نصوص و شواهد

ومن الشواهد علی هول ما حدث: أننا نقرأ عن عدد من الصحابة وغیرهم: أنهم قد تنبهوا للمأساة، وعبروا عنها بأنحاء مختلفة. ونذکر من ذلک هنا النصوص التالیة:

1 ـ قد تقدم قول أمیر المؤمنین علیه السلام: لم یبق من الإسلام إلا اسمه، ومن الدین إلا رسمه.

2 ـ روی الإمام مالک عن عمه أبی سهیل بن مالک، عن أبیه، أنه قال: ما أعرف شیئاً مما أدرکت الناس علیه إلا النداء بالصلاة(1)

قال الزرقانی، والباجی: یرید الصحابة، وأن الأذان باق علی ما کان علیه، ولم یدخله تغییر، ولا تبدیل، بخلاف الصلاة، فقد أخرت عن أوقاتها، وسائر الأفعال دخلها التغییر الخ..(2)

3 ـ أخرج الشافعی من طریق وهب بن کیسان، قال: رأیت ابن الزبیر یبدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم قال: کل سنن رسول الله (ص) قد غُیرت، حتی الصلاة(3)

4 ـ یقول الزهری: دخلنا علی أنس بن مالک بدمشق، وهو وحده یبکی، قلت: ما یبکیک؟! قال: لا أعرف شیئاً مما أدرکت إلا هذه الصلاة، وقد ضیعت(4)

5 ـ وقال الحسن البصری: لو خرج علیکم أصحاب رسول الله (ص) ما عرفوا منکم إلا قبلتکم(5)

ونقول: حتی القبلة قد غیرت، وجعلوها إلی بیت المقدس، حیث الصخرة قبلة الیهود، کما تقدم فی الفصل الأول من هذا الکتاب.

6 ـ وقال أبو الدرداء: والله لا أعرف فیهم من أمر محمد (ص) شیئا إلا أنهم یصلون جمیعاً(6)

7 ـ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص؛ أنه قال: لو أن رجلین من أوائل هذه الأمة خلوا بمصحفیهما فی بعض هذه الأودیة، لأتیا الناس الیوم، ولا یعرفان شیئاً مما کانا علیه(7)

وعن الإمام الصادق علیه السلام ـ وقد ذکرت هذه الأهواء عنده فقال: لا والله، ما هم علی شیء مما جاء به رسول الله صلی الله علیه وآله إلا استقبال الکعبة فقط(8)

8 ـ وحینما صلی عمران بن حصین خلف علی علیه السلام أخذ بید مطرف بن عبد الله، وقال: لقد صلی صلاة محمد، ولقد ذکرنی صلاة محمد (ص). وکذلک قال أبو موسی حینما صلی خلف علی علیه السلام(9)

1) الموطأ (المطبوع مع تنویر الحوالک) ج 1 ص 93 وجامع بیان العلم ج 2 ص 244.

2) شرح الموطأ للزرقانی ج 1 ص 221 وتنویر الحوالک ج 1 ص 93/ 94 عن الباجی.

3) کتاب الأم للشافعی ج 1 ص 208 والغدیر ج 8 ص 166 عنه.

4) جامع بیان العلم ج 2 ص 244 وراجع المصادر التالیة: ضحی الإسلام ج 1 ص 365 والجامع الصحیح ج 4 ص 632 والزهد والرقائق ص 31 وفی هامشه عن طبقات ابن سعد ترجمة أنس، وعن الترمذی، وعن البخاری ج 1 ص 141.

5) جامع بیان العلم ج 2 ص 244.

6) مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 244.

7) الزهد والرقائق ص 61.

8) البحار ج 68 ص 91 وقصار الجمل ج 1 ص 366.

9) راجع: أنساب الأشراف ج 2 ص 180 ط الأعلمی وسنن البیهقی ج 2 ص 68 وکنز العمال ج 8 ص 143 عن عبد الرزاق وابن أبی شیبة والمصنف للصنعانی ج 2 ص 63 ومسند أبی عوانة ج 2 ص 105 ومسند أحمد ج 4 ص 428 و 429 و 441 و 444 و 400 و 415 و 392 فی موضعین و 432 والغدیر ج 10 ص 202 و 203 وکشف الأستار عن مسند البزار ج 1 ص 260 والبحر الزخار ج 2 ص 254. وعن المصادر التالیة: صحیح البخاری ج 2 ص 209 وصحیح مسلم ج 1 ص 295 وسنن النسائی ج 1 ص 164 وسنن أبی داود ج 5 ص 84 وسنن ابن ماجة ج 1 ص 296 وفتح الباری ج 2 ص 209 والمصنف لابن أبی شیبة ج 1 ص 241.