ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى عدّة من أهل الیمن سمّاهم منهم الحارث بن عبد کلال و شریح بن عبد کلال و نعیم بن عبد کلال و نعمان بن قیل ذی یزن و معافر و همدان و زرعة ذی رعین و کان قد أسلم من أول حمیر، و أمرهم أن یجمعوا الصدقة و الجزیة فیدفعوها الى معاذ بن جبل و مالک بن مرارة، و أمرهم بهما خیرا، و کان مالک بن مرارة رسول أهل الیمن الى النبی (ص) بإسلامهم و طاعتهم، فکتب إلیهم رسول الله: انّ مالک بن مرارة قد بلّغ الخبر و حفظ الغیب.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى بنی معاویة بمثل ذلک. ثم قال أیضا: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى بنی عمرو من حمیر یدعوهم الى الإسلام … الخ.
قال محمد بن سعد: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى جبلة بن الأیهم ملک غسّان یدعوه الى الإسلام، فأسلم و کتب بإسلامه الى رسول الله (ص) و أهدى له هدیّة، و لم یزل مسلما حتّى کان فی زمان عمر بن الخطاب، فبینما هو فی سوق دمشق إذ وطىء رجلا من مزینة، فوثب المزنی فلطمه، فأخذ و انطلق به الى أبی عبیدة بن الجرّاح فقال: هذا لطم جبلة. قال: فلیلطمه. قالوا: و ما یقتل. قال: لا. قالوا: فما تقطع یده. قال: لا انّما أمر الله تبارک و تعالى بالقود. قال جبلة: أو ترون انّی جاعل وجهی ندّا لوجه جدی جاء من عمق، بئس الدین هذا. ثم ارتدّ نصرانیّا و ترحّل بقومه حتّى دخل أرض الروم، فبلغ ذلک عمر فشقّ علیه، و قال لحسّان بن ثابت: أما علمت انّ صدیقک ارتدّ نصرانیّا. قال: انّا للّه و انّا إلیه راجعون و لم. قال: لطمه رجل من مزینة. قال: و حقّ له. فقام إلیه عمر بالدرّة فضربه بها، انتهى.
ثم قال: قالوا و بعث رسول الله (ص) جریر بن عبد الله البجلیّ الى ذی الکلاع بن ناکور بن حبیب بن مالک بن حسّان بن تبّع والى ذی عمرو یدعوهما الى الإسلام، فأسلما و أسلمت ضریبة بنت أبرهة بن الصباح امرأة ذی الکلاع، و توفّی رسول الله (ص) و جریر عندهم، فأخبره ذو عمرو بوفاته، فخرج جریر الى المدینة، انتهى.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لمعدی کرب بن ابرهة انّ له ما أسلم علیه من أرض خولان، انتهى.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لأسقف بنی الحارث بن کعب و أساقفة نجران و کهنتهم و من تبعهم و رهبانهم انّ لهم على ما تحت أیدیهم من قلیل و کثیر من بیعهم و صلواتهم و رهبانیّتهم و جوار الله و رسوله لا یغیّر أسقف عن أسقفیّته و لا راهب عن رهبانیّته و لا کاهن عن کهانته و لا یغیّر حق من حقوقهم و لا سلطانهم و لا شیء ممّا کانوا علیه ما نصحوا و اصطلحوا فیما علیهم غیر مثقلین بظلم و لا ظالمین. و کتب المغیرة، انتهى.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لربیعة بن ذی مرحب الحضرمی و اخوته و أعمامه أنّ لهم أموالهم و نخلهم و رقیقهم و آبارهم و شجرهم و میاههم و سواقیهم و نبتهم و شراجعهم بحضر موت و کل مال لآل ذی مرحب، و انّ کل رهن بأرضهم یحسب ثمره و سدره و قضبه من رهنه الذی هو فیه، و انّ کل رهن بأرضهم یحسب من خیر، فانّه لا یسأله أحد عنه و انّ الله و رسوله براء منه، و انّ نصر آل ذی مرحب على جماعة المسلمین، و انّ أرضهم بریئة من الجور، و انّ أموالهم و أنفسهم و زافر حائط الملک الذی کان یسیل الى آل قیس، و انّ الله و رسوله جار على ذلک. و کتب معاویة، انتهى.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لمن أسلم من حدس من لخم و أقام الصلاة (لعل الصحیح و من أقام الصلاة فسقط من قلم الناسخ) و آتى الزکاة و أعطى حظ الله و حظ رسوله و فارق المشرکین، فانّه آمن بذمّته و ذمّة رسوله محمد (ص)، و من رجع عن دینه فانّ ذمّة الله و ذمّة محمد رسوله منه بریئة، و من شهد له مسلم بإسلامه فانّه آمن بذمّة محمد و انّه من المسلمین، و کتب عبد الله بن زید.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لخالد بن ضماد الأزدی انّ له ما أسلم علیه من أرضه على أن یؤمن بالله لا یشرک به شیئا و یشهد انّ محمدا عبده و رسوله، و على أن یقیم الصلاة و یؤتی الزکاة و یصوم شهر رمضان، و أن یحج البیت و لا یأوى محدثا و لا یرتاب، و على أن ینصح للّه و رسوله، و على أن یحبّ أحبّاء الله و یبغض أعداء الله، و على محمد النبی أن یمنعه ممّا
یمنع منه نفسه و ماله و أهله، و انّ لخالد الأزدی ذمّة الله و ذمّة محمد النبی (ص) إن وفى بهذا. و کتب ابیّ.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لعمرو بن حزم حیث بعثه الى الیمن عهدا یعلمه فیه شرائع الإسلام و فرائضه و حدوده. و کتب أبیّ.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لنعیم بن أوس أخی تمیم الداری انّ له حبرى و عینون بالشام قریتها کلّها سهلها و جبلها و ماءها و حرثها و أنباطها و بقرها و لعقبه من بعده، لا یحاقّه فیها أحد و لا یلجه علیهم بظلم، و من ظلمهم و أخذ منهم شیئا فعلیه لعنة الله و الملائکة و الناس أجمعین. و کتب علی.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) للحصین بن أوس الأسلمی انّه أعطاه الفرغین و ذات أعشاش لا یحاقّه فیها أحد. و کتب علی.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبنی قرّة بن عبد الله بن أبی نجیح النبهانیّین انّه أعطاهم المظلّة کلّها أرضها و ماءها و سهلها و جبلها حمى یرعون فیه مواشیهم. و کتب معاویة.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبنی الضّباب من بنی الحارث بن کعب انّ لهم ساربة و رافعها لا یحاقّهم فیها أحد ما أقاموا الصلاة و آتوا الزکاة و أطاعوا الله و رسوله و فارقوا المشرکین. و کتب المغیرة.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لیزید بن الطفیل الحارثی انّ له المضّة کلّها لا یحاقّه فیها أحد ما أقام الصلاة و آتى الزکاة و حارب المشرکین. و کتب جهیم بن الصلت.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبنی قنان بن ثعلبة من بنی الحارث انّ لهم محبسا و انّهم آمنون على أموالهم و أنفسهم. و کتب المغیرة.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لعبد یغوث بن و علة الحارثی انّ له ما أسلم علیه من أرضها و أشیائها- یعنی نخلها- ما أقام الصلاة و آتى الزکاة و أعطى خمس المغانم فی الغزو (و لا عشر و لا حشر) و من تبعه من قومه. و کتب الأرقم بن أبی الأرقم المخزومی.
