ثم روى باسناده عن سعد بن مرّة الجرمی عن أبیه قال: وفد على رسول الله (ص) رجلان منّا یقال لأحدهما الأصقع بن شریح بن صریم بن عمرو بن ریاح بن عوف بن عمیرة بن الهون، الى ان قال: و الآخر هودة بن عمرو بن یزید بن عمرو بن ریاح، فأسلما و کتب لهما رسول الله (ص) کتابا.
ثم روى باسناده عن عمرو بن سلمة ابن قیس الجرمی انّ أباه و نفرا من قومه وفدوا إلى النبی (ص) حین أسلم الناس، و تعلّموا القرآن و قضوا حوائجهم، فقالوا له: من یصلّی بنا أو لنا؟ فقال (ص): لیصلّ بکم أکثرکم جمعا أو أخذا للقرآن، قال فجاؤا إلى قومهم فسألوا فیهم و لم یجدوا فیهم أحدا أکثر أخذا أو جمع من القرآن أکثر ممّا جمعت أو أخذت. قال: و أنا یومئذ غلام علیّ شملة فقدّمونی فصلّیت بهم فما شهدت مجمعا من جرم إلّا و أنا إمامهم الى یومی هذا. قال یزید قال مسعر: و کان یصلّی على جنائزهم و یؤمّهم فی مسجدهم حتّى مضى لسبیله.
ثم روى عن عمرو بن سلمة بطریق آخر أنّه قال: فما وجدوا أحدا أکثر قرآنا منّی الذی کنت أحفظه من الرّکبان، قال: فقدّمونی بین أیدیهم فکنت أصلّی بهم و أنا ابن ستّ سنین، قال: و کان علیّ بردة کنت إذا سجدت تقلّصت عنی، فقالت امرأة من الحی: ألا تغطّون عنّا
است قارئکم؟ قال: فکسونی قمیصا من معقد البحرین، قال: فما فرحت بشیء أشدّ من فرحی بذلک القمیص.
ثم روى باسناده أیضا عن عمرو بن سلمة الجرمی قال: کنت أتلقّى الرّکبان فیقرئونی الآیة فکنت أؤمّ على عهد رسول الله (ص). ثم روى باسناده عن أیّوب، قال سمعت عمرو بن سلمة قال: ذهب أبی باسلام قومه الى رسول الله (ص) فکان فیما قال لهم: یؤمّکم أکثرکم قرآنا، قال فکنت أصغرهم، فکنت أؤمّهم، فقالت امرأة: غطّوا است قارئکم، فقطعوا لی قمیصا فما فرحت بشیء ما فرحت بذلک القمیص.
ثم روى باسناده عن عمرو بن سلمة قال: لمّا رجع قومی من عند رسول الله (ص) قالوا إنّه قال (ص): لیؤمّکم أکثرکم قراءة للقرآن، قال فدعونی فعلّمونی الرّکوع و السّجود، قال فکنت أصلی بهم و علیّ بردة مفتوقة فکانوا یقولون لأبی ألا تغطّی عنا است ابنک. انتهى.