ورد النهی عن المیسر فی الایة (90) من سورة المائدة التی شملت عن الخمر والأنصاب والأزلام، وقد اعتبرت هذه المنهیات رجسا من عمل الشیطان ما وحملت الایة 91 من السورة الشریفة نفسها علی المیسر مرة اخری لأنه یورث العداوة والبغضاء بین الناس بواسطة الشیطان: (انما یرید الشیطان ان یوقع بینکم العداوة والبغضاء فی الخمر والمیسر..). والمیسر نوع من القمار، یقول الیعقوبی: ان العرب کانت اذا کان الشتاء ونالها القحط وقلت ألبان الإبل، استعملوا المیسر، وهی الأزلام، وتقامروا علیها، وضربوا بالقداح، وکانت قداح المیسر عشرة، سبعة منها لها نصب، وثلاثة لا أنصب لها، فالسبعة التی لها أنصب هی: الفذ وله جزء، والتوأم وله جزآن، والرقیب وله ثلاثة اجزاء ، والحلس وله اربعة اجزاء ، والنافس وله خمسة اجزاء ،
والمسیل وله ستة أجزاء ، والمعلی وله سبعة اجزاء ، والثلاثة ألتی لا أنصب لها اغفال لیس علیها اسم یقال لها: المنیح، والسفیح، والوغد. وکانت الجزور تشتری بما بلغت ولا ینقد الثمن، ثم یدعی الجزار فیقسمها عشرة أجزاء ، فاذا قسمت اجزاؤها علی السواء، اخذ الجزار اجزاءه وهی الرأس والارجل، واحضرت القداح العشرة، واجتمع فتیان الحی، فاخذت کل فرقة علی قدر حالها ویسارها وقدر احتمالها، فیاخذ الاول الفذ وهو الذی فیه نصیب واحد من العشرة اجزاء، فاذا خرج له جزء واحد اخذ منالجزور جزءا، وإن لم یکن یخرج له غرم ثمن جزء منالجزور، ویأخذ الثانی التوأم، وله نصیبان من اجزاء الجزور، وهکذا سائر الاقداح (1) وکانت هذه اللعبة معقدة للغایة، لذا کان یتم التقامر بها تحت إشراف شخص متخصص یدعی (الحرضة) و (الرقیب). وقد وردت أوصاف مختلفة لهذه اللعبة، وسردتها المصادر التاریخیة بصور مختلفة (2)
1) تاریخ الیعقوبی: 1/ 259.
2) المصدر نفسه، المحبر: ص 223 الی 225.