ثم قال: قالوا کتب رسول الله (ص) لزید بن المحجّل الحارثی انّ لهم نمرة و مساقیها و وادی
الرحمن من بین غابتها، و انّه على قومه من بنی مالک و عقبه لا یغزون و لا یحشرون. و کتب المغیرة بن شعبة.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لقیس بن الحصین ذی الغصّة أمانة لبنی أبیه بنی الحارث و لبنی نهدان لهم ذمّة الله و ذمّة رسوله لا یحشرون و لا یعشرون ما أقاموا الصلاة و آتوا الزکاة و فارقوا المشرکین و أشهدوا على إسلامهم و انّ فی أموالهم حقّا للمسلمین. قال: و کان بنو نهد حلفاء بنی الحارث.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبنی قنان بن یزید الحارثیین انّ لهم مذودا و سواقیه ما أقاموا الصلاة و آتوا الزکاة و فارقوا المشرکین و أمّنوا السبیل و أشهدوا على إسلامهم.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لعاصم بن الحارث الحارثی انّ له نجمة من راکس لا یحاقّه فیها أحد. و کتب الأرقم.
ثم قالوا: و کتب رسول الله (ص) لبنی معاویة بن جرول الطائیین لمن أسلم منهم و أقام الصلاة و آتى الزکاة و أطاع الله و رسوله و أعطى من المغانم خمس الله و سهم النبی (ص) و فارق المشرکین و أشهد على إسلامه، انّه آمن بأمان الله و رسوله و انّ لهم ما أسلموا علیه و الغنم مبیتة. و کتب الزبیر بن العوّام.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لعامر بن الأسود بن عامر بن جوین الطائی انّ له و لقومه طیء ما أسلموا علیه من بلادهم و میاههم ما أقاموا الصلاة و آتوا الزکاة و فارقوا المشرکین. و کتب المغیرة.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبنی جوین الطائیین لمن آمن منهم بالله و أقام الصلاة و آتى الزکاة و فارق المشرکین و أطاع الله و رسوله و أعطى من المغانم خمس الله و سهم النبی (ص) و أشهد على إسلامه، فانّ له أمان الله و محمد بن عبد الله و انّ لهم أرضهم و میاههم و ما أسلموا علیه و غدوة الغنم من ورائها مبیتة. و کتب المغیرة یعنی بغدوة الغنم قال تغدوا الغنم بالغداة فتمشى الى اللیل فما خلفت من الأرض ورائها فهو لهم، و قوله مبیتة یقول حیث باتت.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبنی معن الطائیّین انّ لهم ما أسلموا علیه من بلادهم
و میاههم و غدوة الغنم من ورائها مبیتة ما أقاموا الصلاة و آتوا الزکاة و أطاعوا الله و رسوله و فارقوا المشرکین و أشهدوا على إسلامهم و أمّنوا السبیل. و کتب العلاء و شهد.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله «بسم الله الرحمن الرحیم. من محمد النبی الى بنی أسد، سلام علیکم، فانّی أحمد الیکم الله الذی لا إله إلّا هو، أمّا بعد فلا تقربنّ میاه طیء و أرضهم، فانّه لا تحلّ لکم میاههم، و لا یلجنّ أرضهم إلّا من أولجوا، و ذمّة محمد بریئة ممن عصاه، و لیقم قضاعی بن عمر». و کتب خالد بن سعید.
قال: و قضاعیّ بن عمرو من بنی عذرة، و کان عاملا علیهم.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) کتابا لجنادة الأزدی و قومه و من تبعه ما أقاموا الصلاة و آتوا الزکاة و أطاعوا الله و رسوله و أعطوا من المغانم خمس الله و سهم النبی و فارقوا المشرکین، فانّ لهم ذمّة الله و ذمّة محمد بن عبد الله. و کتب ابیّ.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى سعد هذیم من قضاعة و الى جذام کتابا واحدا یعلمهم فیه فرائض الصدقة، و أمرهم أن یدفعوا الصدقة و الخمس الى رسولیه ابیّ و عنبسة أو من أرسلاه. قال: و لم ینسبا لنا.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبنی زرعة و بنی الربعة من جهینة انّهم آمنون على أنفسهم و أموالهم، و انّ النصر على من ظلمهم أو حاربهم إلّا فی الدین و الأهل، و لأهل بادیتهم من برّ منهم و اتّقى ما لحاضرتهم. و الله المستعان.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبنی جعیل من بلّى انّهم رهط من قریش ثم من بنی عبد مناف، لهم مثل الذی لهم و علیهم مثل الذی علیهم، و انّهم لا یحشرون و لا یعشرون، و انّ لهم ما أسلموا علیه من أموالهم، و انّ لهم سعایة نصر و سعد بن بکر و ثمالة و هذیل. و بایع رسول الله (ص) على ذلک عاصم بن أبی صیفی و عمرو بن أبی صیفی و الأعجم بن سفیان و علی ابن سعد، و شهد على ذلک العباس بن عبد المطلب و علی بن أبی طالب و عثمان بن عفان و أبو سفیان بن حرب.
