إن من یراجع کتب تراجم الصحابة والتابعین یجد الکثیر من الروایات رواها رواتها عن خصوص کعب الأحبار، ولو بالواسطة، الأمر الذی یشیر إلی کثرة تلامذة هذا الرجل، وشدة اهتمام فریق من الناس بالأخذ عنه. ولعل سبب ذلک هو تلک الثقة الکبیرة التی أولاه إیاها الخلیفة الثانی، عمر بن الخطاب، کما یعلم من مراجعة کتب الحدیث والتاریخ والتراجم. وقد قرضه الخلیفة أکثر من مرة، ومن ذلک أنه حینما تزلف له کعب بما راق له، قال:… ومن قوم موسی أمة یهدون بالحق وبه یعدلون(1)
ثم جاء معاویة بن أبی سفیان لیظهر المزید من الاهتمام بکعب، ولیمنحه المزید من الأوسمة، وکلماته فیه وتقریظاته له معروفة
ومشهورة(2)
هذا بالإضافة إلی تأثیر ذلک المرسوم العام فی ترغیب الناس بما عند أهل الکتاب، حسبما تقدم.
1) لباب الآداب ص 234.
2) راجع علی سبیل المثال: الإصابة، والتراتیب الإداریة ج 2 ص 426 عن الجاسوس ص 502.