تحف العقول: و من جمله صلی الله علیه و آله و کلامه فی جملة خبر طویل و مسائل کثیرة عنها راهب یعرف بشمعون ابنلاوی بن یهودا من حواری عیسی، فأجابه عن جمیع ما سأل عنه علی کثرته، فآمن به وصدقه و کتبنا منه موضع الحاجة الیه، و منه قال: اخبرنی عن العقل ما هو و کیف هو و مایتشعب منه و مالا یتشعب وصف لی طوائفه کلها. فقال رسول الله صلی الله علیه و آله: ان العقل عقالٌ من الجهل و النفس مثل اخبث الدواب،
فان لم تعقل حارت، فالعقل عقالٌ من الجهل، و ان الله خلق العقل فقال له اقبل فأقبل و قال له ادبر فأدبر فقال الله تبارک و تعالی و عزتی و جلالی ما خلقت خلقا اعظم منک و لا اطوع منک، بک ابدأ و بک اعید لک الثواب و علیک العقاب.
فتشعب من العقل الحلم و من الحلم العلم و من العلم الرشد و من الرشد العفاف و من العفاف الصیانة و من الصیانة الحیاء و من الحیاء الرزانة و من الرزانة المداومة علی الخیر و من المدومة علی الخیر کراهیة الشر و من کراهیة الشر طاعة الناصح، فهذه عشرة اصنافٍ من انواع الخیر، و لکل واحدٍ من هذه العشرة الاصناف عشرة انواعٍ:
فأما الحلم فمنمه رکوب الجمیل و صحبة الابرار و دفعٌ من الضعة و رفعٌ من الخساسة و تشهی الخیر و تقرب صاحبه من معالی الدرجات و العفو و المهل و المعروف و الصمت فهذا ما یتشعب للعاقل بحمله.
و اما العلم فیتشعب منه الغنی و ان کان فقیراً و الجود و ان کان بخیلاً و المهابة و ان کان هیناً و السلامة و ان کان سقیماً و القرب و ان کان قصیاً و الحیا و ان کان صلفاً و الرفعة و ان کان وضیعاً و الشرف و ان کان رذلاً و الحکمة و الحظوة، فهذا ما یتشعب
للعاقل بعلمه فطوبی لمن عقل و علم.
و اما الرشد فیتشعب منه السداد و الهدی و البر و التقوی و المنالة و القصد و الاقتصاد و الثواب و الکرم و المعرفة بدین الله، فهذا ما اصاب العاقل بالرشد فطوبی لمن اقام به علی منهاج الطریق.
و اما العفاف فیتعشب منه الرضا و الاستکانه و الحظ و الراحة و التفقد و الخشوع و التذکر و التفکر و الجود و السخاء، فهذا ما یتشعب للعاقل بعفافه رضیً بالله و بقسمه.
و اما الصیانة فیتعشب منها الصلاح و التواضع و الورع و الانابة و الفهم و الادب و الاحسان و التحبب و الخیر و اجتناء الشر، فهذا ما اصاب العاقل بالصیانة فطوبی لمن اکرمه مولاه بالصیانة.
و اما الحیاء فیتشعب منه اللین و الرأفة و المراقبة لله فی السر و العلانیة و السلامة و اجتناب و الشر و البشاشة و السماحة و الظفر و حسن الثناء علی المرء فی الناس، فهذا ما اصاب العقال بالحیاء فطوبی لمن قبل نصیحة الله و خاف فضیحته.
و اما الرزانة فیتشعب منها اللطف و الحزم و اداء الامانة و ترک الخیانة و صدق اللسان و تحصین الفرج و استصلاح المال
و الاستعداد للعدو النهی عن المنکر و ترک السفه، فهذا ما اصاب العاقل بالرزانة فطوبی لمن توقر و لمن لم تکن له خفة و لا جاهلیةٌ و عفا و صفح.
و اما المداومة علی الخیر فیتشعب منه ترک الفواحش و العبد من الطیش و التحرج والیقین و حب النجاة و طاعة الرحمن و تعظیم البرهان و اجتناب الشیطان و الاجابة للعدل و قول الحق،فهذا ما اصاب العاقل بمداومة الخیر فطوبی لمن ذکل ما امامه و ذکر قیامةو اعتبر بافناء.
