ثم روى باسناده عن أشیاخ النخع قالوا: بعثت النخع رجلین منهم الى النبی (ص) وافدین باسلامهم ارطاة بن شراحیل بن کعب من بنی حارثة بن سعد بن مالک بن النخع، و الجهیش و اسمه الأرقم من بنی بکر بن عوف بن النخع، فخرجا حتّى قدما على رسول الله (ص) فعرض علیهم الإسلام فقبلاه فبایعاه على قومهما، فأعجب رسول الله (ص) شأنهما و حسن هیئتهما، فقال (ص): هل وراءکما من قومکما مثلکما؟ قالا: یا رسول الله قد خلّفنا من قومنا سبعین رجلا کلّهم أفضل منا و کلّهم یقطع الأمر و ینفذ الأشیاء ما یشارکوننا فی الأمر إذا کان. فدعا لهما رسول الله (ص) و لقومهما بخیر و قال: اللهم بارک فی النخع، و عقد لأرطاة لواء على قومه فکان فی یدیه یوم الفتح و شهد به القادسیّة، فقتل یومئذ فأخذه أخوه درید فقتل رحمهما الله، فأخذه سیف بن الحارث من بنی جذیمة فدخل به الکوفة.
ثم قال: أخبرنا محمد بن عمر الأسلمی قال: کان آخر من قدم من الوفد على رسول الله (ص) وفد النخع، و قدموا من الیمن للنصف من المحرّم سنة احدى عشرة، و هم مائتا رجل فنزلوا دار رملة بنت الحارث، ثم جاؤا رسول الله (ص) مقرّین بالإسلام و قد کانوا بایعوا معاذ بن جبل بالیمن، فکان فیهم زرارة بن قیس بن الحارث بن عدّاء و کان نصرانیّا. انتهى.