ثم روى باسناده عن الحارث بن عمرو الکلبی عن عمّه عمارة بن جزء عن رجل من بنی ماویة من کلب قال: و أخبرنی أبو لیلى بن عطیّة الکلبی شخصت أنا و عاصم رجل من بنی رقّاش من بنی عامر حتّى أتینا النبی (ص) فعرض علینا الإسلام فأسلمنا و قال (ص): أنا النبیّ الأمّیّ الصّادق الرّکبی، و الویل کل الویل لمن کذّبنی و تولّى عنّی و قاتلنی، و الخیر کل الخیر لمن آوانی و نصرنی و آمن بی و صدّق قولی و جاهد معی. قالا: فنحن نؤمن بک و نصدّق قولک فأسلمنا، و أنشأ عبد عمرو یقول:
أجبت رسول الله إذ جاء بالهدى
و أصبحت بعد الجحد بالله أوجرا
… الخ.
ثم روى محمّد بن سعد باسناده عن رجل من بنی کنانة عن ربیعة بن ابراهیم الدّمشقی
قال: وفد حارثة بن قطن بن زائد بن حصن ابن کعب بن علیم الکلبی و حمل بن سعدانة بن حارثة ابن مغفّل بن کعب بن علیم إلى رسول الله (ص) فأسلما، فعقد لحمل بن سعدانة لواء فشهد بذلک اللواء صفین مع معاویة، و کتب لحارثة بن قطن کتابا فیه:
هذا کتاب من محمد رسول الله (ص) لأهل دومة الجندل و ما یلیها من طوائف کلب مع حارثة بن قطن، لنا الضاحیة من البغل و لکم الضامنة من النخل، على الجاریة العشر و على الغائرة نصف العشر، لا تجمع سارحتکم و لا تعدل فاردتکم، تقیمون الصّلوة لوقتها، و تؤتون الزکوة بحقّها لا یحظر علیکم النبات و لا یؤخذ منکم عشر البتات، لکم بذلک العهد و المیثاق و لنا علیکم النصح و الوفاء و ذمّة الله و رسوله. شهد الله و من حضر من المسلمین. انتهى.