ثم روى باسناده عن منیر ابن عبد الله الأزدی قال قدم صرد بن عبد الله فی بضعة عشر رجلا من قومه وفدا على رسول الله (ص) فنزلوا على فروة بن عمرو، فحیّاهم و أکرمهم، و أقاموا عنده عشرة أیام، و کان صرد أفضلهم فأمّره رسول الله (ص) على من أسلم من قومه، و أمره ان یجاهد بهم من یلیه من أهل الشرک من قبائل الیمن، فخرج حتّى نزل جرش و هی مدینة حصینة مغلّقة، و بها قبائل من الیمن، قد تحصّنوا فیها فدعاهم الى الإسلام فأبوا، فحاصرهم شهرا، و کان یغیر على مواشیهم فیأخذها، ثم تنحّى عنهم إلى جبل یقال له شکر، فظنّوا أنّه قد انهزم فخرجوا فی طلبه فصفّ صفوفه فحمل علیهم هو و المسلمون فوضعوا سیوفهم فیهم حیث شاؤا، و أخذوا من خیلهم عشرین فرسا، فقاتلوهم علیها نهارا طویلا، و کان أهل جرش بعثوا الى رسول الله (ص) رجلین یرتادان و ینظران فأخبرهما رسول الله (ص) بملتقاهم و ظفر صرد بهم، فقدم رجلان على قومهما فقصّا علیهم القصّة، فخرج وفدهم حتّى قدموا على رسول الله (ص) فأسلموا، فقال (ص): مرحبا بکم أحسن الناس
وجوها، و أصدقه لقاء، و أطیبه کلاما، و أعظمه أمانة، أنتم منّی و أنا منکم، و جعل شعارهم (مبرورا) و حمى لهم حمى حول قریتهم على أعلام معلومة. انتهى.