ثم روى باسناده عن جماعة أنّهم قالوا: قدم قیس بن مالک بن لأی الأرجبی على رسول الله (ص) و هو بمکة فقال: یا رسول الله (ص) أتیتک لأومن بک و أنصرک، فقال له: مرحبا بک أتأخذونی بما فیّ یا معشر همدان؟ قال: نعم بأبی أنت و أمّی، قال: فاذهب الى قومک فإن فعلوا فارجع أذهب معک، فخرج قیس إلى قومه فأسلموا و اغتسلوا فی جوف المحورة و توجهّوا الى القبلة، ثم خرج باسلامهم الى رسول الله (ص) فقال: قد أسلم قومی و أمرونی ان آخذک، فقال النبی (ص) نعم وافد القوم قیس! و قال (ص): وفیّت وفّى الله بک! و مسح بناصیته و کتب عهده على قومه همدان (أحمورها و غربها و خلائطها و موالیها ان یسمعوا له و یطیعوا، و انّ لهم ذمّة الله و رسوله ما أقمتم الصّلوة و آتیتم الزّکوة، و أطعمه ثلاثمائة فرق من خیوان مائتان زبیب و ذرة شطران و من عمران الجوف مائة فرق بّر، جاریة أبدا من مال الله). ثم قال هشام: الفرق مکیال لأهل الیمن، و أحمورها: قدم، و آل ذی مرّان، و آل ذی لعوة، و اذواء همدان، و غربها: أرحب، و نهم، و شاکر، و وداعة و یام، و مرهبة، و دالان، و خارف، و عذر، و حجور.
ثم روى باسناده عن أبی إسحاق عن أشیاخ قومه قالوا: عرض رسول الله (ص) نفسه بالموسم على قبائل العرب فمرّ به رجل من أرحب یقال له عبد الله بن قیس بن امّ غزال، فقال (ص): هل عند قومک من منعة؟ قال نعم، فعرض علیه الإسلام فأسلم ثم أنّه خاف ان
یخفره قومه فوعده الحج من قابل، ثم وجّه الهمدانی یرید قومه فقتله رجل من بنی زبید یقال له ذباب، ثم ان فتیة من أرحب قتلوا الزبیدی بعبد الله بن قیس.
ثم روى باسناده عن جماعة أنّهم قالوا: قدم وفد همدان على رسول الله (ص) علیهم مقطّعات الحبرة مکفّفة بالدّیباج، و فیهم حمزة بن مالک من ذی شعار، فقال رسول الله (ص) نعم الحی همدان ما أسرعها الى النصر و أصبرها على الجهد و منهم أبدال و أوتاد الإسلام، فأسلموا و کتب لهم النبی (ص) کتابا … الخ.