جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

عام الحزن (2)

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

و فی السنة العاشرة من البعثة خرج المسلمون من الحصار و هم أصلب عودا و أغنى تجربة و أکثر قدرة على التحرک صوب الهدف الذی آلوا على أنفسهم أن لا یتخلوا عنه رغم کل الصعاب. و کان من أثر الحصار أن اشتهر ذکر الإسلام و المسلمین و انتشر فی کل أرجاء الجزیرة العربیة و کانت أمام رسول الله (صلّى الله علیه و اله) مهام صعبة، منها: الانفتاح بصورة أوسع خارج نطاق مکة، و محاولة إیجاد أکثر من مکان آمن تتحرک من خلاله الرسالة الإسلامیة.

و لکن الرسالة الإسلامیة تعرضت لأخطر محنة فی مسیرتها فی مکة عند ما توفّی أبو طالب، سندها الاجتماعی الأول و المدافع القوی عن الرسول و الرسالة، و بعده بأیام توفیت امّ المؤمنین خدیجة ثانی سندی الرسول (صلّى الله علیه و اله). و لشدة تأثیر

الحادثتین فی مسیرة الرسالة الإسلامیة سمّى رسول الله (صلّى الله علیه و اله) ذلک العام ب «عام الحزن»، و صرّح قائلا: «ما زالت قریش کاعّة عنّی حتى مات أبو طالب»(1)

و من جرأة قریش على النبی (صلّى الله علیه و اله) عند ذاک أن قام أحدهم و نثر التراب على رأسه الشریف و هو مارّ إلى بیته. فقامت إلیه ابنته فاطمة (علیها السّلام) لتنفض التراب عنه و هی تبکی فقال لها (صلّى الله علیه و اله): «یا بنیة لا تبکی فإن الله مانع أباک»(2)


1) کشف الغمة: 1/ 61، مستدرک الحاکم: 2/ 622، وکاعّة بمعنى وکعّ عنه: إذ اهابه و جبن عنه.

2) السیرة النبویة: 1/ 416، تاریخ الطبری: 2/ 426.