و اما کراهیة الشر فیتشعب منه الوقار و الصبر و النصر و الاستقامة علی المنهاج و المداومة علی الرشاد و الایمان بالله و التوفیر و الاخلاص و ترک مالا یعنیه و المحافظة علی ماینفعه، فهذا ما اصاب العاقل بالکراهیة للشر فطوبی لمن اقام الحق لله و تمسک بعری سبیل الله.
و اما طاعة الناصح فیتعشب منها الزیادة فی العقل و کمال اللب و محمدة العواقب و النجاة من اللوم و القبول و المودة و الانشراح و الانصاف و التقدم فی الامور و القوة علی طاعة الله فطوبی لمن سلم من مصارع الهوی، فهذه الخصال کلها تتشعب من العقل.
قال شمعون، فأخبرنی عن اعلام الجاهل. فقال رسول اللهصلی الله علیه و آله: ان صحبته عناک و ان اعتزلته شتمک و ان اعطاک من علیک و ان اعطیته کفرک و ان اسررت الیه خانک و ان اسر الیک اتهمک و ان استغنی بطر و کان فظاً غلیظاً و ان افتقر جحد نعمة الله و لم یتحرج و ان فرح اسرف و طغی و ان حزن أیس و ان ضحک فهق و ان بکی خار یقع فی الابرار و لا یحب الله و لا یراقبه و لا یستحیی من الله و لا یذکره ان ارضیته مدحک و قال فیک من الحسنة ما لیس فیک فهذا مجری الجاهل.
قال: فأخبرنی عن علامة السلام. فقال رسول الله صلی الله علیه و آله: الایمان و العلم و العمل.
قال: فما علامة الایمان و ما علامة العلم و ما علامة العمل. فقال رسول الله صلی الله علیه و آله: اما علامة الایمان فأربعةٌ الاقرار بتوحید الله و الایمان بکتبه و الایمان برسله، و اما علامة العلم فأربعةٌ العلم بالله و العلم بمحبیه والعلم بفرائضه و الحفظ لها حتی تؤدی، و اما العمل فالصلاة و الصوم و الزکاة و الاخلاص.
قال: فأخبرنی عن علامة الصادق و علامة المؤمن و علامة الصابر و علامة التائب و علامة الشاکر و علامة الخاشع و علامة
الصالح و علامة الناصح و علامة الموقن و علامة المخلص و علامة الزاهد و علامة البار و علامة التقی و علامة المتکلف و علامة الظالم و علامة المرائی و علامة المتلکف و علامة الظالم و علامة المرائی و علامة المنافق و علامة الحاسد و علامة المسرف و علامة الغافل و علامة الکسلان و علامة الکذاب و علامة الفاسق و علامة الجائر.
