جمع أبو سفیان عددا من فرسان قریش و قادهم نحو المدینة تدفعهم نوایاهم الغادرة إلى الفتک بالمسلمین و ردّ اعتبار قریش المفقود فی بدر. و على مقربة من المدینة عاثوا فی الأرض فسادا و کرّوا فارّین خوفا من أن تنالهم سیوف المسلمین.
و خفّ النبی (صلّى الله علیه و اله) و المسلمون فی أثر المشرکین یدفعهم و لاؤهم لدینهم
تأکیدا منهم على الدفاع عن سیادة الدولة الفتیة و حفظها من أیادی السوء …
و قد اتخذ المشرکون کل ما یعینهم على الهرب فألقوا ما معهم من (سویق) و هو مؤونتهم، و التقطه المسلمون من خلفهم و سمیت الغزوة بذلک غزوة السویق و کان هذا خزیا آخر لحق قریشا. و تأکیدا للقبائل التی تطایر الخبر إلیها أنّ وجود الإسلام کقوة منظمة قد أصبح واقعا مفروضا.
و کان همّ النبی (صلّى الله علیه و اله) فی هذه المرحلة توفیر الأمان فی أوساط المجتمع المسلم فی المدینة و صدّ أیّ عدوان محتمل. على أن بعض القبائل التی کانت تأبى الدخول فی الاسلام و تبطن العداء له لم تکن لتهتدی الى تصرف مناسب مع الرسول و المسلمین، فکانوا یعدون العدّة للهجوم على المدینة و یفرّون حین یسمعون بخروج النبی (صلّى الله علیه و اله) لهم.
و خرجت سریة اخرى بقیادة زید بن حارثة بعد أن وجهها النبیّ (صلّى الله علیه و اله) لقطع الطریق الجدید لتجارة قریش عن طریق العراق. و قد نجحت السریة فی مهمتها.