لقد جاء النبی (صلّى الله علیه و اله) بالشریعة السمحاء و دین التوحید و عمل جاهدا أن یبنی الانسان الصالح و المجتمع السلیم وفق التعالیم الربانیة، و لقد خاض کل المحن و الابتلاءات و المعارک من أجل تطهیر الانسان من دنس الشرک و وساوس الشیطان و الأمراض النفسیة.
و تحرکت نوازع الحسد و البغض لدى مجموعة من المنافقین فعمدوا الى بناء مسجد فی مقابل مسجد (قباء) زاعمین أنّه لذوی العلة و الحاجة و اللیلة المطیرة، و أسرعوا الى النبیّ (صلّى الله علیه و اله) یطلبون منه أن یصلّی فیه لیضفی الشرعیة على عملهم فأخّر الاستجابة لأنه کان على استعداد للخروج الى تبوک، فلمّا رجع من
تبوک نزل الأمر الإلهی بالنهی عن الصلاة فی هذا المسجد لأنّه کان عاملا لتفریق کلمة المسلمین و الإضرار بالامة، و شتان بین بنیان أسس على التقوى و آخر للإضرار بالمسلمین و من هنا أمر النبیّ (صلّى الله علیه و اله) بهدمه و إحراقه(1)
1) السیرة النبویة: 20/ 530، بحار الأنوار: 20/ 253.