فقال رسول الله صلی الله علیه و آله: اما علامة الصادق فأربعةٌ یصدق فی قوله و یصدق وعد الله و وعیده و یوفی بالعهد و یجتنب الغدر، و اما علامة المؤمن فانه یرأف و یفهم و یستحی، و اما علامة الصابر فأربعة الصبر علی المکاره و العزم فی اعمال البر و التواضع و الحلم، و اما علامة التائب فأربعةٌ النصیحة لله فی علمه و ترک الباطل و لزوم الحق و الحرص علی الخیر و اما علامة الشاکر فأربعةٌ الکشر فی النعماء و الصبر فی البلاء و القنوع بقسم البله و لا یحمد و لا یعظم الا الله، و اما علامة الخاشع فأربعةٌ مراقبة الله فی السر و العلانیة و رکوب الجمیل و التفکر لیوم القیامة و المناجاة لله، و اما علامة الصالح یصفی قلبه و یصلح عمله و یصلح کسبه و یصلح اموره کلها، و اما علامة الناصح فأربعةٌ یقضی بالحق و یعطی الحق من نفسه و یرضی للناس ما یرضاه لنفسه و لا یعتدی علی احدٍ، و اما علامة المؤمن فستةٌ
ایقن بالله حقاً فآمن به و ایفن بأن الموت حقٌ فحذره و ایقن بأن البعث حقٌ فخاف الفضیحة و ایقن بأن الجنة حقٌ اشتاق الیها و ایقن بأن النار حقٌ فظهر سعیه للنجاة منها و ایقن بأن الحساب حقٌ فحاسب نفسه، و اما علامة المخلص فأربعةٌ یسلم قلبه و یسلم جوارحه و بذل خیره وکف شره، و اما علامة الزاهد فعشرةٌ یزهد فی المحارم و یکف نفسه و یقیم فرائض ربه فان کان مملوکاً احسن الطعة و ان کان مالکا احسن المملکة و لیس له حمیةٌ و لا حقدٌ یحسن الی من أساء الیه و ینفع من ضره و یعفو عمن ظلمه و یتواضع لحق الله، و اما علامة البار فعشرةٌ یحب فی الله و یبغض فی الله و یصاحب فی الله و یفارق فی الله و یغضب فی الله و یرضی فی الله و یعمل لله و یطلب الیه و یخشع لله خائفاً محزوناً طاهراً مخلصاً مستحییاً مراقباً و یحسن فی الله، و اما علامة التقی فستةٌ یخاف الله و یحذر بطشه و یمسی و یصبح کأنه یراه لا تهمه الدنیا و لا یعظم علیه منها شیءٌ لحسن خلقه، و اما علامة المتکلف فأربعةٌ الجدال فیما لا یعنیه و ینازع من فوقه و یتعاطی مالاینال و یجعل همه لما لاینجیه، و اما علامة الظالم فأربعةٌ یظلم من فوقه بالمعصیة و یملک من دونه بالغلبة و یبغض الحق و یظهر الظلم، و اما علامة المرائی فأربعةٌ یحرص فی العمل لله اذا کان عنده احدٌ و یکسل
اذا کان وحده و یحرص فی کل امره علی المحمد ویحسن سمته بجهده، و اما علامة المنافق فأربعةٌ فاجر دخله یخالف لسانه قلبه و قوله فغله و سریرته علانیته فویلٌ للمنافق من النار، و اما علامة الحاسد فأربعةٌ الغیبة و التملق و الشماتة بالمصیبة، و اما علامة المسرف فأربعةٌ الفخر بالباطل و یأکل ما لیس عنده و یزهد فی اصطناع المعروف و ینکر من لا ینتفع بشیءٍ منه، و اما علامة الغافل فاربعةٌ العمی و السهو و اللهو النسیان، و اما علامة الکسلان فأربعةٌ یتوانی حتی یفرط و یفرط حتی یضیع و یضیع حتی یأثم و یضجر، و اما علامة الکذاب فأربعةٌ ان قالم لم یصدق و ان قیل له لم یصدق و النمیمة و البهت، و اما علامة الفاسق فأربعةٌ اللهو و اللغو العدوان و البهتان، و اما علامة الجائر فأربعةٌ عصیان الرحمن و اذی الجیر و بغض القرآن و القرب الی الطغیان.
