ثم روى باسناده عن أبی الحویرث انّه قال: قدم وفد تجیب على رسول الله (ص) سنة تسع و هم ثلاثة عشر رجلا، و ساقوا معهم صدقات أموالهم التی فرض الله علیهم، فسرّ رسول الله (ص) بهم و قال: مرحبا بکم، و أکرم منزلهم و حباهم، و أمر بلالا ان یحسن ضیافتهم و جوائزهم و أعطاهم أکثر ما یجیز به الوفد، و قال: هل بقی منکم أحد؟ قالوا: غلام خلّفناه على رحالنا و هو أحدثنا سنّا، قال (ص) أرسلوه إلینا، فأقبل الغلام الى رسول الله (ص) فقال: إنّی امرؤ من بنی أبناء الرّهط الذین أتوک آنفا فقضیت حوائجهم فاقض حاجتی، قال (ص) و ما حاجتک؟ قال: تسأل الله ان یغفر لی و یرحمنی و یجعل غنای فی قلبی، فقال: اللهم اغفر له و ارحمه و اجعل غناه فی قلبه، ثم أمر له بمثل ما أمر به لرجل من أصحابه، فانطلقوا راجعین الى أهلهم. ثم وافوا رسول الله (ص) فی الموسم بمنى سنة عشر، فسألهم رسول الله (ص) عن الغلام، فقال: ما رأینا مثله أقنع بما رزقه الله، فقال رسول الله: إنّی لأرجو ان نموت جمیعا. انتهى.