قال: و انّما جعل الشهود من بنی عبد مناف لهذا الحدیث لانّهم حلفاء بنی عبد مناف، و یعنی
لا یحشرون من ماء الى ماء فی الصدقة، و لا یعشرون یقول فی السنة إلّا مرّة. و قوله «انّ و لهم سعایة» یعنی الصدقة.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لأسلم من خزاعة لمن آمن منهم و أقام الصلاة و آتى الزکاة و ناصح فی دین الله انّ لهم النصر على من دهمهم بظلم و علیهم نصر النبی (ص) إذا دعاهم و لأهل بادیتهم ما لأهل حاضرتهم، و انّهم مهاجرون حیث کانوا. و کتب العلاء بن الحضرمی و شهد.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لعوسجة بن حرملة الجهنی «بسم الله الرحمن الرحیم. هذا ما أعطى الرسول عوسجة بن حرملة الجهنی من ذی المروة، أعطاه ما بین بلکثة الى المصنعة الى الجفلات الى الجدّ جبل القبلة، لا یحاقّه أحد و من حاقّه فلا حقّ له و حقّه حق» و کتب عقبة و شهد.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبنی شنخ من جهینة «بسم الله الرحمن الرحیم. هذا ما أعطى محمد النبی بنی شنخ من جهینة، أعطاهم ما خطّوا من صفینة و ما حرثوا و من حاقّهم فلا حقّ له و حقّهم حق» کتب العلاء بن عقبة و شهد.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبنی الجرمز بن ربیعة و هم من جهینة انّهم آمنون ببلادهم و لهم ما أسلموا علیه. و کتب المغیرة.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لعمرو بن معبد الجهنی و بنی الحرقة من جهینة و بنی الجرمز من أسلم منهم و أقام الصلاة و آتى الزکاة و أطاع الله و رسوله و أعطى من الغنائم الخمس و سهم النبی الصفی، و من أشهد على إسلامه و فارق المشرکین فانّه آمن بأمان الله و أمان محمد، و ما کان من الدّین مدونة لأحد من المسلمین قضى علیه برأس المال و بطل الربا فی الرّهن، و انّ الصدقة فی الثمار العشر و من لحق بهم فانّ له مثل ما لهم.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبلال بن الحارث المزنی انّ له النخل و جزعة شطره ذا المزارع و النخل، و انّ له ما أصلح به الزرع من قدس، و انّ له المضّة و الجزع و الغیلة إن کان صادتا. و کتب معاویة. و أمّا قوله جزعة فانّه یعنی قریة، و أمّا شطره فانّه یعنی تجاهه، و هو فی
کتاب الله عزّ و جلّ «فَوَلِّ وَجْهَکَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ» یعنی تجاه المسجد الحرام. و أمّا قوله «من قدس» فالقدس الخرج و ما أشبهه من آلة السفر، و أمّا المضّة فاسم الأرض.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى بدیل و بسر و سروات بنی عمرو «أمّا بعد فانّی لم آثم مالکم و لم أضع فی جنبکم، و انّ أکرم أهل تهامة علیّ و أقربهم رحما منیّ أنتم و من تبعکم من المطیّبین، أمّا بعد فانّی قد أخذت لمن هاجر منکم مثل ما أخذت لنفسی، و لو هاجر بأرضه إلّا ساکن مکة إلّا معتمرا أو حاجّا، فانّی لم أضع فیکم منذ سالمت، و انّکم غیر خائفین من قبلی و لا محصرین، أمّا بعد فانّه قد أسلم علقمة بن علاثة و أبناء هوذة و هاجرا و بایعا على من تبعهم من عکرمة، و انّ بعضنا من بعض فی الحلال و الحرام، و انّی و الله ما کذبتکم و لیحبّنکم ربّکم. قال: و لم یکتب فیها السلام لانّه کتب بها إلیهم قبل أن ینزل علیه السلام.
و أمّا علقمة بن علاثة فهو علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن کلاب، و ابنا هوذة العدّاء و عمرو ابنا خالد بن هوذة من بنی عمرو بن ربیعة بن عامر بن صعصعة و من تبعهم من عکرمة، فانّه عکرمة بن حضفة بن قیس بن عیلان و من تبعکم من المطیّبین فهم بنو هاشم و بنو زهرة و بنو الحارث بن فهر و تیم بن مرّة و أسد بن عبد العزّى.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) للعدّاء بن خالد بن هوذة و من تبعه من عامر بن عکرمة انّه أعطاهم ما بین المصباعة الى الزّح و لوابة، یعنی لوابة الحزار. و کتب خالد بن سعید.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى مسیلمة الکذّاب لعنه الله یدعوه الى الإسلام، و بعث به مع عمرو بن أمیّة الضمری، فکتب إلیه مسیلمة جواب کتابه و یذکر فیه انّه نبی مثله و یسأله أن یقاسمه الأرض، و یذکر انّ قریشا قوم لا یعدلون. فکتب إلیه رسول الله (ص) و قال: العنوه لعنه الله. و کتب إلیه: بلغنی کتابک الکذب و الافتراء على الله، و انّ الأرض للّه یورثها من یشاء من عباده و العاقبة للمتقین، و السلام على من اتّبع الهدى. قال: و بعث به مع السائب بن العوّام أخی الزبیر بن العوّام.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لسلمة بن مالک بن أبی عامر السلمی من بنی حارثة
انّه أعطاه مدفوّا لا یحاقّه فیه أحد، و من حاقّه فلا حقّ له و حقّه حق.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) للعباس بن مرداس السلمی انّه أعطاه مدفوّا فمن حاقّه فلا حق له. و کتب العلاء بن عقبة و شهد.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لهوذة بن نبیشة السلمی ثم من بنی عصیّة انّه أعطاه ما حوى الجفر کله.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) للاجبّ رجل من بنی سلیم انّه أعطاه فالسا. و کتب الأرقم.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لراشد بن عبد السلمی انّه أعطاه غلوتین بسهم و غلوة بحجر برهاط لا یحاقّه فیها أحد و من حاقّه فلا حق له و حقّه حق. و کتب خالد بن سعید.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله لحرام بن عبد عوف من بنی سلیم انّه أعطاه اذاما و ما کان له من شواق، لا یحلّ لأحد أن یظلمهم و لا یظلمون أحدا. و کتب خالد بن سعید.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله «بسم الله الرحمن الرحیم هذا ما حالف علیه نعیم بن مسعود ابن رخیلة الأشجعی، حالفه على النصر و النصیحة ما کان أحد مکانه ما بلّ بحر صوفه» و کتب علی.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله «بسم الله الرحمن الرحیم. هذا کتاب من محمد رسول الله للزبیر بن العوّام، انّی أعطیته شواق أعلاه و أسفله لا یحاقّه فیه أحد». و کتب علی.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لجمیل بن رازم العدوی انّه أعطاه الرمداء لا یحاقّه فیها أحد. و کتب علی.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لحصین بن نضلة الأسدی انّ له أراما و کسّة لا یحاقّه فیها أحد. و کتب المغیرة بن شعبة.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبنی غفار انّهم من المسلمین لهم ما للمسلمین و علیهم ما على المسلمین، و انّ النبی عقد لهم ذمّة الله و ذمّة رسوله على أموالهم و أنفسهم، و لهم
النصر على من بدأ بالظلم، و انّ النبی إذا دعاهم لینصروه أجابوه و علیهم نصره إلّا من حارب فی الدین ما بلّ بحر صوفه، و انّ هذا الکتاب لا یحول دون إثم».
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبنی ضمرة بن بکر بن عبد مناة بن کنانة انّهم آمنون على أموالهم و أنفسهم، و انّ لهم النصر على من دهمهم بظلم و علیهم نصر النبی ما بلّ بحر صوفه إلّا أن یحاربوا فی دین الله، و انّ النبی إذا دعاهم أجابوه، علیهم بذلک ذمّة الله و رسوله، و لهم النصر على من برّ منهم و اتّقى.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى الهلال صاحب البحرین «سلم أنت» فانّی أحمد الیک الله الذی لا إله إلّا هو لا شریک له و أدعوک الى الله وحده تؤمن بالله و تطیع و تدخل فی الجماعة فانّه خیر لک، و السلام على من اتّبع الهدى».
