ثم قال: ذکر خروج رسول الله (ص) الى البقیع و استغفاره لأهله و الشهداء. ثم روى باسناده عن عائشة قالت: فقدت النبی (ص) من اللیل فتبعته فاذا هو بالبقیع، فقال: السّلام علیکم دار قوم مؤمنین أنتم لنا فرط و إنّا بکم لاحقون، اللهم لا تحرمنا أجرهم و لا تفتنّا بعدهم. قالت: ثم التفت إلیّ فقال (ص) و یحها لو تستطیع ما فعلت.
ثم روى باسناده عن عائشة قالت: کان رسول الله (ص) کلمّا کان لیلتها من رسول الله یخرج من آخر اللیل الى البقیع، فقال: السّلام علیکم دار قوم مؤمنین إیّانا و إیّاکم ما توعدون و إنّا ان شاء الله بکم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقیع الغرقد.
ثم روى باسناده عن عائشة أیضا قالت: و ثب رسول الله من مضجعه من جوف اللیل فقلت أین بأبی و امّی یا رسول الله (ص)؟ قال (ص): امرت ان أستغفر لأهل البقیع، قالت:
فخرج رسول الله (ص) و خرج معه مولاه أبو رافع فکان أبو رافع یحدّث، قال: استغفر رسول الله لهم طویلا ثم انصرف، و جعل یقول: یا أبا رافع إنّی قد خیّرت بین خزائن الدّنیا و الخلد ثم الجنّة و بین لقاء ربّی و الجنّة فاخترت لقاء ربّی.
ثم روى باسناده عن أبی مویهبة مولى رسول الله قال: قال رسول الله (ص) من جوف اللّیل: یا أبا مویهبة إنّی قد امرت ان أستغفر لأهل البقیع، فانطلق معی، فخرج و خرجت معه حتّى جاء البقیع فاستغفر لأهله طویلا، ثم قال (ص): لیهنئکم ما أصبحتم فیه ممّا أصبح النّاس فیه، أقبلت الفتن کقطع اللیل المظلم یتبع آخرها أوّلها، الآخرة شر من الأولى، ثم قال: یا أبا مویهبة إنّی قد اعطیت خزائن الدّنیا و الخلد ثم الجنّة فخیّرت بین ذلک و بین لقاء ربّی و الجنّة، فقلت: بأبی أنت و امّی فخذ خزائن الدّنیا و الخلد ثم الجنّة، فقال: یا أبا مویهبة قد اخترت لقاء ربّی و الجنّة، فلمّا انصرف ابتدأه وجعه فقبضه الله (ص).
ثم روى أیضا باسناده عن اسامة بن زید بن أسلم، عن أبیه، عن عطاء بن یسار: انّ رسول الله (ص) اتی فقیل له: اذهب فصلّ على أهل البقیع، ففعل ذلک، ثم رجع فرقد، فقیل له: إذهب فصلّ على أهل البقیع، فذهب فصلّى علیهم، فقال: اللهم اغفر لأهل البقیع، ثم رجع فرقد فاتی فقیل له: اذهب فصلّ على الشّهداء، فذهب الى احد فصلّى على قتلى احد، فرجع معصوب الرأس فکان بدء الوجع الذی مات فیه (ص).
ثم روى باسناده عن عقبة بن عامر الجهنی قال: انّ رسول الله (ص) صلّى على قتلى احد بعد ثمان سنین کالمودّع للأحیاء و الأموات ثم اطّلع المنبر فقال (ص): انّی بین أیدیکم فرط و أنا علیکم شهید و انّ موعدکم الحوض و إنّی لأنظر إلیه فی مقامی هذا و إنّی لست أخشى علیکم ان تشرکوا، و لکنی أخشى علیکم الدّنیا ان تنافسوا فیها … الخ.