جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

بعض وقائع سنة الست من الهجرة

زمان مطالعه: 2 دقیقه

قال ابن کثیر(1): و فی هذه السنة- أعنی سنة ست من الهجرة- نزل فرض الحج کما قرّره‏

الشافعی زمن الحدیبیة فی قوله تعالى «وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ» و لهذا ذهب الى انّ الحج على التراخی لا على الفور، لانّه (ص) لم یحج إلّا فی سنة عشر، و خالفه الثلاثة مالک و أبو حنیفة و أحمد، فعندهم انّ الحج یجب على کل من استطاعه على الفور، و منعوا أن یکون الوجوب مستفادا من قوله تعالى «وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ» و انّما فی هذه الآیة الأمر بالاتمام بعد الشروع فقط، و استدلّوا بأدلّة قد أوردنا کثیرا منها عند تفسیر هذه الآیة.

ثم قال: و فی هذه السنة حرمت المسلمات على المشرکین تخصیصا لعموم ما وقع به الصلح عام الحدیبیة على انّه لا یأتیک منّا أحد و إن کان على دینک إلّا رددته علینا، فنزل قوله تعالى «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا جاءَکُمُ الْمُؤْمِناتُ» الى قوله «فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْکُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَ لا هُمْ یَحِلُّونَ لَهُنَّ» الآیة.

الى أن قال: قال الواقدی: و فیها فی ذی الحجة منها بعث رسول الله (ص) ستة نفر مصطحبین حاطب بن أبی بلتعة الى المقوقس صاحب الاسکندریة، و شجاع بن وهب الى الحارث بن أبی شمر الغسّانی یعنی ملک عرب النصارى، و دحیة بن الخلیفة الکلبی الى قیصر و هو هرقل ملک الروم، و عبد الله بن حذافة السهمی الى کسرى ملک الفرس، و سلیط بن عمرو العامری الى هوذة بن علی الحنفی، و عمرو بن أمیّة الضمری الى النجاشی ملک النصارى بالحبشة … الخ.

و قال الکازرونی الیمانی: و فی هذه السنة اتّخذ رسول الله (ص) الخاتم، و ذلک انّه قیل انّ الملوک لا یقرؤون کتابا إلّا مختوما.

و فی هذه السنة بعث رسول الله (ص) ستة نفر مصطحبین … الخ.

و قال العلّامة محمد رضا: قیل لرسول الله (ص) عندما أراد إرسال کتبه الى الملوک یدعوهم فیها الى الإسلام: انّهم لا یقرؤون الکتاب إلّا مختوما، فاتّخذ خاتما من فضّة، و کان لنقشه ثلاثة أسطر «محمد رسول الله و الأسطر الثلاثة تقرأ من أسفل الى فوق، فمحمد آخر الأسطر رسول فی الوسط و الله فوق، و کانت الکتابة مقلوبة لتکون على الاستواء إذا ختم به، و کان ذلک الخاتم فی یده (ص) … الخ.


1) السیرة النبویة 3/ 342.