ثم قال: قالوا فکتب رسول الله (ص) الى اسیبخت بن عبد الله صاحب هجر، انّه قد جائنی الأقرع بکتابک و شفاعتک لقومک و انّی قد شفعتک و صدّقت رسولک الأقرع فی قومک، فابشر فیما سائلتنی و طلبتنی بالذی تحب، و لکنّی نظرت أن أعلّمه و تلقانی، فإن تجیئنا أکرمک و إن تقعد أکرمک، أمّا بعد فانّی لا أستهدی أحدا و إن تهد إلیّ أقبل هدیّتک، و قد حمد عمّالی مکانک، و أوصیک بأحسن الذی أنت علیه من الصلاة و الزکاة و قرابة المؤمنین، و انّی قد سمّیت قومک بنی عبد الله، فمرهم بالصلاة و بأحسن العمل و أبشر، و السلام علیک و على قومک المؤمنین».
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى أهل هجر «أمّا بعد فانّی أوصیکم بالله و بأنفسکم ألّا تضلّوا بعد أن هدیتم و لا تغووا بعد أن رشدتم، أمّا بعد فانّه قد جائنی و فدکم فلم آت إلیهم إلّا ما سرّهم، و لو انّی اجتهدت فیکم جهدی کلّه أخرجتکم من هجر فشفّعت غائبکم و أفضلت على شاهدکم، فاذکروا نعمة الله علیکم، أمّا بعد فانّه قد آتانی الذی صنعتم، و انّه من یحسن منکم لا أحمل علیه ذنب المسیء، فاذا جائکم امرائی فأطیعوهم و انصروهم على أمر الله و فی سبیله، و انّه من یعمل منکم صالحة فلن تضلّ عند الله و لا عندی».
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى المنذر بن ساوی «أمّا بعد فانّ رسلی قد حمدوک، و انّک مهما تصلح أصلح الیک و اثبک على عملک و تنصح للّه و لرسوله، و السلام علیک». و بعث
بها مع العلاء بن الحضرمی.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى المنذر بن ساوی کتابا آخر «أمّا بعد فانّی قد بعثت الیک قدامّة و أبا هریرة، فادفع إلیهما ما اجتمع عندک من جزیة أرضک. و السلام» و کتب ابیّ.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى العلاء بن الحضرمی «أمّا بعد فانّی قد بعثت الى المنذر بن ساوی من یقبض ما اجتمع عنده من الجزیة فعجّله بها و ابعث معها ما اجتمع عندک من الصدقة و العشور. و السلام» و کتب ابیّ.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى ضغاطر الأسقف «سلام على من آمن، أمّا على أثر ذلک فانّ عیسى بن مریم روح الله و کلمته ألقاها الى مریم الزکیّة، و انّی أومن بالله و ما أنزل الینا و ما أنزل على إبراهیم و إسمعیل و إسحاق و یعقوب و الأسباط و ما اوتی النبیّون من ربّهم لا نفرّق بین أحد منهم و نحن له مسلمون، و السلام على من اتّبع الهدى». قال: و بعث مع دحیة ابن خلیفة الکلبی.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى بنی جنبة و هم یهود بمقنا و الى أهل مقنا قریب من ایلة «أمّا بعد فقد نزل علیّ آیتکم راجعین الى قریتکم، فاذا جاءکم کتابی هذا فانّکم آمنون، لکم ذمة الله و ذمّة رسوله، لا ظلم علیکم و لا عدى، و انّ رسول الله جارکم ممّا یمنع منه نفسه، فانّ لرسول الله بزّکم و کل رقیق فیکم و الکراع و الحلقة إلّا ما عفا عنه رسول الله أو رسول رسول الله، و انّ علیکم بعد ذلک ربع ما أخرجت نخلکم و ربع ما صادت عروککم و ربع ما أغزل نساؤکم و انّکم برئتم بعد من کل جزیة أو سخرة، فإن سمعتم و أطعتم فانّ على رسول الله أن یکرم کریمکم و یعفو عن مسیئکم، أمّا بعد فإلى المؤمنین و المسلمین من اطّلع أهل مقنا بخیر فهو خیر له و من أطلعهم بشرّ فهو شرّ له، و ان لیس علیکم أمیر إلّا من أنفسکم أو من أهل رسول الله. و السلام». و أمّا قوله آیتکم یعنی رسلهم، و لرسول الله بزّکم یعنی بزّهم الذی یصالحون علیها فی صلحهم و رقیقهم، و الحلقة ما جمعت الدار من سلاح أو مال، و أمّا عروککم فالعروک خشب تلقى فی البحر یرکبون علیها فیلقون شباکهم یصیدون السمک.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى یحنّة بن رویة و سروة أهل أیلة «سلم أنتم، فانّی أحمد إلیکم الذی لا إله إلّا هو، فانّی لم أکن لأقاتلکم حتّى أکتب إلیکم فأسلم أو اعط الجزیة و أطع الله و رسوله و رسل رسوله و أکرمهم و اکسهم کسوة حسنة غیر کسوة الغزّاء و اکس زیدا کسوة حسنة، فمهما رضیت رسلی فانّی قد رضیت، و قد علم الجزیة فإن أردتم أن یأمن البرّ و البحر فأطع الله و رسوله و یمنع عنکم کل حقّ کان للعرب و العجم إلّا حق الله و حق رسوله، و انّک إن رددتهم و لم ترضهم لا آخذ منکم شیئا حتّى أقاتلکم فأسبی الصغیر و أقتل الکبیر، فانّی رسول الله بالحقّ أو من بالله و کتبه و رسله و بالمسیح بن مریم انّه کلمة الله، و إنّی اومن به انّه رسول الله و آت قبل أن یمسّکم الشر، فانّی قد أوصیت رسلی بکم، و أعط حرملة ثلاثة أوسق شعیر، و انّ حرملة شفع لکم، و انّی لو لا الله و ذلک لم اراسلکم شیئا حتّى ترى الجیش، و انّکم إن أطعتم رسلی فانّ الله لکم جار و محمد و من یکون منه، و انّ رسلی شرحبیل و أبیّ و حرملة و حریث بن زید الطائی، فانّهم مهما قاضوک علیه فقد رضیته، و انّ لکم ذمّة الله و ذمّة محمد رسول الله، و السلام علیکم إن أطعتم، و جهّزوا أهل مقنا الى أرضهم».
