قال ابن هشام(1): و ذکر سفیان ابن عیینة عن الأحلج عن الشعبی انّ جعفر بن أبی طالب قدم على رسول الله (ص) یوم فتح خیبر، فقبّل رسول الله بین عینیه و التزمه و قال: ما أدری بأیّهما أنا اسرّ بفتح خیبر أم بقدوم جعفر.
ثم قال: قال ابن إسحاق: و کان ممّن أقام بأرض الحبشة من أصحاب رسول الله (ص) حتّى بعث فیهم رسول الله الى النجاشی عمرو بن أمیّة الضمری، فحملهم فی سفینتین فقدم بهم علیه و هو بخیبر بعد الحدیبیة.
و قال محمد بن سعد(2): و قدم جعفر بن أبی طالب و أهل السفینتین من عند النجاشی بعد أن فتحت خیبر، فقال رسول الله (ص) ما أدری بأیّهما أنا اسرّ بقدوم جعفر أو بفتح خیبر … الخ.
و روى البیهقی فی السنن الکبرى ج 7 ص 101 عن النبی (ص) قال ما أدری بأیّهما أشدّ فرحا فتح خیبر أو قدوم جعفر.
و قال الحلبی(3): و لمّا أقبل علیه (ص) جعفر قام الى جعفر و قبّل بین عینیه، و فی روایة قبّل جبهته. و عن ابن عباس لمّا قدم جعفر من أرض الحبشة اعتنقه النبی (ص). الى أن قال: و کان رسول الله (ص) یقول له: أشبهت خلقی و خلقی، و فی لفظ: جعفر أشبه الناس بی خلقا. و کان (ص) یسمّیه أبا المساکین، لانّه کان یحبّ المساکین و یجلس إلیهم و یحدّثهم و یحدّثونه … الخ.
و روى ابن کثیر(4): باسناده عن جابر انّه قال: لمّا قدم رسول الله (ص) من خیبر قدم جعفر من الحبشة، فتلقّاه و قبّل جبهته و قال: و الله ما أدری بأیّهما أفرح بفتح خیبر أم بقدوم جعفر.
ثم قال: قال ابن إسحاق: و کان الذین تأخّروا مع جعفر من أهل مکة الى أن قدموا معه خیبر ستة عشر رجلا، و سرد أسماءهم و أسماء نسائهم، و هم جعفر بن أبی طالب الهاشمی و امرأته أسماء بنت عمیس و ابنه عبد الله ولد بالحبشة و خالد بن سعید بن العاص و امرأته أمینة … الخ.
1) السیرة النبویة 4/ 3.
2) الطبقات الکبرى 2/ 108.
3) السیرة الحلبیة 3/ 48.
4) السیرة النبویة 3/ 391.