقات.

و فیها نزل قوله تعالى «خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً» … الخ، و کان سبب الذی نزل ذلک به قصة أمر ثعلبة بن حاطب ذکر ذلک أبو امامة الباهلی.

ثم قال: قال الواقدی: و فی هذه السنة ماتت ام کلثوم ابنة رسول الله (ص) فی شعبان، و غسّلتها أسماء بنت عمیس و صفیّة بنت عبد المطلب … الخ.

و قال الطبری: و قال الواقدی: و فیها السنة التاسعة من الهجرة نعى رسول الله (ص) للمسلمین النجاشی، و انّه مات فی رجب سنة تسع.


1) الکامل 2/ 283.

2) الطبقات الکبرى 2/ 169 و 170.

3) تاریخ الطبری 3/ 120- 124.