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لجمّاع کانوا فی جبل تهامة قد غصبوا المارّة من کنانة و مزینة و الحکم و القارة و من اتّبعهم من العبید، فلمّا ظهر رسول الله (ص) وفد منهم وفد على النبی، فکتب لهم رسول الله «بسم الله الرحمن الرحیم. هذا کتاب من محمد النبی رسول الله لعباد الله العتقاء. انّهم إن آمنوا و أقاموا الصلاة و آتوا الزکاة فعبدهم حر و مولاهم محمد، و من کان منهم من قبیلة لم یرد إلیها، و ما کان فیهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم، و ما کان لهم من دین فی الناس ردّ إلیهم، و لا ظلم علیهم و لا عدوان، و انّ لهم على ذلک ذمّة الله و ذمّة محمد، و السلام علیکم» و کتب ابیّ.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله «بسم الله الرحمن الرحیم. هذا کتاب من محمد رسول الله لبنی غادیّان و هم قوم من الیهود، انّ لهم الذمّة و علیهم الجزیة، و لا عداء و لا جلاء اللیل مدّ و النهار شدّ» و کتب خالد بن سعید. قوله مدّ یقول یمدّه اللیل و یشدّه النهار لا ینقضه شیء.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله «بسم الله الرحمن الرحیم. هذا کتاب من محمد رسول الله
لبنی عریض طعمة من رسول الله عشرة أوسق قمح و عشرة أوسق شعیر فی کل حصاد و خمسین و سقا تمر یوفون فی کل عام لحینه، لا یظلمون شیئا» و بنی عریض قوم من یهود.
و کتب خالد بن سعید.
ثم روى محمد بن سعد باسناده عن أبی العلاء قال: کنت مع مطرّف فی سوق الإبل فجاء أعرابی بقطعة أدیم أو جراب، فقال: من یقرأ أو قال: أفیکم من یقرأ. فقلت: نعم. فقال: دونک هذا، فانّ رسول الله کتبه لی، فاذا فیه «بسم الله الرحمن الرحیم. من محمد النبی لبنی زهیر بن أقیش حیّ من عکل، انّهم إن شهدوا أن لا إله إلّا الله و أنّ محمدا رسول الله و فارقوا المشرکین و أقرّوا بالخمس فی غنائم و سهم النبی و صفیّه فانّهم آمنون بأمان الله و رسوله». فقال له القوم أو بعضهم: أسمعت من رسول الله شیئا تحدّثناه. قال: نعم. قالوا: فحدّثنا رحمک الله. قال: سمعته یقول: من سرّه أن یذهب کثیر من وحر الصدر فلیصم شهر الصبر و ثلاثة أیام من کل شهر. فقال له القوم أو بعضهم: أسمعت هذا من رسول الله؟ قال: أراکم تخافون أن أکذب على رسول الله، و الله لا أحدّثکم حدیثا الیوم.
ثم روى محمد بن سعد باسناده عن لوط بنی یحیى الأزدی قال: کتب النبی (ص) الى أبی ظبیان الأزدی من غامد یدعوه و یدعو قومه الى الإسلام، فأجابه فی نفر من قومه بمکة منهم مخنف و عبد الله و زهیر بنو سلیم و عبد شمس بن عفیف بن زهیر هؤلاء بمکة، و قدم علیه بالمدینة الحجن بن المرقّع و جندب بن زهیر و جندب بن کعب، ثم قدم بعد مع الأربعین الحکم ابن مغفّل، فأتاه بمکة أربعون رجلا، و کتب النبی لأبی ظبیان کتابا و کانت له صحبة و أدرک عمر بن الخطاب.
و روى أیضا باسناده عن جمیل بن مرثد انّه قال: کتب النبی (ص) لحبیب بن عمرو کتابا «هذا کتاب من محمد رسول الله لحبیب بن عمرو أخی بنی أجاء و لمن أسلم من قومه و أقام الصلاة و آتى الزکاة، انّ له ما له و علیه ما علیه حاضره و بادیه على ذلک عهد الله و ذمّة رسوله».
ثم روى باسناده عن جماعة انّهم قالوا: کتب رسول الله الى سمعان بن عمرو بن قریظ بن
عبید بن أبی بکر بن کلاب مع عبد الله بن عوسجة العرنی، فرقّع بکتابه دلوه، فقیل لهم بنو الراقع ثم أسلم سمعان، و قدم على رسول الله (ص) و قال:
أقلنی أقلنی کما أمّنت وردا و لم أکن
بأسوأ ذنبا اذ اتیتک من ورد
ثم روى باسناده أیضا عن أبی إسحاق الهمدانی انّ العرنی أتاه کتاب رسول الله فرقّع به دلوه، فقالت له ابنته: ما أراک إلّا ستصیبک قارعة أتاک کتاب رسول الله فرقعت به دلوک، فمرّ جیش لرسول الله (ص) فاستباحوا کل شیء له، فأسلم و أتى النبی فأخبره، فقال له رسول الله: ما أصبت من مال قبل أن تقسمه المسلمون فأنت أحق به.
ثم روى باسناده عن زامل بن عمرو الجذامی قال: کان فروة بن عمرو الجذامی عاملا للروم على عمّان من أرض البلقاء أو على معان، فأسلم و کتب الى رسول الله (ص) بإسلامه، و بعث به مع رجل من قومه یقال له مسعود بن سعد، و بعث إلیه ببغلة بیضاء و فرس و حمار و أثواب لین و قباء سندس مخوّص بالذهب، فکتب إلیه رسول الله «من محمد رسول الله الى فروة بن عمرو، أمّا بعد فقد قدم علینا رسولک و بلّغ ما أرسلت فخبّر عمّا قبلکم، و أتانا بإسلامک و انّ الله هداک بهداه، إن أصلحت و أطعت الله و رسوله و أقمت الصلاة و آتیت الزکاة».
و أمر بلالا فأعطى رسوله مسعود بن سعد اثنتی عشرة أوقیة و نشّا أی نصفا.
قال: و بلغ ملک الروم إسلام فروة، فدعاه فقال له: ارجع عن دینک نملّکک.
قال: لا أفارق دین محمد، و انّک تعلم انّ عیسى قد بشّر به، و لکنّک تضنّ بملکک، فحبسه ثم أخرجه فقتله و صلبه.
ثم روى باسناده عن قتادة عن رجل من بنی سدوس قال: کتب رسول الله (ص) الى بکر ابن وائل «أمّا بعد فأسلموا تسلموا». قال قتادة: فما وجدوا رجلا یقرؤه جائهم رجل من بنی ضبیعة بن ربیعة فقرأه فهم یسمّون بنی الکاتب، و کان الذی أتاهم بکتاب رسول الله ظبیان بن مرثد السدوسی.
ثم روى باسناده عن عبد الله بن یحی بن سلیمان قال: أرانی ابن لسعیر بن عدّاء کتابا من رسول الله «من محمد رسول الله الى السعیر بن عدّاء، انّی قد أخفرتک الرحیح و جعلت لک
فضل بنی السبیل».