فقال شمعون: لقد شفیتنی و بصرتنی من عمای فعلمنی طرائق اهتدی بها. فقال رسول الله صلی الله علیه و آله: یا شمعون ان لک اعداءً یطلبونک و یقاتلونک لیسلبوا دینک من الجن و الانس، فأما الذین من الانس فقومٌ لا خلاق لهم فی الآخرة و لا ربغة لهم فیما عند الله انما همهم تعبیر الناس بأعمالهم لا یعیرون انفسهم و لا
یحاذرون اعمالهم ان راوک صالحاً حسدوک و قالوا مراءٍ و ان رأوک فاسداً قالوا لا خیر فیه، و اما اعداؤک من الجن فابلیس و جنوده فاذا اتاک فقال: مات ابنک فقل انما خلق الاحیاء لیموتوا و تدخل بضعةٌ منی الجنة انه لیسرنی فاذا اتاک و قال: قد ذهب مالک فقل الحمدلله الذی اعطی و اخذ و اذهب عنی الزکاة فلا زکاة علی و اذا اتاک و قال لک: الناس یظلمونک و انت لا تظلم فقل انما السبیل یوم القیامة علی الذین یظلمون الناس و ما علی المحسنین من سبیلٍ و اذا اتاک و قال لک ما اکثر احسانک یرید ان یدخلک العجب فقل اساءتی اکثر من احسانی و اذا اتاک وقال لک ما اکثر صلاتک فقل غفلتی اکثر من صلاتی و اذا قال لک کم تعطی الناس فقل ما آخذ اکثر مما اعطی واذا قال لک ما اکثر من یظلمک فقل من ظلمته اکثر و اذا اتاک و قال لک کم تعمل فقل طال ما عصیته و اذا اتاک و قال لک اشرب الشراب فقل لا ارتکب المعصیة و اذا اتاک و قال لک اشرب الشراب فقل لا ارتکب المعصیة و اذا اتاک و قال لک الا تحب الدنیا فقل ما احبها قد اغتربها غیری.
یاشمعون خالط الابرار و اتبع النبیین یعقوب و یوسف و داود ان الله تبارک و تعالی لما خلق السفلی فخرت و زخرت و قالت ای شیءٍ یغلبنی فخلق الارض فسطحها علی ظهرها فذلت، ثم ان
الارض فخرت و قالت ای شیءٍ یغلبنی فخلق الله الجبال فاثبتها علی ظهرها اوتاداً من ان تمید بها علیها فذلت الارض و استقرت، ثم ان الجبال فخرت علی الارض فشمخت و استطالت و قالت ای شیءٍ یغلبنی فخلق الحدید فقطعها فذلت، ثم ان اللحدید فخر علی الجبال و قال ای شیءٍ یغلبنی فخلق النار فاذابت الحدید فذل الحدید، ثم ان النار فرت و شهقت و فخرت و قالت ای شیءٍ یغلبنی فخلق المیاه فأطفأها فذلت، ثم ان الماء فخر و زخر و قال ای شیءٍ یغلبنی فخلق الریح فحرکت امواجه و اثارت ما فی قعره و حبسته عن معاویة فذل الماء، ثم ان الریح فخرت و عصفت و قالت ای شیءٍ یغلبنی فخلق الانسان فبنی و احتال ما یستتر به من الریح و غیرها فذلت الریح، ثم ان الانسان طغی و قال من اشد منی قوةً فخلق الموت فقهره فذل الانسان، ثم ان الموت فخر فی نفسه فقال الله عزوجل لا تفخر فانی ذابحک بین الفریقین اهل الجنة و اهل النار ثم لا احییک ابداً، فخاف ثم قال و الحلم یغلب الغضب و الرحمة تغلب السخط و الصدقه تغلب الخطیئة.
قلت: و الحدیث لم اجده بهذا الوجه فی غیر تحف العقوق الا ان مضمونه قطعة قطعة موجود فی کتب الفریقین، روی الصدوق فی العلة السادسة و التسعین من علل الشرائع بسند
متصل الی وهب بن منبه الیمانی نحوه الی آخر ما یتشعب من العقل من مائة خصال، و اما علامة الایمان الی آخر العلامات فمرویة فی الخصال و غیره، و بعضها مر فی خلال الوصایا فراجع.
قوله «بک ابدأ» ای بالحجة و باتکلیف، و قیل معناه بک خلقت الخلق، و هذا یصلح شاهداً علی قول من اول العقل فی الاخبار بنور نبیا صلی الله علیه و آله، و اما بدون التأویل فغیر صحیح لان العقل الروحانی او العقل المصطلح الذی یعبر عنه بقوة ادراک الخیر و الشر فلا یصلح ان یکون علة لابداء الخلق عقلا و لم یصل فی ذلک اثر ایضاً کما لا یخفی.
