لقد کانت قوى الأحزاب ذات نوایا و أهداف متخالفة، فالیهود کانوا یحاولون استعادة نفوذهم على المدینة بینما کانت قریش مندفعة بعدائها للرسول و الرسالة و کانت غطفان و فزارة و غیرها طامعة فی محاصیل خیبر التی وعدها الیهود. هذا من جانب. و من جانب آخر أحدثت قسوة ظروف الحصار کللا و مللا فی نفوس الأحزاب الى جانب ما واجههوه من التحصین و قوة المسلمین التی أبدوها و ما قام به «نعیم بن مسعود» من إحداث شرخ فی تحالف الأحزاب
و الیهود إذ أقدم- بعد اسلامه- الى الرسول (صلّى الله علیه و اله) قائلا: مرنی ما شئت فقال له (صلّى الله علیه و اله): «أنت فینا رجل واحد، فخذّل عنا ما استطعت فإنّ الحرب خدعة».
و أرسل الله سبحانه و تعالى على الأحزاب ریحا عاتیة باردة أحدثت فیهم رعبا و قلقا فاقتلعت خیامهم و کفأت قدورهم، فنادى أبو سفیان بقریش للرحیل فأخذوا معهم من المتاع ما استطاعوا حمله و فرّوا هاربین و تبعتهم سائر القبائل حتى إذا أصبح الصباح لم یبق أحد منهم وَ کَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ الْقِتالَ(1)
1) نزلت سورة الأحزاب و فیها تفاصیل ما جرى یوم الخندق.