ثم روى باسناده عن الزهری قال: کتب رسول الله (ص) الى الحارث و مسروح و نعیم بن عبد کلال من حمیر «سلم أنتم ما آمنتم بالله و رسوله، و انّ الله وحده لا شریک له، بعث موسى بآیاته و خلق عیسى بکلماته، قالت الیهود عزیر ابن الله و قالت النصارى الله ثالث ثلاثة عیسى ابن الله».
قال: و بعث بالکتاب مع عیاش بن أبی ربیعة المخزومی و قال: إذا جئت أرضهم فلا تدخلنّ لیلا حتّى تصبح ثم تطهّر فأحسن طهورک و صل رکعتین وسل الله النجاح و القبول، و استعذ بالله و خذ کتابی بیمینک و ادفعه بیمینک فی أیمانهم فانّهم قابلون، و اقرأ علیهم «لَمْ یَکُنِ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْکِتابِ وَ الْمُشْرِکِینَ مُنْفَکِّینَ» فاذا فرغت منها فقل آمن محمد و أنا أول المؤمنین، فلن تأتیک حجة إلّا دحضت و لا کتاب زخرف إلّا ذهب نوره، و هم قارئون علیک فاذا رطنوا فقل ترجموا و قل «حسبی الله آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ کِتابٍ وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَیْنَکُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَ رَبُّکُمْ لَنا أَعْمالُنا وَ لَکُمْ أَعْمالُکُمْ لا حُجَّةَ بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمُ اللَّهُ یَجْمَعُ بَیْنَنا وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ»، فاذا أسلموا فسلهم قضبهم الثلاثة التی إذا حضروا بها سجدوا و هی من الأثل: قضیب ملمّع ببیاض و صفرة، و قضیب ذو عجر کانّه خیزران، و الأسود البهیم کانّه من سالم. ثم أخرجها فحرّقها بسوقهم.
قال عیاش: فخرجت أفعل ما أمرنی رسول الله (ص) حتّى إذا دخلت اذا الناس قد لبسوا زینتهم. قال: فمررت لأنظر إلیهم حتّى انتهیت الى ستور عظام على أبواب دور ثلاثة، فکشفت الستر و دخلت الباب الأوسط فانتهیت الى قوم فی قاعة الدار، فقلت: أنا رسول رسول الله و فعلت ما أمرنی، فقبلوا و کان کما قال (ص).
ثم قال محمد بن سعد: قالوا بالإسناد الأول: و کتب رسول الله (ص) الى عبد القیس «من محمد رسول الله الى الأکبر بن عبد القیس، انّهم آمنون بأمان الله و أمان رسوله على ما أحدثوا فی الجاهلیة من القحم، و علیهم الوفاء بما عاهدوا، و لهم أن لا یحبسوا عن طریق المیرة و لا یمنعوا صوب القطر و لا یحرّموا حریم الثمار عند بلوغه، و العلاء بن الحضرمی أمین رسول
الله على برّها و بحرها و حاضرها و سرایاها و ما خرج منها، و أهل البحرین خفراؤه من الضیم و أعوانه على الظالم و أنصاره فی الملاحم، علیهم بذلک عهد الله و میثاقه لا یبدّلوا قولا و لا یریدوا فرقة، و لهم على جند المسلمین الشرکة فی الفیء و العدل فی الحکم و القصد فی السیرة، حکم لا تبدیل له فی الفریقین کلیهما، و الله و رسوله یشهد علیهم».
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله الى أقیال حضر موت و عظمائهم، کتب الى زرعة و قهد و البسیّ و البحیری و عبد کلال و ربیعة و حجر، و قد مدح الشاعر بعض أقیالهم فقال:
ألا انّ خیر الناس کلّهم قهد
و عبد کلال خیر سائرهم بعد
و قال آخر یمدح زرعة:
ألا انّ خیر الناس بعد محمد
لزرعة إن کان البحیری اسلم
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) الى نفاشة بن فروة الدئلی ملک السماوة.
ثم قال: قالوا و کتب الى عذرة فی عسیب، و بعث به مع رجل من بنی عذرة، فعدا علیه ورد ابن مرداس أحد بنی سعد هذیم فکسر العسیب و أسلم و استشهد مع زید بن حارثة فی غزوة وادی القرى أو غزوة القردة.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لمطرّف بن الکاهن الباهلی «هذا کتاب من محمد رسول الله لمطرّف بن الکاهن و لمن سکن ببیشة من باهلة، انّ من أحیا أرضا مواتا بیضاء فیها مناخ الأنعام و مراح فهی له، و علیهم فی کل ثلاثین من البقر فارض، و فی کل أربعین من الغنم عتود، و فی کل خمسین من الإبل ثاغیة مسنّة، و لیس للمصّدّق أن یصّدّقها إلّا فی مراعیها، و هم آمنون بأمان الله».
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لنهشل بن مالک الوائلی من باهلة «باسمک اللهم، هذا کتاب من محمد رسول الله لنهشل بن مالک و من معه من بنی وائل، لمن أسلم و أقام الصلاة و آتى الزکاة و أطاع الله و رسوله و أعطى من المغنم خمس الله و سهم النبی و أشهد على إسلامه و فارق المشرکین، فانّه آمن بأمان الله و بریء إلیه محمد من الظلم کلّه، و انّ لهم أن لا یحشروا و لا یعشروا، و عاملهم من أنفسهم» و کتب عثمان بن عفان.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لثقیف کتابا: انّ لهم ذمّة الله و ذمّة محمد بن عبد الله على ما کتب لهم. و کتب خالد بن سعید و شهد الحسن و الحسین و دفع النبی الکتاب الى نمیر بن خرشة.