«و بک اعید» ای للالزام ثم المثوبة او العقوبة و «الصیانة» الحفظ، «الرزانة» الطمأنینة و الوقار، و «المهل» و زان الفرس الرفق و الهدایة و فی الامور، و «صلف» ککتف المادح لنفسه بما لیس فیه «الحظوة» بالمهملة ثم الظاء المعجمة المکانة و المنزلة «المنالة» و زان المقالة من النیل و هو الرتبة علی الظاهر لکن فی حدیث وهب المناولة بدل المنالة و هو الصواب فراجع و نسخ التحف لا اعتماد علیها لوقوع الغلط فیها کثیراً فلا تذهل.
قوله «اقام به» فالصواب فیه اما حذف الهمزة او الجار
«القصد» الطریق، «المتعدل» المسقیم، «الاقتصاد» رعایة الوسط و الاستقامة فیه، «البشر» بشاشة الوجه.
قوله «اما الحیاء» سقط من العشرة واحد الا ان بعد المراقبة اثنان باعتبار السر و العلانیة، و فی حدیث وهب قال: یتعشب من الحیاء اللین و الرافة و الرحمة و المدومة و البشاشة و المطاوعة و ذل النفس و النهی و الورع و حسن الخلق – انتهی موضع الحاجة.
«التحرج» و المراد منه الدخول فی امر غیر شرعی، قوله «ان ضحک فهق»کذا فی النسخ و علیه یکون المراد اتساع الفم و التلاؤه من الضحک، و لکن المظنون قویاً انه مصحف نهق بالنون، و یؤیده قوله «و ان بکی حار» جاء بالتشبیه فی الحالین للصفة الحیوانیة القبیحة عند العقلاء، و لعمری هذا من احسن التشبیهات و اوقعها ولم اره فی کلام احد، و «النهق» صوت «الحمار و الخوار» صوت البقر.
قوله «یحسن سمته» بفتح السین ای رویته و طریق عشرته مع الناس. قوله «فاجز دخله» و الدخل هو الباطن یعنی انه سیء السریرة. قوله «اما علامة الحاسد فأربعة» سقط من النسخطة احدها، و تقدم فی وصیة النبی صلی الله علیه و آله لامیرالمؤمنین
انها علامة المتکلف، نعم فی وصایا لقمان لابنه کما فی الخصال فی الابواب الثلاثة قال: و للحاسد ثلاث علامات یغتاب اذا غاب و یتملق اذا شهد و یشمت بالمصیبة – انتهی موضع الحاجة.و من هنا احتمل فی البحار تصحیف الثلاة بالاربعة من الناسخ و لیس ببعید.
قوله «انه لیسری» ای الیسر فی الدنیا و الاخرة، و اما فی الدنیا فالیسر فی المعیشة لان قلة العیال احدی الیسارین، و اما فی الاخرة فان موته و احتساب الولد فیه و همه سبب للمغفرة و ان کان الولید صبیا، فعلیه یوسع دائرة الیسر فی الاخرة کما فیالاخبار. و فی بعض النسخ «لیسرنی» بالنون ثم الیاء اخیراً فهو ایضاً موافق لماسبق من المعنی، الا انه یقرأ بفتح اللام حینئذ. قوله «فاتبع النبیین» الی آخره یعنی اتبعهم فی الصبر علی الشدائد، و یکون قوله هذا کالنتیجة لما سبق و المظنون کون داود مصحف ایوب من الناسخ و الله اعلم.
و قوله «لما خلق السفلی» الی آخره الظاهر انه تمهید لقوله و الحلم یغلب الی آخره.
ثم ان الظاهر بقرینة سؤلاات شمعون خصوصاً بقرینة روایة وهب ان ما ذکر کان موجوداً فی التوراة و کان شمعون رآها فیها و لم یحسن قراءتها و کان ایضاً فی مقام امتحان رسول الله صلی الله علیه و آله، فأجاب رسول الله بما یوافق التوراة فی شعب العقل و لا جل ذلک اسلم، و یحتمل ان یکون قوله لما خلق السفلی الی آخره فی مقام ردع شمعون عن الفخر لغیره فما تعلم من رسول الله صلی الله علیه و آله و نسبته الی نفسه فیما بعد و الله اعلم.