ثم روى باسناده عن عبد الله بن عکرمة بن عبد الرّحمن بن الحارث عن أبیه قال: بعث رسول الله (ص) خالد بن الولید فی أربعمائة من المسلمین فی شهر ربیع الأوّل سنة عشر إلى بنی الحارث بنجران، و أمره ان یدعوهم إلى الإسلام قبل ان یقاتلهم ثلاثا، ففعل فاستجاب له من هناک من بالحارث بن کعب، و دخلوا فیما دعاهم إلیه و نزل بین أظهرهم، یعلّمهم الإسلام و شرائعه و کتاب الله و سنّة نبیّه (ص) و کتب بذلک إلى رسول الله (ص) و بعث به مع بلال ابن الحارث المزنی یخبره عمّا وطئوا و إسراع بنی الحارث إلى الإسلام، فکتب رسول الله (ص) الى خالدان: بشّرهم و أنذرهم و أقبل و معک وفدهم، فقدم خالد و معه وفدهم منهم قیس بن الحصین ذو الغصّة و یزید بن عبد المدان و عبد الله بن عبد المدان و یزید بن المحجّل و عبد الله بن قراد و شدّاد بن عبد الله القنانی و عمرو بن عبد الله و أنزلهم خالد علیه، ثم تقدّم خالد و هم معه الى رسول الله (ص) فقال (ص): من هؤلاء الذین کأنّهم رجال الهند؟ فقیل بنو الحارث بن
کعب، فسلّموا على رسول الله (ص) و شهدوا ان لا إله إلّا الله و انّ محمدا رسول الله (ص)، فأجازهم بعشر أواق، و أجاز قیس بن الحصین باثنتی عشرة أوقیة و نشّ، و أمّره رسول الله (ص) على بنی الحارث بن کعب، ثم انصرفوا إلى قومهم فی بقیّة شوال فلم یمکثوا بعد ان رجعوا إلى قومهم إلّا أربعة أشهر حتّى توفّى رسول الله (ص).
ثم روى باسناده عن الشّعبی قال: قدم عبدة بن مسهر الحارثی على النبی (ص) فسأله عن أشیاء ممّا خلّف و رأى فی سفره، فجعل النبی (ص) یخبره عنها، ثم قال له رسول الله (ص) أسلم یابن مسهر لا تبع دینک بدنیاک فأسلم. انتهى.