قالوا: و سأل وفد ثقیف رسول الله (ص) أن یحرّم لهم وجّا، فکتب لهم «هذا کتاب من محمد رسول الله الى المؤمنین، انّ عضاه وجّ و صیده لا یعضد، فمن وجد یفعل ذلک فانّه یؤخذ فیبلّغ النبی، و هذا أمر النبی محمد بن عبد الله رسول الله» و کتب خالد بن سعید بأمر النبی محمد ابن عبد الله فلا یتعدّینه أحد فیظلم نفسه فیما أمر به محمد رسول الله.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لسعید بن سفیان الرعلی «هذا ما أعطى رسول الله سعید بن سفیان الرعلی، أعطاه نخل السّوارقیّة و قصرها، لا یحاقّه فیها أحد و من حاقّه فلا حق له و حقّه حق» و کتب خالد بن سعید.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لعتبة بن فرقد «هذا ما أعطى النبی عتبة بن فرقد، أعطاه موضع دار بمکة یبنیها ممّا یلی المروة، فلا یحاقّه فیها أحد و من حاقّه فانّه لا حق له و حقّه حق» و کتب معاویة.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله لسلمة بن مالک السّلمی «هذا ما أعطى رسول الله سلمة ابن مالک السّلمی، أعطاه ما بین ذات الحناظی الى ذات الأساود، لا یحاقّه فیها أحد» شهد علی بن أبی طالب و حاطب بن أبی بلتعة.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبنی جناب و أحلافهم من کلب «هذا کتاب من محمد النبی رسول الله لبنی جناب و أحلافهم و من ظاهرهم على إقام الصلاة و إیتاء الزکاة و التمسّک بالایمان و الوفاء بالعهد، و علیهم فی الهاملة الراعیة فی کل خمس شاة غیر ذات عوار و الحمولة المائرة لهم لاغیة و السقی الروأ و العذی من الأرض یقیمه الأمین وظیفة لا یراد علیهم. شهد سعد بن عبادة و عبد الله بن أنیس و دحیة بن خلیفة الکلبی.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص): هذا کتاب من محمد رسول الله لمهریّ بن الأبیض على من آمن من مهرة انّهم لا یؤکلون و لا یغار علیهم و لا یعرکون، و علیهم إقامة شرائع
الإسلام، فمن بدّل فقد حارب الله، و من آمن به فله ذمّة الله و ذمّة رسوله اللقطة مؤدّاة و السارحة مندّاة و التفث السیّئة و الرفث الفسوق. و کتب محمد بن مسلمة الأنصاری.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله لخثعم: هذا کتاب من محمد رسول الله لخثعم من حاضر ببیشة و بادیتها، انّ کل دم أصبتموه فی الجاهلیة فهو عنکم موضوع، و من أسلم منکم طوعا أو کرها فی یده حرث من خبار (خبار سهل لیّن) و عزاز (و عزاز ما صلب من الأرض) تسقیه السماء أو یرویه اللثّى فزکا عمارة فی غیر أزمة و لا حطمة فله نشره و أکله، و علیهم فی کل سیح العشر و فی کل غرب (غرب الدلو العظیمة کنایة عن بعد الماء) نصف العشر شهد جریر بن عبد الله.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله لوفد ثمالة و الحدّان «هذا کتاب من محمد رسول الله لبادیة الأسیاف و نازلة الأجواف ممّا حاذت صحار، لیس علیهم فی النخل خراص و لا مکیال مطبّق حتّى یوضع فی الفداء، و علیهم فی کل عشرة أوساق وسق» و کاتب الصحیفة ثابت بن قیس ابن شماس، شهد سعد بن عبادة و محمد بن مسلمة.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لبارق من الأزد «هذا کتاب من محمد رسول الله لبارق أن لا تجذّ ثمارهم، و أن لا ترعى بلادهم فی مربع و لا مصیف إلّا بمسألة من بارق، و من مرّ بهم من المسلمین فی عرک أو جدب فله ضیافة ثلاثة أیام، فاذا أینعت ثمارهم فلإبن السبیل اللقاط یوسع بطنه من غیر أن یقتثم» شهد أبو عبیدة بن الجرّاح و حذیفة بن الیمان و کتب ابیّ ابن کعب.
ثم قال محمد بن سعد قال: الجدب أن لا یکون مرعى، و العرک أن تخلّی إبلک فی الحمض خاصّة فتأکل منه حاجتها، و یقتثم یحمل معه.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لوائل بن حجر لمّا أراد الشخوص الى بلاده قال: یا رسول الله اکتب لی الى قومی کتابا، فقال رسول الله (ص) اکتب له یا معاویة «الى الأقیال العباهلة لیقیموا الصلاة و یؤتوا الزکاة و الصدقة على التیعة الصائمة لصاحبها التیمة لا خلاط و لا وراط و لا شغار و لا جلب و لا جنب و لا شناق، و علیهم العون لسرایا المسلمین، و على
کل عشرة ما تحمل العراب، من أجبأ فقد أربى».
لا خلاط من المخالطة، و المراد به أن یخلط الرجل إبله بإبل غیره أو بقره أو غنمه لیمنع حقّ الله، و لا وراط الوراط أن تجعل الغنم فی وهدة من الأرض لتخفی على المصّدّق، و لا شغار نکاح معروف فی الجاهلیة کان یقول الرجل للرجل شاغرنی أی زوّجنی من تلی أمرها حتّى أزوّجک من الی أمرها و لا یکون بینهما مهر و تکون کل واحدة منهما فی مقابلة الأخرى، و لعل المراد هنا، تبدیل المالک ماله من الغنم و الإبل و البقر بما لمالک الآخر. و لا جلب هو أن یقدم المصّدّق على أهل الزکاة فینزل موضعا ثم یرسل من یجلب إلیه الأموال من أماکنها لیأخذ صدقتها، فنهى عن ذلک و أمر أن تأخذ صدقاتهم على میاههم و أماکنهم. و لا جنب و هو أن ینزل العامل بأقصى مواضع أصحاب الصدقة ثم یأمر بالأموال أن تجنب إلیه أی تحضر، و لا شناق و هو ما بین الفریضتین من کل ما تجب فیه الزکاة، و هو ما زاد على الإبل من الخمس الى التسع و ما زاد منها على العشر الى أربعة عشرة. و العراب عربیّة منسوبة الى العرب، فرقوا بین الخیل و الناس فقالوا فی الناس عرب و أعراب و فی الخیل عراب. اجبأ من الأجباء، و هو بیع الزرع قبل أن یبدو صلاحه.
ثم قال محمد بن سعد: و قال وائل: یا رسول الله اکتب لی بأرض التی کنت فی الجاهلیة و شهد له أقیال حمیر و أقیال حضر موت، فکتب له «هذا کتاب من محمد النبی لوائل بن حجر قیل حضر موت، و ذلک انّک أسلمت و جعلت لک ما فی یدیک من الأرضین و الحصون، و انّه یؤخذ منک من کل عشرة واحد ینظر فی ذلک ذوا عدل، و جعلت لک أن لا تظلم فیها ما قام الدین و النبی و المؤمنون علیه أنصار».
ثم قال: قالوا و کان الأشعث و غیره من کندة نازعوا وائل بن حجر فی واد بحضر موت فادّعوه عند رسول الله (ص)، فکتب به رسول الله لوائل بن حجر.
