جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الترکة الموروثة

زمان مطالعه: 2 دقیقه

أما بالنسبة إلی حجم الترکة التی ورثها الناس عن سلفهم الصالح (علی حد تعبیرهم) فقد ادعوا: أنه قد وصل إلیهم من حدیث رسول الله (ص) ـ من غیر طریق أهل البیت علیهم السلام ـ نزر قلیل، لا یتناسب مع الحاجات التی تواجه الناس، ولا تتوافق مع هذا التراث الضخم جدا، الذی سطره علماؤهم عبر القرون المتمادیة، فهم یقولون:

1 ـ إن حدیث النبی (ص) أربعة آلاف حدیث(1)

2 ـ عن أحمد بن حنبل: الأصول التی یدور علیها العلم عن النبی صلی الله علیه وآله ینبغی أن تکون ألفا وماءتین(2)

3 ـ لکن نصا آخر یقول: إنه لم یصل إلی الأمة سوی خمس مئة حدیث فی أصول الأحکام، ومثلها فی أصول السنة(3)

ثم إنهم یقولون: إن هذا الواصل لم یصح منه عندهم إلا أقل القلیل، حیث قد بلغت روایة أبی حنیفة سبعة عشر حدیثاً فقط. أما مالک، فإنما صح عنده ما فی کتاب الموطأ، وغایتها ثلاث مئة حدیث، أو نحوها(4)

فمن أین إذن جاءت هذه الآلاف المؤلفة من الأحادیث التی وصفوها بالثبوت والصحة، فملأت صحیحی البخاری ومسلم، ومستدرک الحاکم، وباقی الصحاح الست، وصحیح ابن حبان، وصحیح أبی عوانة. وغیر ذلک کثیر. هذا فضلا عن غیرها من مئات الألوف بل الملایین من الأحادیث التی یزعم حفاظ الحدیث أنها عندهم. بل إن أحمد بن حنبل الذی یقول ما قدمناه هو نفسه قد ألف المسند الذی یضم أربعین ألف حدیث، منها عشرة آلاف مکررة(5)

ویزعمون: أنه لیس فیه حدیث موضوع عدا ثلاثة أو أربعة أحادیث تکلموا فیها. بل لا یتأتی الحکم بکون واحد منها موضوعا إلا الفرد النادر، مع

الاهتمام القوی فی دفع ذلک(6)

نعم، من أین جاءت هذه الأحادیث والروایات، إن ذلک لمریب حقا. وإنه أیضاً لغریب وعجیب!!


1) علوم الحدیث لابن الصلاح ص 367 والباعث الحثیث ص 85 والسنة قبل التدوین عن فتح المغیث ج 4 ص 39 وعن تلقیح فهوم أهل الآثار.

2) إرشاد الفحول ص 251.

3) مناقب الشافعی ج 1 ص 419 وعن الوحی المحمدی لمحمد رشید رضا ص 243.

4) المقدمة لابن خلدون ص 444 وأضواء علی السنة المحمدیة ص 388.

5) بحوث فی تاریخ السنة المشرفة ص 236.

6) راجع: تعجیل المنفعة برجال الأربعة ص 6. وبحوث فی تاریخ السنة المشرفة ص 37 عنه. والقول المسدد فی الذب عن المسند للإمام أحمد، لابن حجر العسقلانی. وذیل القول المسدد للمدراسی.