وفی هذا الاتجاه بالذات یقدم الخلیفة الثانی علی خطوة أخری أیضاً، وهی: أنه جمع الصحابة من الآفاق، وطالبهم بما أفشوه من حدیث رسول الله (ص)، ثم أمرهم بالمقام عنده، وأن لا یفارقوه ما عاش، ومنعهم من مغادرة المدینة، فبقوا فیها إلی أن مات(1)
وقد أضاف سببا آخر إلی إفشائهم حدیث رسول الله (ص)، فذکر أنه إنما یمنعهم من المشارکة فی الغزو؛ حتی لا یفسدوا علیه أصحاب محمد (ص)(2)
نعم.. لقد رووا عن الخلیفة أنه فعل ذلک، رغم أنه هو نفسه یقول للناس ـ کما قیل ـ إنه إنما یرسل إلیهم العمال؛ لیعلموهم دینهم وسنتهم(3)
1) حیاة الصحابة ج 3 ص272و273 وج 2 ص 40 و 41. ویمکن الاستفادة فی هذا الأمر من المصادر التالیة: تاریخ الأمم والملوک ج 3 ص 426 حوادث سنة 35 ه. ومروج الذهب ج 2 ص 321 و 322 ومستدرک الحاکم ج 3 ص 120 وج 1 ص 110 وکنز العمال ج 10 ص 180 عن ابن عساکر، وابن صاعد، والدارمی، وابن عبد البر وغیرهم. والمجروحون ج 1 ص 35 وتذکرة الحفاظ ج 1 ص 7 وشرح نهج البلاغة للمعتزلی ج 20 وشرف أصحاب الحدیث ص 87 ومجمع الزوائد ج 1 ص 149 والطبقات الکبری لابن سعد ج 5 ص 239 ط صادر وط لیدن ج 4 ص 135 وج 2 قسم 2 ص 100 و 112 وحیاة الشعر فی الکوفة ص 161 والفتنة الکبری (عثمان) ص 17 و 46 و 77 وسیرة الأئمة الاثنی عشر ج 1 ص 317 و 334 و 365 والتاریخ الإسلامی والمذهب المادی فی التفسیر ص 208 و 209 والغدیر ج 6 ص 294/ 295 عن بعض من تقدم، وعن: المعتصر ج 1 ص 459. ونقل ذلک أیضاً عن المحدث الفاصل ص 133 وعن الموضوعات ج 1 ص 94.
2) مستدرک الحاکم ج 3 ص 120 وأنوار الهدایة ص 124 وحیاة الصحابة ج 2 ص 40 و 41 عن کنز العمال ج 7 ص 139 وعن الطبری ج 5 ص 134.
3) حیاة الصحابة ج 3 ص 485 عن مجمع الزوائد ج 5 ص 211 وعن مستدرک الحاکم ج 4 ص 439 وعن کنز العمال ج 8 ص 209 وعن أحمد، وابن سعد، ومسدد، وابن خزیمة، والبیهقی وغیرهم.