قال الطّبری(1): و اختلف فی مبلغ سنّه (ص) یوم توفّی. فقال بعضهم: کان له یومئذ ثلاث و ستّون سنة.
ثم روى باسناده عن ابن عباس قال: أقام رسول الله (ص) بمکة ثلاث عشرة سنة یوحى إلیه و بالمدینة عشرا و مات و هو ابن ثلاث و ستّین سنة.
ثم روى باسناده أیضا عن حمّاد عن أبی جمرة عن أبیه قال: عاش رسول الله (ص) ثلاثا و ستّین سنة.
ثم روى أیضا باسناده عن یحیى بن سعید قال سمعت سعید بن المسیّب یقول: أنزل على رسول الله (ص) و هو ابن ثلاث و أربعین سنة، و أقام بمکة عشرا و بالمدینة عشرا و توفّی و هو ابن ثلاث و ستین سنة.
ثم روى أیضا باسناده عن ابن عباس أنّه قال: بعث رسول الله (ص) لأربعین سنة و أقام بمکة ثلاث عشرة یوحى إلیه و بالمدینة عشرا و مات و هو ابن ثلاث و ستّین سنة.
ثم روى أیضا باسناده عن عروة عن عائشة قالت: توفّی رسول الله (ص) و هو ابن ثلاث و ستّین سنة.
ثم قال: و قال آخرون: کان له یومئذ خمسة و ستّون.
ثم روى باسناده عن یوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: قبض رسول الله (ص) و هو ابن خمس و ستّین سنة.
ثم روى أیضا باسناده عن أبی حنظلة قال: انّ النبی (ص) توفّی و هو ابن خمس و ستین سنة.
ثم قال: و قال آخرون: بل کان له یومئذ ستّون سنة.
ثم روى باسناده عن عروة بن الزّبیر قال: بعث رسول الله (ص) و هو ابن أربعین و مات و هو ابن ستین.
ثم روى باسناده أیضا عن عائشة و ابن عباس: انّ رسول الله (ص) لبث بمکة عشر سنین ینزل علیه القرآن و بالمدینة عشرا. انتهى.
و روى محمّد بن سعد فی الطبقات(2) الأقوال الثلاثة، و اختار منها القول الأوّل و هو ثلاث و ستّون سنة.
و قال الکازرونی الیمانی: ذکر سنّه (ص) یوم مات. ثم قال روى عکرمة عن ابن عباس قال: أنزل على رسول الله (ص) و هو ابن أربعین، فأقام بمکة ثلاث عشر سنة، و بالمدینة عشرا، و توفّی و هو ابن ثلاث و ستین سنة. ثم قال: أخرجاه فی الصّحیحین.
ثم قال: و عن أنس أنّه توفّی (ص) على رأس الستّین.
ثم قال قال مؤلّف الکتاب سعید الکازرونی قال علمائنا: من قال ثلاثا و ستین قصد جمع السنن، و من قال ستّین قصد أعشار السنن، و انسان قد یقول سنّی أربعون، و لعلّه قد زاد علیه و انّ الزّیادة لم یبلغ عشرا.
أقول: و هذا جمع حسن بین الأقوال الثلاثة.
1) تاریخ الأمم و الملوک 3/ 215.
2) الطبقات الکبرى 2/ 309.