ثم قال: قالوا و کتب رسول الله (ص) لأهل نجران «هذا کتاب من محمد النبی رسول الله لأهل نجران، انّه کان له علیهم حکمه فی کل ثمرة صفراء أو بیضاء أو سوداء أو رقیق، فأفضل علیهم و ترک ذلک کلّه على الفی حلّة حلل الأواقی فی کل رجب ألف حلّة و فی کل صفر ألف
حلّة، کل حلّة أوقیة، فما زادت حلل الخراج أو نقصت على الأواقی فبالحساب، و ما قبضوا من دروع أو خیل أو رکاب أو عرض أخذ منهم فبالحساب، و على نجران مثواة رسلی عشرین یوما فدون ذلک، و لا تحبس رسلی فوق شهر، و علیهم عاریة ثلاثین درعا و ثلاثین فرسا و ثلاثین بعیرا اذا کان بالیمن کید، و ما هلک ممّا أعاروا رسلی من دروع أو خیل أو رکاب فهو ضمان على رسلی حتّى یؤدّوه إلیهم، و لنجران و حاشیتهم جوار الله و ذمّة محمد النبی رسول الله على أنفسهم و ملّتهم و أرضهم و غائبهم و شاهدهم و بیعهم و صلواتهم، لا یغیّروا أسقفا عن أسقفیّته و لا راهبا عن رهبانیّته و لا واقفا عن وقفانیّته، و کل ما تحت أیدیهم من قلیل أو کثیر و لیس ربا و لا دم جاهلیة، و من سأل منهم حقا فبینهم النصف غیر ظالمین و لا مظلومین لنجران، و من أکل ربا من ذی قبل فذمّتی منه بریئة، و لا یؤاخذ أحد منهم بظلم آخرون، و على ما فی هذه الصحیفة جوار الله و ذمّة النبی أبدا حتّى یأتی الله بأمره إن نصحوا و أصلحوا فیما علیهم غیر مثقلین بظلم» شهد أبو سفیان بن حرب و غلان بن عمرو و مالک بن عوف النصری و الأقرع بن حابس و المستورد بن عمرو أخو بلیّ و المغیرة بن شعبة و عامر مولى أبی بکر.
ثم قال: أخبرنا محمد بن عمر الأسلمی، قال حدّثنی شیخ من أهل دومة: انّ رسول الله (ص) کتب لاکیدر هذا الکتاب و جاءنی بالکتاب فقرأته و أخذت منه نسخته «بسم الله الرحمن الرحیم. هذا کتاب من محمد رسول الله لاکیدر حین أجاب الى الإسلام و خلع الأنداد و الأصنام فی دومة الجندل و أکنافها، انّ له الضاحیة من الضحل و البور و المعافی و إغفال الأرض و الحلقة و السلاح و الحافر و الحصن، و لکم الضامنة من النخل و المعین من المعمور، و بعد الخمس لا تعدل سارحتکم و لا تعدّ فاردتکم و لا یحظر علیکم النبات و لا یؤخذ منکم إلّا عشر الثبات، تقیمون الصلاة لوقتها و تؤتون الزکاة بحقّها، علیکم بذاک العهد و المیثاق و لکم بذلک الصدق و الوفاء. شهد الله و من حضر من المسلمین.
ثم قال محمد بن سعد: قال محمد بن عمر: الضحل الماء القلیل، و المعامی الاعلام من الأرض ما لا حدّ له، و الضامنة ما حمل من النخل، و قوله لا تعدل سارحتکم یقول تنحّى عن الرعى، و الفاردة ما لا تجب فیه الصدقة، و الاغفال ما لا یقال على حدّه من الأرض، و المعین
الماء الجاری، و الثبات النخل القدیم الذی قد ضرب عروقه فی الأرض و ثبت.
قال: و کان دومة و أیلة و تیماء قد خافوا النبی (ص) لمّا رأوا العرب قد أسلمت. قال: و قدم یحنّة بن رؤبة على النبی (ص) و کان ملک أیلة و أشفق أن یبعث إلیه رسول الله کما بعث الى اکیدر، و أقبل معه أهل الشام و أهل الیمن و أهل البحر و من جرباء و أذرج، فأتوه فصالحهم و قطع علیهم جزیة معلومة و کتب لهم کتابا «بسم الله الرحمن الرحیم. هذا أمنة من الله و محمد النبی رسول الله لیحنّة بن رؤبة و أهل أیلة لسفنهم و سیّارتهم فی البرّ و البحر، لهم ذمّة الله و ذمّة محمد رسول الله و لمن کان معهم من أهل الشام و أهل الیمن و أهل البحر، و من أحدث حدثا فانّه لا یحول ماله دون نفسه و انّه طیّبة لمن أخذه من الناس، و انّه لا یحلّ أن یمنعوا ماء یردونه و لا طریقا یریدونه من برّ و بحر. هذا کتاب جهیم بن الصلت و شرحبیل بن حسنة باذن رسول الله»
ثم روى محمد بن سعد باسناده عن عبد الرحمن بن جابر عن أبیه. قال: رأیت على یحنّة بن رؤبة یوم أتى النبی (ص) صلیبا من ذهب و هو معقود الناصیة، فلمّا رأى رسول الله کفّر و أومأ برأسه، فأومأ إلیه رسول الله (ص) أن ارفع رأسک، و صالحه یومئذ و کساه رسول الله بردیمنة و أمر بإنزاله عند بلال. قال: و رأیت اکیدر حین قدم به خالد و علیه صلیب من ذهب و علیه الدیباج ظاهرا.
قال: ثم رجع الحدیث الى الأول، قال محمد بن عمرو نسخت کتاب أهل أذرح فاذا فیه «بسم الله الرحمن الرحیم. هذا کتاب من محمد النبی لأهل أذرح، انّهم آمنون بأمان الله و محمد، و انّ علیهم مائة دینار فی کل رجب وافیة طیّبة، و الله کفیل علیهم بالنصح و الإحسان للمسلمین و من لجأ إلیهم من المسلمین من المخافة و التغریر إذا خشوا على المسلمین، و هم آمنون حتّى یحدّث إلیهم محمد قبل خروجه (یعنی إذا أراد الخروج). قال: و وضع رسول الله الجزیة على أهل أیلة ثلاثمائة دینار کل سنة، و کانوا ثلاثمائة رجل.
ثم قال: و کتب رسول الله (ص) لأهل جربا و أذرح «هذا کتاب من محمد النبی لأهل جربا و أذرح، انّهم آمنون بأمان الله و أمان محمد، و انّ علیهم مائة دینار فی کل رجب وافیة طیّبة،
و الله کفیل علیهم».
ثم قال: و کتب رسول الله (ص) لأهل مقنا «انّهم آمنون بأمان الله و أمان محمد، و انّ علیهم ربع غزولهم و ربع ثمارهم».
ثم قال: أخبرنا محمد بن عمر، أنبأنا ابن أبی ذئب، أنبأنا صالح مولى التوءمة: انّ رسول الله (ص) صالح أهل مقنا على أخذ ربع ثمارهم و ربع غزولهم.
قال محمد بن عمر: أهل مقنا یهود على ساحل البحر، و أهل جربا و أذرح یهود أیضا. و قوله طیّبة یعنی من الخلاص أی ذهب خالص. انتهى ما نقله محمد بن سعد من الکتب التی کتبها رسول الله (ص) الى القبائل و الملوک و غیرهما.